بدأت هانا الانشغال بالدراسة بمعهد الفنون لتتناسى رحيل ستيفن وبقاءها وحيدة فقد كان ذلك اختيارها، عادت لتعمل رفقة إيلا بالمقهى لتشغل وقتها لكنها الآن لا تركض من عمل لآخر دون وجهة بل تعرف ما تريد فعله وحددت أولوياتها..
تمكنت من جمع القليل من المال ووافق البنك لإقراضها من جديد بعد أن دفعت دينها فقررت إفتتاح مكتب الهندسة الذي لم يتمكن لحد اللحظة أن يرى النور، كانت سعيدة بتلك الخطوة التي اتخذتها باتجاه تحقيق أحلامها..
عادت لتحب الرسم من جديد وتمسك الفرشاة وتخط أول لوحاتها فكانت لستيفن..
دخلت إيلا لمكتبها تحمل باقة أزهار بيدها فرأتها تقف خلف لوحتها منهمكة بالرسم..- هل ترسمين بمكتبك للهندسة ما هذا التناقض..؟!
- لم أحصل على عمل بعد ولا أريد أن أجلس دون فعل شيء..
- ماذا ترسمين..؟!
- ستيفن..
نظرت إيلا للوحة: إن كنت تحبينه لهذه الدرجة فلما تركته يرحل..!!
- لا شخص يكون سعيدا بتخليه عن أحلامه التي فعل الكثير لتحقيقها.. سنلتقي قريبا فقد وعدني أن تحط أول طائرة يحلق بها بلندن..
- كم بقي قبل أن ينهي تدريبه..؟!
- لقد أنهى تدريبه منذ شهر لكنه الآن يقوم برحلات داخلية فقط، بقي شهر آخر قبل أن يغادر سماء مانهاتن ويأتي إلى لندن..
- تبدو عليك السعادة.. لم أرى شخصا سعيدا للانتظار كما رأيتك..؟!
- لأنني أدرك أننا سنلتقي قريبا، أعرف أنه يستحق انتظاري..
بدأ مكتب هانا بالعمل وبدأت تصلها مشاريع لانجازها فانشغلت بالدراسة والعمل ولم تعد الأيام للقاء ستيفن فتفاجأت أن الأيام مرت بسرعة لم تتخليها ومر ذلك الشهر سريعا دون أن تشعر به، وردها اتصال من ستيفن يخبرها أنه سيكون بمطار لندن خلال يومين وأن عليها أن تكون هناك فلن يتوقف سوى ثلاث ساعات قبل أن يحلق بعيدا من جديد..
استعدت للذهاب للندن قبل وصول ستيفن بيوم حتى لا يحدث شيء غير متوقع يأخرها عن لقائه، كانت سعيدة فهي ستراه بعد ستة أشهر طويلة مرت منذ أن رحل رفقة والديه عائدا إلى مانهاتن..
كانت تقف في المطار بانتظار أن تحط طائرته التي تأخرت بسبب الرياح الموسمية، كانت تحمل معها اللوحة التي رسمتها من أجله، لم تعرف ما الأخبار التي سيحملها معه من رحلاته التي قام بها لحد الآن فقد وعدها أنه سيحضر لها من كل مطار حطت به طائرته تذكارا..
سمعت بوصول طائرته ونزولها فوقفت عند البوابة تنتظر ظهوره فكم انتظرت هذه اللحظة في الأشهر الماضية، رأته يغادر البوابة وهو يرتدي زي الطيار الذي كان يرسل لها صوره دون أن تراه يرتديه بعينيها، لمحها فأسرع لاحتضانها..
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romanceقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉