الجزء 6..

175 7 0
                                    



في الصباح ذهبت "هانا" إلى المقهى لتباشر عملها كالمعتاد، فحياتها منذ سنة لم تحمل جديدا غير عملها، تتنقل من عمل لآخر دون أن تجد وقتا للراحة..

وضعت أمامها "إيلا" قائمة الطلبات، نظرت في ركن المقهى فرأت "ستيفن" يجلس هناك وينظر إليها مبتسما..

- ما هو طلب ذلك الزبون في آخر المقهى..؟!

- هل أنت مهتمة به؟! لقد طلب قهوة سوداء بدون سكر..

- هل أستطيع أخذ طلبه بنفسي لو سمحتي..؟!

- بالطبع تفضلي، سآخذ مكانك حتى عودتك..

ذهبت "هانا" إلى حيث يجلس "ستيفن"

- تفضل كوب الحليب الذي طلبته..
- لم أطلب حليبا لقد طلبت قهوة بدون سكر..

- أنسيت ما طلبه منك الطبيب آخر مرة، قال لا منبهات لا كافيين، إن أردت شرب فنجان قهوة ابحث لك عن مقهى آخر..

- سأشتكيك إلى رئيسك وأخبره أنك تغيرين طلبات الزبائن كما تشائين..

- افعل ما تشاء..

عادت إلى مكانها..

"ايلا": هل هو شخص تعرفينه..؟!

- أجل لقد تعرفت عليه منذ مدة قصيرة..

- حقا..؟! لا أصدق أن "هانا" الحجر تتعرف على أشخاص غرباء وشاب أيضا إنها معجزة..

- هل تمزحين؟ لقد ساعدني قبل أيام، لا تفكري بالأمر كثيرا..

- أنت من لا يجب أن يفكر كثيرا، أن تصبحي صديقة شخص ما لا يحتاج خطة، توقفي عن عمل خطط لكل خطوة تقدمين عليها، بقيت ساعة فقط لتقديم الطلبات للزبائن عند طاولاتهم وسأكون قد أنهيت عملي أخيرا..

- لابد أنك سعيدة بذلك أما أنا فمازالت أمامي أربع ساعات أخرى..

كان ذلك المقهى في فترته الصباحية قبل منتصف النهار يأخذ طلبات الزبائن ويقدمها لهم عند طاولاتهم لكن ما إن يقرع جرس منتصف النهار حتى يصبح على كل زبون أن يخدم نفسه ويأخذ طلبه بنفسه إلى طاولته، لكن الزبائن دائمي التردد على المقهى في فترات مختلفة من اليوم يستثنون من ذلك وتقدم لهم طلباتهم حيث يجلسون..

"ستيقن" كان أحد أولئك الزبائن حتى أنه لا يغير مقعده بالمقهى دائما ما يجلس في ذلك المقعد الخلفي قرب النافذة، سابقا كان يستمتع بالنظر للمارة بالخارج لكن منذ أن بدأت "هانا" العمل بالمقهى لم يعد ينظر ليغيرها يظل يلاحقها بعينيه وهي تتنقل بين جنبات المقهى من طاولة لأخرى، فقد كانت تتبادل مع "إيلا" كل يوم تقدم إحداهن الطلبات للزبائن صباحا قبل منتصف اليوم..

أنهت "هانا" العمل وخرجت من المقهى لتتجه نحو عملها بمحل بيع الملابس، جذبها "ستيفن" من يدها..

- إلى أين أنت ذاهبة مسرعة هكذا..؟!

- اترك يدي، إنني ذاهبة لعملي الآخر..

- ما رأيك ألا تذهبي هذا اليوم إلى هناك..؟!

- هل جننت؟! إن لم أذهب إلى هناك سأطرد، من سيمنحني ذلك الأجر الذي أتقضاه هناك.. إن لم تكن تملك ما تفعله غير التسكع في الأرجاء فلا وقت لي لفعل ذلك مثلك..

تركته وأسرعت نحو محطة الحافلة، بقي واقفا في مكانه لا يعرف ما يفعل مع تلك الفتاة التي لا تعرف شيئا في الحياة سوى العمل، ربما نسيت آخر مرة خرجت في نزهة متى كانت..

عاد للمنزل بعدما لم ترد "هانا" مرافقته في الجولة التي أراد القيام بها رفقتها..

- ما بك محبط هكذا؟! ألم تسر الأمور كما خططت لها مع "هانا"..؟!

- تلك الفتاة الغبية إنها لا تعرف في هذه الحياة شيئا سوى الركض من عمل لآخر.. سأصعد لغرفتي عندما يأتي أبي نادي علي..

ترك والدته وصعد غرفته، ارتمى فوق سريره، لقد مر شهران منذ أن عاد إلى هنا، الوقت يجري أسرع مما توقعه لم يتبقى له في هذه الحياة سوى القليل لكنه مازال عاجزا عن إيجاد طريقة للتواصل مع "هانا" ليخبرها أنه صديق طفولتها هذا إن كانت ما تزال تتذكر أنه كان لها صديق يحمل نفس اسمه في الماضي بعد أن رآها أصبح يشك أنها ستتذكر شيئا كذلك، يريد إخبارها لكن قلبه ممتلئ بالألم لا يدري ما الأفضل إخبارها أم لا..

يتبع

#عمر_واحد_لا_يكفي

#Rain_Drops

عمر واحد لا يكفي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن