الجزء 14..

151 7 0
                                    



بعد أن ودعته عادت لتجلس بالمقهى، أتت إليها "إيلا" لتجلس قربها..

- أرأيت نحن دائما بحاجة لأشخاص حولنا نشاركهم ألمنا وما نشعر به، العيش وحدنا ليس دائما خيارنا الأفضل..

- أنا أدرك ذلك جيدا لكن ليس بيدي لم أعد أستطيع الثقة بالأصدقاء أو منحهم فرصة للتقرب مني، لست أقصدك بذلك لكني أقصد جميع المحيطين بي..

- أعرف ما مررت به لم يكن سهلا أن تتعرضي للخيانة من أكثر الأشخاص الذين منحتهم ثقتك، لكن الناس لا تتشابه ليس كل المحيطين بك جاحدين وسيئين هناك السيء والجيد في كل شيء في هذه الحياة..

كانت "إيلا" فتاة عاقلة وإن كانت هانا تنكر ذلك فلطالما أحبتها واحترمتها لطيبة قلبها، كانت قد تجاوزت الثلاثينيات طلقت بطفل يبلغ أربع سنوات، مرت هي الأخرى بأوقات صعبة مع رجل كان يخونها، لكنها عكس هانا لم تفقد ثقتها بالعالم بل اكتفت بالتخلص من ذلك الزوج السيء وعيش حياة هانئة رفقة ابنها..
حاولت دائما جعلها تغير فكرتها عن الناس ألا تحكم على الجميع بأنهم سيئين أن تجرب أن تقترب منهم أن تعرفهم ألا تكتفي بالبقاء على الحياد في هذه الحياة الصاخبة التي تبتلع أولئك الوحيدين الذين لا يرون ما يستحق استمرارهم على قيد الحياة..
لم تكن تعرف هانا خلال هذه الأشهر التي عملت بها بالمقهى فقط بل تعرفها منذ سنة فقد التقيتا مرارا في عدة أعمال أخرى، لكن علاقتهما لم تتجاوز زمالة العمل تعرف كل واحدة عن الأخرى القليل فقط، والسبب أن هانا لم ترد أن تملك أصدقاء مرة أخرى لم ترد أن تتشارك حياتها مع شخص آخر..

- لما هو كان مختلفا عن الآخرين؟! إنه أول شخص أراك تهتمين لأمره منذ عرفتك..

- إنه صديق طفولتي، لم نلتقي منذ خمس عشرة سنة..

- حقا.. إنها صدفة غريبة أن يجمعكما هذا المكان..

- سأغادر الآن سآتي لزيارتك لاحقا..

- حقا ستفعلين لم أسمع منك هذه الجملة من قبل..

- ابتسمت هانا: ربما سأحتاج لصديق أقول له ما أشعر به، شكرا على هذا اليوم..

كانت "هانا" تتجول في الشوارع لا تعرف ماذا ستفعل بهذه التقلبات التي تحملها حياتها، خلال سنتين كانت حياتها جامدة لا جديد فيها كل ما تعرفه هو العمل، لكن الآن فجأة حلت زوبعة هزت استقرار أيامها وركوض حياتها..

لا تعرف كيف ستتصرف اتجاه "ستيفن"، تظنه أتى لمدينته ليقضي آخر أيامه في المكان الذي طالما أحبه واعتز به ووعدها أنه سيعود له يوما ما، الرحيل عن هذا المكان لم يكن خياره أبدا، فقد كانت "ريبون" أحب المدن إلى قلبه حتى "لندن" لم تكن مفضلة له مثلها، والده أراد أن يوسع مجال عمله ويطوره وكان يعرف أن هذا المكان بل "إنجلترا" ككل لم تكن لتمنحه الطموح الذي يتمنى فرحل بعيدا ولم يكن بيد ستيفن سوى الرضوخ لرغبة والده فماذا يملك طفل في الثالثة عشر غير ذلك..

لقد عرفته طفلا، كانا صغيرين عندما التقيا أول مرة فقد ولدا في نفس السنة يكبرها "ستيفن" بأربع أشهر، انتقلت عائلته لتسكن في المنزل المقابل لمنزل عائلتها عندما كانت في الرابعة من عمرها ومنذ ذلك الحين أصبحا صديقين..
كانا الطفلين الصغيرين في الحي وحدهما أما بقية الأطفال فقد كانوا يكبرونهما بعدة سنوات..

- ليت تلك الأيام تعود من جديد..

هكذا قالت هانا لنفسها بصوت عال وهي تتنهد قبل أن تفتح باب شقتها وترتمي على سريرها بانتظار الغد..

يتبع

#عمر_واحد_لا_يكفي

#Rain_Drops

عمر واحد لا يكفي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن