كانت تجلس عند رأسه بغرفة بالمشفى عندما استيقظ..
- هل أخبرت أمي..؟!
- اهدأ لم أفعل، انتظر سأنادي الطبيب..
أتى الطبيب، لم يقل شيئا لم يكن يعرفه "ستيفن" عن حالته لكنه لم يرد لهانا أن تسمع ما كان يقوله، نظر إليها فرأى سيلا من الدموع تنهمر من عينيها لتغرق وجنتيها، هذا كان السبب الذي منعه من إخبارها عن نفسه لم يردها أن تعيش ألمه معه أن تشاركه تلك اللحظات السيئة لتتعذب هي الأخرى بكل ذلك..
- اقتربي قليلا..
مد يده ليمسك بيديها:
- اهدئي لما أنت هلعة هكذا؟! ألم تسمعي نفس الكلمات من الطبيب المرة الماضية لما أنت الآن متأثرة بهذا الشكل..؟!- كيف تستطيع الابتسام في حالتك هذه..؟!
- هل تريدين مني البكاء مثلك؟ لا أريد أن أرى هذا الوجه الباكي مرة أخرى لست أحتضر بعد، لنغادر المشفى لا أريد البقاء هنا..
- لكن...
- لا أريد لوالداي أن يعلما بالأمر سيزداد ألمهما إن علما أن تدهور المرض قد بدأ..- حسنا لنغادر..
هانا كانت راضخة لرغبات ستيفن دون أن تعي ما يجب عليها القيام به من أجله، لقد ظنت أنها عثرت عليه أخيرا لكن الآن تظن أن إيجادها له كان متأخرا جدا، متأخرا بعمر ومن يملك عمرا آخر ليهديه إياه..
خرجا من المشفى دون أن يعرفا وجهتهما فقد بقيت السيارة أمام الملاهي، كانت ملامح ستيفن يبدو عليها التعب، لم يكن قادرا على الحراك لكنه كان يقاوم لم يرد أن ينهار أمام هانا لم يرد أن يكون ضعيفا، كان يكفيه ذلك اليوم أن أول موعد له معها قد انتهى بكارثة..
أوقفت هانا سيارة أجرة..
- إلى أين سنذهب..؟!- اركب أولا، هل تريد البقاء واقفا أمام المشفى..؟!
اتجها نحو المدينة، توقفت السيارة أمام المقهى الذي كانت تعمل به، بدا الاستغراب على ستيفن:
- لما نحن هنا ألم تتركي العمل قبل أيام..؟!
- لست هنا للعمل، أعرف أنك تحب المكان كثيرا لنجلس بالداخل ونتحدث..
جلسا في المكان الذي طالما جلس فيه بمفرده، كان ينظر للخارج..
- انظري لأزهار أشجار التفاح لقد بدأت تتفتح، لقد حل الربيع حقا لم ألاحظ أن الفصول بدأت تتبدل بهذه السرعة..
- سابقا تغير الفصول لم يكن مهما شتاء كان أم صيفا ندرك أنه سيرحل ليأتي مكانه فصل آخر، أما الآن فأنت تعرف أن تبدل الفصول يعلن اقتراب النهاية..
- هل عليك حقا أن تقولي كلمة نهاية في كل جملة تنطقين بها..؟!
- لا أظن أني قلتها قبل الآن، لا تكن منزعجا فأنت من تعود أن يبتسم دون أن يهتم لشيء..
نهضت من مكانها: ماذا تريد أن تشرب..؟!
- فنجان قهوة، انتظري ستأتي "إيلا" بعد قليل..
- لقد انتهت الفترة الصباحية سأعود بعد لحظة..
اتجهت هانا نحو إيلا التي كانت قادمة باتجاهها، لكنها كانت ترتجف غير قادرة على التحكم بمشاعرها..
- هانا ما بك..؟! أنت اليوم هنا كزبونة ومع زبوننا المفضل..
- هل لي بكوب ماء؟! هل ينظر باتجاهي..؟!
- لا إنه ينظر للخارج، اجلسي قليلا، ماذا يجري معك لما تترتجفين بهذا الشكل..؟!
- لا شيء سأتحسن بعد قليل، هل يمكن أن تحضري لنا كوبي عصير لطاولتنا..
نهضت واتجهت نحو الحمام، تمنت في تلك اللحظة لو ظل يخفي عنها ستيفن حقيقة أنه نفس الشخص الذي عرفته في طفولتها، لم تكن قادرة على تحمل معرفة أنه بقيت أمامه عدة أشهر فقط قبل أن يغادر هذا العالم للأبد، لما عاد الآن فقط، لقد وعدها في الماضي أنه سيعود إلى "ريبون" حيث ولدا وعاشا في يوم من الأيام لكنه لم يخبرها أبدا أنه سيعود عندما يكون على حافة الموت..
لما يريد أن يعيد لها تلك الذكريات التي تخلت عنها قبل سنوات وظنت أنها لن تعود لتعيشها من جديد، لما عاد إلى انجلترا بعد أن رحل منذ زمن لأمريكا، توقفت للحظة عن ذلك التفكير الأناني الذي أصبح يتملكها فلو كانت مكانه لأرادت أن تعود للوطن أن تعيش آخر أيامها في مسقط رأسها حيث ولدت وعاشت، لقد أتى بعد تلك السنوات ليجدها فكيف تكون بذلك الجحود وترفض مد يد المساعدة له..غسلت وجهها ومسحت دموعها وخرجت باتجاه مقعده تطبع ابتسامة على وجهها..
- أين كنت كل هذا الوقت..؟!
- ما رأيك أن نذهب في نزهة غدا لكن عليك أن تأتي بسيارة أجرة إن أردتني ألا أخبر والديك..؟!
- أليس لديك عمل غدا..؟!
- العمل ليس بتلك الأهمية فالآن قد تم دفع ديني أستطيع الراحة قليلا بعد سنتين من العمل..
عليك العودة للبيت لترتاح الآن، أخبرني بعنوانك وسأبعث سيارتك للمنزل لقد ظلت أمام الملاهي..أحضرت "هانا" سيارة أجرة لأمام المقهى أرسلت فيها "ستيفن" للبيت بعد أن وعدها أنه سيتجه مباشرة ويرتاح حتى الغد ليلتقيا من جديد..
يتبع
#عمر_واحد_لا_يكفي
#Rain_Drops
![](https://img.wattpad.com/cover/107813602-288-k566303.jpg)
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romanceقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉