كل من في تلك المشفى كان يحب إخلاص هانا لستيفن، جميع من زار المكان يعرف تلك الغرفة في طرف المشفى التي تجلس فيها تلك الفتاة منذ سنة مضت بانتظار ذلك الشخص أن يفتح عينيه..
"ريبون" كاملة عرفت قصة "هانا وستيفن" وتعاطفت معهما، عرفت كيف تجلس هانا هناك كل يوم بانتظاره أن يستيقظ، كيف أنها لم تستسلم وظلت موقنة أنه سيأتي يوم ليستفيق من أجلها، لكنها تفاجأت بذلك الخبر الصاعق الذي وصلها من أحد الممرضات فخرجت من الغرفة راكضة..
قررا والدي ستيفن أن ينهيا معاناة ابنهما ويتركا جسده يرتاح، قررا إزالة الأجهزة التي تبقيه حيا وإنهاء حياته بيديهما، وصلت هانا إلى حيث كانا يقفان رفقة طبيبه..
- أرجوكما لا تفعلا ذلك، سيستيقظ أنا واثقة من أنه سيفعل؛ لقد شفي الورم ولسنا بحاجة سوى لاستيقاظه..
- هانا لقد مرت سنة دون أن يستيقظ هل تظنين أننا لا نريده أن يستيقظ لكني لم أعد أريد أن يظل جسد ابني في هذه المعاناة بعد الآن..
جثت هانا على ركبتيها في رواق المشفى:
- أرجوكما لا تقتلاه إن فعلتما فسأموت بعده حينها، أرجوكما لا تفعلا..
- أعرف أنك تهتمين لأمر ابننا لكننا نهتم له ضعفك، لم أعد قادرة على تحمل رؤيته هكذا، إنه ليس حيا هانا إنه يعيش على تلك الأجهزة إن أزلناها فسيرقد حينها بسلام..
- إنه ليس ميتا، قلبه مازال ينبض مازال معنا، لا تقولي أن ما ظل بهذا العالم هو جسده فقط، ستيفن لن يغادر دون توديعي لقد وعدني بذلك..
كان يقف خلف هانا صف من الممرضات والأطباء، وحتى المرضى وعائلاتهم يطلبون منهما ألا يقوما بفعل ذلك..
كل من كان بذلك المشفى يعرف عن انتظار هانا لستيفن وأملها الكبير بعودته، الجميع كان يقف عند باب غرفته ليستمع لحكاياتها التي كانت تسردها كل يوم له، الأحلام التي أرادا معا تحقيقها، الأشياء التي لم يسعفهما الوقت للقيام بها، الكلمات التي يسمعها منها لحد الآن الجميع رأى حب هانا وإخلاصها لستيفن فمن سيرضيه أن يفترقا هكذا فإن لم تستسلم هي برغبتها فلا شيء سيفرقها عنه..الجميع وقف ذات لحظة عند باب تلك الغرفة ليستمد شجاعته وثقته بشفاء قريب له من إخلاصها وانتظارها الذي لم ينتهي خلال الأشهر الطويلة التي مضت، ما كان أحد سيسمح أن تكون تلك نهايتهما فإن انتهت القصة هناك ما كان ليتحمل أحد انتظار مريض ليستفيق وما تمسك أحد بأمل بعد ذلك..
لم تكن تلك النهاية لا أحد سمح بأن يكتبا والدي ستيفن نهاية ابنهما بيديهما فإن حصل ذلك كان الكثير ممن يقف هناك سيفقد أمله بالحياة وبالعلاج وبقدرة الأطباء، كل من وقف خلفها تلك اللحظة لم يفعل ذلك من أجلها بل من أجل نفسه وإيمانه أن انتهاء حياة ذلك الشخص بتلك الطريقة هو انهزام جميع الفريق الطبي الذي رافقه خلال السنة الماضية ليستعيد وعيه بعد أن تم شفاء الورم الذي كان سينهي حياته، حتى الأطباء وقفوا عاجزين أمام رغبة والديه المفاجئة فتمسك هانا بأمل استيقاظه جعلهم يقومون بأقسى ما يستطيعونه لعلاجه فكيف بعد ذلك العناء والجهد يقررون انهاء حياته بتلك السهولة..
استسلم "جوزيف" لرغبة هانا والجميع ولم يستطع كبح دموعه وهو يرى أن الجميع يتمسك بحياة ابنه في حين أن والديه تخليا عنه، لكن "ايميلي" كانت مصرة على أن ذلك ما سيتمناه ابنها ولن يريد أن يظل جسده ممدا بتلك الغرفة الباردة يحقن كل يوم بمئات الحقن في حين أن روحه قد غادرت جسده منذ زمن، ترجت هانا وطلبت منها أن تتوقف عن تعذيب ابنها وتتركه أن يغادر هذا العالم بسلام وألا تستمر بالتمسك به..
ركضت هانا إلى غرفة ستيفن، جلست عند سريره تترجاه أن يستيقظ أن يثبت للجميع أنه مازال في هذا العالم ولم يغادر لأي مكان، بكت وتضرعت ودعت أن يستفيق قبل أن تنهي والدته حياته وتحرمهما من بعضهما البعض، كانت واثقة أنه يسمعها وسيستجيب لندائها وإن طال إنتظارها..
لم تغادر مكانها لحظة بل استمرت بترجيه أن يستيقظ قبل فوات الأوان، لم تأكل أو تنم لعدة أيام ولم تتزحزح عن مكانها..
مرت أربعة أيام وكانت تلك المدة التي تبقت لستيفن بتلك الغرفة دخل الأطباء رفقة والدي ستيفن لإزالة الأجهزة عنه وإنهاء حياته كما رغبت والدته فرضخ والده لرغبتها يحزنه حال هانا لكنه لم يملك خيارا..لم ترد هانا تركه وظلت تتمسك بسريره وتصرخ محاولة حثه على الاستيقاظ، لم تستطع الممرضات إبعادها عنه وظلت تتمسك بيده وتترجاه أن يستيقظ، لكن كما قال الجميع فات الأوان ولو كان يسمعها لاستجاب لندائها وصراخها كل تلك المدة التي ظلتها قربه..
كانت هانا تقف في ركن الغرفة بعد أن عرفت أنها ما عاد بإمكانها فعل شيء لانقاذ ستيفن مما سيفعلونه به وهي ترى يد الطبيب تمتد لإزالة جهاز التنفس عنه فقدت الوعي وسقطت أرضا..
يتبع
#عمر_واحد_لا_يكفي
#Rain_Drops
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romantikقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉