بعد أسبوع..
كانت "هانا" تخرج حقائبها من المنزل لترى ستيفن يقف قرب سيارته، اتجهت نحوه..- ألم أخبرك أنه يجب ألا تقود سيارتك مجددا..؟!
- لما علي فعل ذلك؟! لازلت أشعر بأني بخير..
- أعطني مفاتيح السيارة، سأقودها أنا ابتداء من هذه اللحظة..
- هل تملكين رخصة سياقة؟! حقا إني أستغرب أنك تعرفين العديد من الأشياء وتقومين بالكثير من الأمور المختلفة..
وضعت حقائبها بالسيارة، واتجها نحو منزل ستيفن، كان المنزل خارج المدينة قليلا في منطقة هادئة بجوار أحد الغابات، منازلها على الطراز الريفي الأوربي، تتوسطه حديقة امتلأت أزهارا وأشجارا مختلفة، كان يشبه إلى حد بعيد منزل طفولة هانا، لكنه أوسع منه وحديقته كذلك لكن رائحة أزهار أشجار التفاح التي تفوح بالأرجاء لا تختلف عن تلك التي كانت بحديقتهم سابقا..
توقفا أمام المنزل، فكان بانتظارهما والديه..
- كيف تجعلها تقود سيارتك إلى هنا..؟!
- لقد كنت من أراد فعل ذلك، العمل هو العمل..
احتضنت والدته: كيف حالك "ايميلي" مازلت جميلة كالماضي..؟!
"جوزيف" كيف حالك لقد مضى وقت طويل حقا..- كيف تناديهما باسميهما؟! عليك مناداتهما بعمي وعمتي..
- لما سأنادي شابين بألقاب الكبار في السن..؟!
- شابين هل تمزحين الآن..!!
- إنهما شابين لو لم ينجباك لكانا مازالا يتمتعان بشبابهما أنسيت أن "ايميلي" أنجبتك وهي في الثامنة عشر..
- لا تتجادلا لندخل للمنزل سيحضر الخدم حقائبك، كأن الوقت لم يمضي وأنا أراكما تتجادلان هكذا، لقد جعلتمانا نتذكر تلك الأيام الجميلة..
- سآخد هانا لأريها غرفتها وسننزل بعد قليل ارتاحا أيها الشابين.. :-D
صعد ستيفن للطابق العلوي رفقة هانا..
- ستكون غرفتك أمام غرفتي، سيكون سهلا أن نتواصل حينها..
- لما لا أسكن بالطابق السفلي فقط..؟!
- ماذا..؟! الطابق السفلي يقيم به الخدم، أنت لست خادمة هنا أنت أحد أفراد هذه العائلة..- لكن...
- لندخل الغرفة لقد جهزتها لك "ايميلي" بنفسها، أنت تتذكرين لقد كانت تريد دائما إنجاب فتاة لكن منذ ذلك الحادث لم أحضى بإخوة بعدها، إن لم يعجبك شيء يمكننا تغييره..
- إنها رائعة وتعجبني كثيرا لا داعي لتغيير شيء..
- حسنا.. غيري ملابسك وانزلي سيكون الغذاء جاهزا..
جلست هانا على طرف السرير، هل حقا اتخدت الخطوة الصائبة في مجيئها إلى هنا، هل قرارها بأن تهتم بستيفن في محله أم أنها هذه المرة تسرعت في اتخاذ خطوة لا تعرف عواقبها..
أفرغت حقائبها بالدولاب ورتبت حاجياتها قبل أن تنزل للأسفل، كان الثلاثة جالسين يتحدثون مع بعضهم ويضحكون، لا يبدو على ملامحهم شعور بألم الزلزال الذي أصاب هذا المنزل أم أنهم فقط يخفون حقيقة ملامحهم وشعورهم بعيدا، اقتربت منهم بخطى مترددة لمحتها "ايميلي" فقامت إليها وأجلستها بجوارها..
- أتعرفين منذ أن عدنا إلى "ريبون" ونحن بانتظار مجيئك إلى هنا.. لم أصدق عندما أخبرني ستيفن أنك ستنتقلين للعيش معنا لقد كنت سعيدة بذلك.. حتى "جوزيف" أحب الأمر، أنت تعرفين لقد كنا نحبك ونهتم لأمرك دائما وسعيدين لأنك وافقت على طلب ستيفن، إنه منزلك أيضا فلا تحسي بأنك غريبة..
- شكرا لكم ولحسن معاملتكم، لقد ألح علي ستيفن ولم أستطع الرفض، خاصة أن المبلغ الذي عرضه علي لقاء عملي لم يكن بسيطا.. :-)
- هذا لأنه لن يدفعه من ماله الخاص فكان سخيا..
بدأوا بالضحك..
- أبي لقد قلت لها المبلغ الذي أوصيتني به..
- لنذهب لمائدة الطعام ونترك هذه الأمور ليوم آخر مازالت أمامنا أيام طويلة لنتحدث فيها عن الكثير..
حينها كان الجميع ينظرون لبعضهم بألم، هل حقا أمامهم أيام طويلة أم أنها مجرد أربعة أشهر لا تكفي لشيء، كانت هانا تنظر لستيفن فوالديه لا يعلمان أن تدهور مرضه قد بدأ وأن أيامه القادمة ستزداد صعوبة أكثر..
يتبع
#عمر_واحد_لا_يكفي
#Rain_Drops
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romanceقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉