كانت "هانا" تجلس في سريرها بغرفتها الجديدة، تحاول جاهدة النوم لكن دون جدوى، قد تعودت أن تستغرق في النوم بمجرد دخولها لغرفتها لتعبها من العمل طول اليوم..
سمعت طرقا بالباب، فقامت لتفتحه..
- "ايميلي" أهناك خطب ما..!!
- هل أستطيع أن نتحدث قليلا؟! أحس أنك لا تستطيعين النوم طالما تغير المكان..- تفضلي.. سأكون سعيدة بالحديث معك..
جلستا على الكنبة في طرف الغرفة بجانب النافذة.. أتت الخادمة تحمل الشاي..
- إنه شاي الياسمين سيساعدك على النوم، أردت سؤالك هل تعرفين بمرض "ستيفن" أخبرني أنك سبق ورافقته للمشفى..
- أجل إنني أعرف بالأمر لذلك وافقت على عرضه بالمجيئ إلى هنا، أردت حقا تقديم بعض المساعدة له..
- لابد أنه يخبرك بأكثر مما يخبرنا به نحن، فهو لا يريد أن يسبب لنا الألم، يقول دائما أنه بخير لكني حقا لا أعلم إن كان بخير، أم أن مراحل المرض الأخيرة قد بدأت في الظهور..
كانت "هانا" مرتبكة لا تعرف بما تجيب والدته، هل تخبرها أن ما تخافه قد حصل فعلا وأن تدهور المرض قد بدأ..
- إنه بخير حقا.. لا تقلقي كثيرا إنه لا يحب أن يراكما قلقين عليه، لقد أتيت الآن وأعدك أن أعتني به جيدا..
احتضنتها ايميلي: شكرا لأنك قررت تقديم المساعدة لستيفن لقد كنت أكره رؤيته وحيدا لا يملك أصدقاء يحدثهم عما يؤلمه..
تركتها "ايميلي" وغادرت، في تلك اللحظة فقط أدركت "هانا" أن أهل ذلك المنزل يعيشون حقا المعاناة لكنهم يجيدون في إخفائها حتى لا تظهر لأحد..
سمعت طرقا في الباب مرة أخرى فقامت لتفتحه..
- "جوزيف" لقد غادرت "ايميلي" قبل لحظات، هل تحتاج لمساعدتي في شيء ما..؟!
- هل نستطيع التحدث قليلا..؟!
- بالطبع تفضل.. لدي شاي الياسمين إن أردت القليل..
- أردت في البداية شكرك للموافقة على الاعتناء بستيفن، نحن حقا شاكرين لك ذلك، وأردت الاعتذار أيضا على عدم معرفتنا بما أصاب عائلتك، لو كنت أعرف ما كنت سأدعك تعيشين تلك الحياة الصعبة.. أنا آسف لأني كنت صديقا سيئا لوالدك..
أمسكت بيديه: لا تقل ذلك، لقد كنت دائما صديقا عزيزا لأبي، كان يحترمك ويقدرك كثيرا، لقد كنتم بعيدين فمن الطبيعي ألا تعرفو ما حصل.. إنني لا ألومكم بل سعيدة أنكم لا تزالون تتذكرونني وتعتبرونني فرضا منكم..
- أنا سعيد لأن هذا هو شعورك، فقبل أن تكوني صديقة ستيفن كنت ابنة أعز أصدقائي، أريدك أن تعتبري نفسك بمنزلك، وسأكون أنانيا وأطلب منك الاعتناء بستيفن، فمنذ معرفته بمرضه رفض إخبار أصدقائه بالأمر وابتعد عنهم وأتى إلى هنا، لقد أراد أن يراك وحدك لقد أصبح وحيدا فأرجوك اعتني به جيدا..
- سأفعل ذلك لا تقلق، فستيفن كان دائما شخصا مميزا بالنسبة لي.. لا تقلق أرجوك أعرف أن الأمر ليس سهلا لكن نحن بحاجة لأن نكون أقوى منه ولا نجعله يقلق من أجلنا فيكفيه قلقه من أجل نفسه..
- معك حق.. أشكرك مرة ثانية لحضورك لمنزلنا..
غادر هو الآخر وتركها بمفردها، إن كان ذلك حجم ألمهما فكيف سيكون ألمه هو إذا عرف بما يعانيه والديه، لقد كان الأمر محزنا لدرجة تتعدى حدود الوصف، أن تعد الأيام لترى عزيزا على قلبك يغادر الحياة أمام عينيك لا تملك شيئا لتفعله من أجله، أن تقف عاجزا لا تقوى على الحراك كل ما أمامك يكبلك..
خرجت من الغرفة لتطرق باب غرفة "ستيفن" التي أمام غرفتها، طرقت الباب لكنه لم يجبها فظنته نائما..
فتحت الباب ودخلت الغرفة، كان نائما في سريره دون غطاء، وكانت النافذة مفتوحة أقفلت النافذة ووضعت عليه الغطاء..
- مازلت طفلا مهملا كما كنت دائما..
كانت تنظر إليه نائما في هدوء، لا تعرف ماذا ستفعل في أيامها القادمة كيف ستتحمل رؤية أيام عمره تتضاءل ويغادر هذه الحياة ببطئ، جلست قربه على السرير..
- هل أنقذتني من ذلك الجرف وأنت تعرف من أكون أم أنها كانت مجرد صدفة، قدر جمعنا معا مرة أخرى..!!
وهي تهم بمغادرة غرفته رأت صورتهما معا وضعت في إطار على مكتبه، لقد كانت نفس الصورة التي تحتفظ بها بمحفظتها..
أما المكتب فكانت تعمه الفوضى أوراقه تبعثرت في كل مكان وبعض الكتب رميت على الأرض، جالت بنظرها داخل غرفته فرأت الفوضى تملأ المكان..- مازلت لا تعرف كيف تنظم أشياءك بأماكنها، من الغريب ألا يغيرك الزمن مع كل تلك السنين التي مرت إلى الآن..
عادت إلى غرفتها، ضبطت منبه ساعتها على السادسة صباحا وحاولت النوم مجددا..
يتبع
#عمر_واحد_لا_يكفي
#Rain_Drops
![](https://img.wattpad.com/cover/107813602-288-k566303.jpg)
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romanceقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉