نحن توجهنا إلى أحد مطاعم الوجبات السريعة، مكانه كان بعيداً نسبياً عن الفندق.
وطوال الطريق بينما نحن نسير وهذا تحت إصرار هاري انا كنتُ أراقب أضواء المدينة البرّاقة والإعلانات المنتشرة في كل مكان بطريقة مُلفتة.
الناس يتحركون ذهاباً وإياباً على عجلة ولا أحد يأخذ ثانية ليتنفس وينظر للمكان الجميل من حوله.
حين وصلنا إلى المكان نحن طلبنا شطيرتيّ برجر وجلسنا على طاولة مستديرة في منتصف المكان.
"سيكون الطلب أمامكِ بعد لحظات." كان هذا آخر ما قالته النادلة المكسيكية ذات اللكنة الواضحة قبل ان تنصرف.
"لما تبتسم بهذه الطريقة؟"سألت هاري الذي لازال يتأمل مكان وقوف النادلة التي اختفت.
"لا شيء، هي فقط تمتلك لكنة أسبانية لطيفة."رفع كتفيه بغير إكتراث.
"أتعرفُ أنني أتحدث الأسبانية؟" رفعتُ حاجباي.
"أوه أتحاولين إثارة إعجابي.." مازح لأدير عينيّ. "يمكنني فعل ذلك دون المحاولة حتّى." قلت.
غريب..
مضى بعض الوقت بينما نحن نتحدث في مواضيع قليلة و لازال الجو بيننا رسمياً.
أعني،بالتأكيد سيكون كذلك فأنا لا اعرفه في النهاية.
احضرت النادلة الطعام و قد شكرتُ الرب لأنها كانت سريعة؛تناولتُ أنا و هاري الطعام لازلنا نُثرثر عن مواضيعٍ عشوائية.
بعد أن أنتهينا دفعَ هاري الحساب بعد شجارٍ طويل معهُ لكي أدفع أنا و لكنه إنتصر في النهاية.
خطونا خارج المطعم ليتحدث هاري.
"ما رأيكِ في الحصول على جولة حول نيويورك،بما أنها مرتكِ الأولى هنّا؟"عرضَ مُبتسماً.
"تبدو فكرة لطيف.لنذهب."رفعتُ إبهامي نحوه موافقة.
أخذني هاري إلى جولة لطيفة حول نيويورك،أماكن أعرفُ عنها للمرة الأولى.
أستطيع أن أقول أن مرافقة شخص مرح و ساخِر كهاري كانت أفضل من الجولة نفسها.
هو فقط..كثير السخرية بطريقة تستهويني.
إنتهت نزهتنا و عدنا سوياً للفندق،نضحكُ على أمورٍ غير مهمة و كأننا سكارى.
وصلنا إلى الغُرفة،دخل هاري ليستحم أما أنا فظللتُ أنظر من النافذة بشرود و قد خيمَ الليلُ على تلك المدينةِ الرائعة،مدينةُ أحلامي و قد أعطتها الانوارُ المُضائة في كُل نواحيها منظراً جميلاً.
بدلتُ ملابسي إلى أخرى قطنية و طويلة،رفعت شعري و إرتميتُ على سريري.
أصدر هاتفي صوتاً مُعلناً عن إتصال أحدهم لأجيب مُتحدثة.
"مرحباً؟"
"أهلا أليكس إنه أنا مايك."أجاب مايك من على الجانِب الأخر فضحكت.
"مرحبا مايك ، كيفَ حالك يا رجل؟ "سألت عن أحواله و أنا أعبث في شرشف السرير.
"بخير،ما رأيكِ في الخروج معنا غداً لتناول الغذاء برفقتي أنا و لورينا،سنستمع سوياً."عرض مايك لأفكر عدة ثواني،يبدو عرضاً جيداً.
"إذن ما رأيكِ؟هل ستأتين؟"
"بالطبع مايك لا مُشكلة سأُحبُ ذلك"قلت له موافقة لأستمع إلى صوته قائلاً ببهجة:"رائع،إذن غداً في الرابعة، هل يمكنكِ إرسال موقِعُكِ حتى أتى و أقلكِ ؟"
"حسناً مايك لا مُشكلة سوف أرسله لك."قلت له و أنا أنظر تجاهَ هاري الذي خرج من الحمامِ للتو و هو يجففُ شعره.
"أراكِ غداً إذن تُصبحين على خير."ودعني مايك مُغلقاً المكالمة.
وجهتُ نظري نحو هاري لأجده ينظر للنافذة بإهتمام،لا أعلمُ ما خطب ذلك الفتى مع النافذة إنه يتصرف بغرابة أحياناً.
بعد مدة من مُراقبتهِ إبتعد هاري عن النافذة ثمّ ألقى المنشفة جانباً و تمدد على سريره.
"ما هو لونكِ المفضل؟"سأل هو فجأة.
نظرت نحوه قائلة:"الأزرق السماوي،رُبما."
ثم أردفت:"لما تسأل؟"
"تفضلي."أعطاني خيط سميك نسبياً أزرق اللون.
"ما هذا؟"عقدتُ حاجباي أمسك الخيط من بين يديه.
"لا أعلم،إنه كخيط الحظ أو ما شابه أعطاني رجل عجوز عِدة خيوط كتلك منذ يومين."رفعَ كتفيه.
"أوه،شكراً لك."إبتسمت أحاول ربطه حول معصمي.
"لا مشكلة. دعيني أربطه من أجلك."تقدم ليربطه حول معصمي ثمّ عاد يستلقي على سريره.
"تصبحين على خير."تحدث قبل أن يُغلق عيناه.
"تُصبح على خير،هاري." تقلبتُ في سريري أغمض عيناي أنا الأخرى.
-
استيقظتُ من نومي فجأة على صوتِ صراخ قوي،توجهت أنظاري نحو النافذة لأجد الشمس لَم تشرق بعد.
نظرت نحو هاري فإذا به يتقلب في سريره يحاول إلتقاط أنفاسه،يتمتم بكلماتٍ غير مفهومة.
"هاري."مسحت على وجهه أحاول إيقاظه و لكنه لا يستجيب فقط يحرك يديه بعشوائية.
عيناه بدأت تدمع قليلاً و وجهه أصبح شديد الحمار،لا أعرف ماذا علىّ أن أفعل.
"لا بأس،هيا إهدأ."وجدتُ نفسي أقوم بإحتضانه أمسح على شعره.
هدأ قليلاً و أخذت أنفاسه تنتظم ثم رفع وجهه نحوي يفتح عينيه.
"أليكس؟"همس يعقد حاجبيه.
"هل أنتَ بخير؟"سألتُ بإهتمام.
"أ-أجل،أنا بخير."ردّ يبتعد عن السرير و يتجه لدورة المياه مُغلقاً الباب خلفه.
ما الذي يحدثُ معه؟!
أنت تقرأ
غرفة فندقية \\ h.s
Fanficلا تَختر الشخصّ الجميل بالنسبةِ للعَالم لكن اخْتر الشخص الذي يجعلُ عالمكَ جميلاً. « كَان أول لِقاء لَنا في ذلكَ الفندق، في تلكَ الغُرفة بالتَحدّيد و أَعدكِ أنّنا سوف نلتقي هُناك مُجدداً. » - #1 IN ROMANCE. جميّع الحقوق مَحفوظة للكاتبة، {xEmmaa_x}