٢٢

7.3K 774 170
                                    

"التَضحيِة.. لا تَعني الخسَارة، و المُضحيين لا يَخسرون بَل يكتسبون.. يَنتصرونَ على خوفِهم من فقدان شيء عَزيز، و هل للتضحيةِ مَعنى إن لَم تكن على شُرفةِ خسَارة شيء مُهم بالنسبة لكَ؟.. شيء يعدُ ثَميناً، على الأقل بالنسبة لك؟."

عبثتُ في شَعر لورين التي تَركت رأسهَا يَستريح فوقَ قدماي، تلقيتُ منها همهمة بَسيطة قَبل أن تتحدث"..أكملي."

"كذلك الألمُ لا يَنتهى، فكيفَ ندركُ وجودَ الجَميل مالم نرى القُبيح؟، و كيفَ ندرك الرَاحة مالم نتألم؟.." حدثتها مُجدَداً، و لم أتوقف عن مُداعبة خصلات شعرها الشَقراء.

كان هذا مَا أفعله منذ مدة في الحقيقة، كنتُ أحاول نَوعاً مَا أن أخفف عن لورينا الألم و الضيق.

"ماذا بَعد؟" قالت بنعاس واضِح من نبرة صوتها و قَبل أن استطرد في الحَديث كان هاتفي يصدرُ رنة خَفيفة لأدرك أنني قَد تَلقيت رسالة نَصية.

مِن: هـاري الدب المَحشو❤

- مَتى ستعودِين؟، لقد تأخرَ الوقت.

- أتريدين مِني أن أتى لأقلكِ؟.

- أينَ أنتِ؟.

"لورى، لقَد تأخرَ الوقت ..عليكِ العودة إلى المَنزل لتستريحي قليلاً."أخبرت لورين لترفع رأسها بتثاقل، "أجَل، أعتقد أنني علىّ العودة إلى المنزل بالفعل."

عدلت هَيئتها ثمّ إقتربت لتحتضنني قائِلة: "شُكراً لكِ أليكس، وجودكِ معي يعني لي الكَثير."

لم أستطع سوى مُبادلتها و تقبيل كتفها قائلة:"هذا ما يَفعله الإخوة."

و هكذا هيّ خرجت من الورشة.. و قد ذهبَ مايك بالفعل منذُ فترة.

قمتُ بإنهاء لمسَاتي الأخيرة في جميع لوحاتِي، تأكدتُ من التوقيع ثمّ قمتُ بتغليفها بعناية.

و بَعدها خرجت من الورشة متجهةً للغرفة الفُندقية، التي أصبحت بمثابة منزلي مؤخراً..

في الطريق إلى الفندق ظهرت بعض الأعراض التي ظَننت أنني قَد تخلصتُ مِنها في فَترة مِن حياتي.. التَفكير المُبالغ، و وضع الإحتماليات لكُل شئ. (Over thinking.)

أتذكرُ أنَ هُناك مقولة قَد قرأتُها من قبل و كانَ مُجملها كالأتي؛ لقَد ولدت وحيداً و سوف تموت وحيداً فلا تَدع مُخيلتك ترسمكَ مع شخص قد تظن بأنك سوف تبقى معه إلى الأبد.. لأن فِي بعض الأحيان لا يكون الأبد مَوجوداً.

إنها مَنطقية، لا بَل واقعية و أكثَر.

أليست الوحدة شيء قدري واجِب الحدوث؟، نحن في فترةِ مَا أو في العديد من الفترات في حياتنا سيتوجب علينا أن نشعر بالوحدة.. لقد كانت الوحدة و ستظل شيئاً.. مُقدراً.

حتى القَبر ستكون فيه وَحيداً، ستُحاسب وحيداً و ستُسأل وحدك..

-
حينَ وصلت لُم يكن هاري في الغرفة مما جعلني أتنهدت و ألقي بجسدي المُنهك على السرير، أعدتُ رأسي إلى الورَاء ونظرتُ إلى السقف ثم تنفستُ بعمق و كأني
ألفظُ عناء يومٍ شاق، تجاهلتُ خمولي الشديد و حصلتُ على حمامٍ بارد، بدلتُ ملابسي إلى أُخرى مريحة ثمّ أمسكتُ بإحدى كُتبي المُفضلة و أبحرتُ معها إلى عالمٍ أخر حيثُ أنا و الأبطال.. وَ الأحداث فقط.

غرفة فندقية \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن