الوعد

583 18 7
                                    

سارة

كنت انضر الى السقف بشرود احسست بنفسي غريبة لا أريد البقاء هنا ،قلبي عنده لم افارقه هكذا هو في المستشفى يتلوى وانا هنا نائمة .... سقطت دموعي تقلبت على فراشي ولم استطع النوم حاولت الهدوء ولكن قلبي مضطرب عند ابي ... ترددت على مهاتفة عبدالله الذي وعدني بأنه سيتصل بي عندما يستيقظ كنت مرهقة جدا وما زلت طبعا لذا اخذني العم ناجي معه للبيت بعد ان شرطت على عبدالله اخذ رقمه والاتصال به دائما ....
نعم كنت افكر بأنانية ولكنه ابي .... بعد تفكير طويل اتصلت عليه وبعد ان يئست من رده ...رد ولم يتكلم منتضر الطرف الآخر للرد ...
: ااا...السلام ..عل..يكم.
قلتها بإرتباك فضيع .
: وعليكم السلام ... قال وهو يتثاءب
: انا سارة ... هل كنت نائم !
: آه ...اهلا ...نعم منذ خمس دقائق لم استطع الصمود اكثر ...كيف حالك ؟
: الحمد لله بخير .... آسفة لانني اتصلت الان ولكن لا يمكنني النوم عقلي عنده... أهناك اخبار جديدة ؟
: ليس بعد ... ولكن حالته مستقرة لا تقلقي .
: لا اعرف كيف اجازيك انت وعمي ... سأكون ممنونة لكما للأبد ..
ضحك بسخرية وقال : كلامك هذا مختلف تماما عن ما قيل لي صباحا .... ولكن على العموم لم افعل سوى واجبي ... فالعم صالح بمثابة والدي وسأفعل ما افعله مع ابي تماما فلا داعي لكل تلك الرسميات .

احسست بالخجل مما قاله نعم لقد استحققته
انا بنفسي اهنته عندما ساعدني وها هو يساعدني مرة اخرى ...وانا حتى لم اعتذر له
: لا احد معصوم عن الخطأ .... ارجو ان تسامحني.
صمت لبرهة ثم قال
: تصبحين على خير ... سأتصل ان استحدث شيء .
: أهذا يعني إنك منزعج مني ،صحيح ؟
قال ببرود : اصبح الوقت متأخرا ... عليك النوم انت لست بحالة جيدة والعم يريد شخصا قويا .... عليك ان تنامي لتأتي غدا وانت بأفضل حال .
احسست وكأني مكالمة لم يرد عليها ولكني اصررت

: حسنا ،انت منزعج وكثيرا مني ..... ارجو ومن كل قلبي ان تسامحني لديك قلب طيب عكسي انا .... تصبح على خير .
اغلقت الهاتف فورا ....
لا اعلم لما ذرفت دموعي كالشلال ... انا حقا غاضبة من نفسي له الحق في الانزعاج مني ...
حسنا هذه آخر مرة سأبكي بها وسأبقى قوية مهما قست علي الحياة واكون سندك يا أبي ولن تندم لانك ولدتني بنت ... هذا وعد مني .

عبدالله
مالذي دهاني .... لماذا لعبت بمشاعرها هكذا كان علي ان اقول لها حسنا لا عليك لم انزعج منك انت بمثابة اختي ...حمار ! نعم انا حمار !
ليس وقتي لاعاتبها وضع والدها اكسرها سأقول لها غدا انني سامحتها ....
وانا غارق في تفكيري غلبني النوم .
احسست بأن شخصا ما يهزني ولا يتوقف عن ترديد كلمات لم اعرفها كنت غارقا في النوم ...
فتحت عيني متثاقلا وجدته الدكتور نفسه ...
هرعت مثل المجنون اقول له : ماذا حصل ...هل عمي بخير ؟!
ابتسم لي وهدأني وانا احاول
اصبح جسمي يرتعش بجنون كم هذا مخجل !
جلست على الاريكة وقد انتبه لي الدكتور فجلس بجانبي قال وهو يبتسم :آسف لإيقاضك هكذا . اردت محادثتك في أمر لم استطع التصريح به البارحة امام ابنته المسكينة .
رفعت نضري اليه وعقدت حاجبيي متسائلا
: ارجو ان تتناول شيء ثم تأتي لنتكلم في مكتبي انتضرك بعد نصف ساعة .
صمت وانا وقلبي معا نرتعش !
ذهبت الى كافتريا المشفى وتناولت ساندويش بسرعة وذهبت لأراه قبل مجيء ابي وسارة .
دققت الباب بهدوء فاذن بالدخول ، جلست بالمقابل له
وبدأت بهز رجلي بتوتر .
انتبه الدكتور وقال : لن اطيل عليك .... المريض مصاب بسرطان الرئة وهو في مراحل متقدمة جدا!
هنا انا اصبحت مجرد جسد يتنفس ، صعقت ،صدمت،كل المعان الدالة على سلب الحياة كانت بي في تلك اللحظة .
وبعد مضي لا اعلم كم من الوقت !
: لا امل في العلاج ؟
هز رأسه قائلا :لا أضن ذلك .
قلت وانا اغمض عيني بألم :كم من الوقت بقي لديه ؟
برم شفتيه وقال :شهرين .... ربما . ان لم يكن اقل.
مسحت رأسي بعصبية وشكرته ثم خرجت توجهت نحو غرفة العم صالح وكان نائما بسلام !
ولم تتعد سوى لحظات حتى اتى ابي وامي و....سارة يا ترى كيف سأخبرها ؟

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن