18

292 18 12
                                    

لا يُقلقني أنَّكِ مجنونة ومزاجيّة ومشاعرك متطرّفة وقراراتكِ مباغتة وغَير متوقَّعة، على العَكس، كنتُ سأكون قلقاً لو كنت طبيعيّة وعاديّة كما الأخرَيات ..! 💚
حسان

وقفت مترددا للحظات  امام ذلك السلم المرتفع الى باب الطائرة . غزتني تلك الذكريات و كاد ان يوقفني الحنين . صورتها لا تفارق عيني  كما كانت دوما و لكن علي ان اتخطى ذلك . يكفي فرضي عليها .. يكفيها معاناة بسببي ... دست على جروحي و صعدت ذلك  السلم هربا من ذكرياتها ... علّني اجد راحتي بعيدا عنها ولو ان الامر مستحيل .. لا بأس بالمحاولة .
رميت بنفسي  على المقعد المخصص لي . كان اخر مرة سافرت بها وصعدت  الطائرة هربا مني  اليها لانقاذ روحي الضائعة ... اما الان فهربا منها .
لا انكر انني  المصدر الاساس لجرحها الازلي ذلك .

اغمضت عيني عندما شعرت بالنعاس فالبارحة لم يرف جفني و سهرت الليل باكمله احاول اقناع نفسي بالبعاد .ارجعت راسي للوراء لانجرف لسلطان النوم الذي جفاني منذ مدة .

استيقظت على ضوضاء المسافرين وهم يستعدوا للهبوط .
ابتسمت و انا اراقب ذلك الزوجين امامي . بدت  زوجته ذعرة وهي  تضغط على يده بخوف شديد  .
تماما كهمسة التي كانت تدمي يدي عند كل سفر حتى اعتادت الامر لاحقا .
لا امل في نسيانها ابدا علي الاعتياد على الامر .

نزلت بخفة و انا استنشق ذلك الهواء المنعش الذي يتخلل انفي هدفي من السفر الى هنا هو اعادت ذلك الفرع كما كان بل وافضل و اثبات اني محل ثقة عمي و عبدالله .
اوصيت على ايصال وداعئي من حقائب السفر الى شقتي بعد اعطاء احد السائقين العنوان .
ذهبت عند الشارع بإنتظار سيارة استأجرها للذهاب نحو الشركة و مفاجأتهم  .

اوقفاني ذلك  الحارسان و منعاني من الدخول الى الشركة توقعت ذلك و هممت باخراج الاوراق الرسمية امامهما. ليسمحان لي اخيرا بالمرور .
  اعجبني تشددهم هذا على الاقل هناك جانب جيد هنا . فهم لا يسمحون بمرور اي كان .
قال احدهما و الندم قد غزاه الندم : ارجوك سيدي تفضل .. نرجو ان تقبل الإعتذار فلا علم لدينا بقدومك .

أومأت براسي  كقبول لعذرهما و مررت  من امامهما .
صعدت الى مكتبي المزعوم  بهدوء و الكل يرمقني بنظرات استغراب اينما مررت   .
دخلت بلا طرق للباب انظر لذلك الرجل القابع خلف المكتب و الذي جن جنونه من تطفلي المباغت  عليه نهض امامي يصرخ : الا تمتلك ذرة اداب لتدخل هكذا بلا طرق للباب ... من انت لتتجاوز على النائب العام هكذا .
ذهب للهاتف وهو يضغط على الارقام بغضب و انا احدق به مبتسما وهو يردد بوجهي متوعدا  : الان ساعلمك بعض الاخلاق عندما تطرد بيد الامن للخارج .
شعرت بالملل من تلك الدراما المبالغ بها لذا اقتربت  منه بهدوء و رميت  الاوراق امامه على المكتب . سحبت الكرسي من امامه لاجلس ببرود اردف بلا مبالاة : انا المدير العام لهذه الشركة وهذه الاوراق تثبت ذلك . لذا دع المثاليات لك و غادر حالا فانت تعيق عملي .

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن