دخل عبدالله المطبخ صباحاً ببدلة العمل لتناول شيء ما .
وكانت مسؤولة الخدم اية هناك فقال بابتسامة : صباح الخير.
تفاعلت معه بابتسامة : صباح الانوار . ثوان وأعد الفطور لك .
سحب أحد الكراسي وجلس عليه وهو يتناول منها كوب الشاي . فابتسم لها ممتنا .
أعدت له سريعا ساندويش ، فأخذها منها ليلتهمه .
خاطبته قائلة : اليوم مبكرا جدا . فمازال الكل نائم .
ابتلع لقمته وقال بود : نعم . لدي أعمال مهمة و علي انهائها و الوقت ضيق نوعاً ما .
: موفق أن شاء الله .
: شكراً جزيلا .غسل يديه و ابتلع آخر جرعة شاي . وغادر المطبخ بسرعة .
محاولا الخروج قبل الاصطدام بها صباحاً ولكن ما خاف منه حصل فبمجرد خروجه من المطبخ تفاجأ بها أمامه. لذا تجاهلها ببرود و هو يشيح بوجهه عنها .زفرت سارة بضيق تنظر إليه وهو يدير ضهره اليها حتى خرج وتلاشى أمامها .
هزت كتفيها بلا مبالاة و بدت مشوشة للحظات وقد نست سبب مجيئها مما زاد ضيقها .صعد عبدالله وقاد نحو الشركة . بدا ذهنه صافياً نوعا ما ولم يسمح لنفسه أن ينزعج من التصادم معها ولأنه وللمرة الأولى تصرف بعقل كبير وتجاهل الامر .
وصل إلى الشركة ليخبره مساعده أن هناك اجتماع يضم جميع رؤساء الافرع لذا لم يستطع التأجيل و دخل مباشرة فور وصوله . كان الاجتماع مهم و وقته مناسب لمناقشة كثير من أمور العمل المرتبكة .
أخذ الاجتماع وقتا طويلا حتى الثانية ظهراً .
خرج عبدالله وكان منهكا فهو المسؤول الأول والأخير حالياً صحيح ان حسان يساعده ولكنه هو الرئيس في الآخر .رمى بنفسه على كرسيه بتعب وهو يغمض عينيه طالبا الهدوء بعد ضوضاء الاجتماع المزعجة .
لحق به حسان و هو يمسك رزمة أوراق عالية .
وضعها أمامه ليفتح عينيه بتثاقل ويقول بتجهم : ألا تعرف معنى الرحمة ؟!
بدأ حسان جديا ليقول : عليك التأكد جيدا من هذه الملفات . فبعد تدقيق لها وضح لي أن الماء يجري تحتك وانت لا تدري .
جلب حسان اهتمام عبدالله لينهض ويقف أمامه ويقول: هل وجدت الخلل !؟
ضحك حسان بسخرية ليقول : عليك تصحيح السؤال بأكثر دقة وهو ... هل وجدت شيء يسري بشكل صحيح ؟
جحظت عينا عبدالله وهو يضع يديه في جيبيه : هذا ما كنت اخشاه .
صمت للحظات ثم عاد ليقول وهو يضع يده على كتف حسان : لذا طلبتك لتكون معي انا لا اثق إلا بك . تدبر الامر و أعلمني بالجديد .
هز حسان راسه وقال : سأفعل .
وقبل أن يخرج ناداه عبدالله ليقول بصوت عال : اوصاني عامر بإيصال تحياته لك .
بدأ متفاجأ حتى قال بمرح : انا متاكد انه لم يفعل .
ضحك عبدالله فقال حسان باهتمام: من الجيد حقا معرفة أنه بخير .
جلس عبدالله خلف مكتبه : نعم . وهذا ما لا يريده هو.
هز حسان راسه بيأس : لن يتغيّر ابدا . يرمي بنفسه على النار فقط ليحترق ويتالم . تبا له .
غادر فوراً وهو يشعر بالغضب منه .كان عبدالله يراقب بصمت حيث كان حسان واقفا و سرح بخياله إلى الماضي .
أعاده للواقع طرق باب مكتبه من قبل أحد الموظفين طالبه في أمر معين .
بعد أن سرق بعض الوقت قام و صلى في مكتبه . فعلى ما يبدو لا وقت استراحة لديه اليوم .
أنت تقرأ
إمتنان
Romanceوقف هزيلا وهو يقول بضعف : عرفت إنني أحبك، حينما كنت مخيرا في إحدى المرات ،بين أن أكون قاسيا أو المقسو عليه ،فوجدتني وبكل رحابة صدر أستقبل قساوتك ، ولم أضجر أبدا . نضرت له من بين دموعها وهي تقول : انا لا أحبك فقط ، بل استند عليك وكأنك اكثر الأشياء ثب...