22

644 28 24
                                    

- أفهم بانكِ لاتوّدين الاقتراب، وفي ذات الوقت.. لا ترغبين بأن يكون فراقنا أبديًا.. مكانكِ في قلبي دائم- حتّى وان كان شعوركِ متناقضًا بشأني، تعالِ عندما تقدرين-وصدّقيني- ممكن يكون الحل في موعد.
.
.
.
.
.
جلست بعيدا عن زميلاتها اللاتي بدأن يثرثرن بمواضيع لا تجد لها اي أهمية فخرجت تقف عند باب الطوارئ تستقبل إحدى سيارات الإسعاف القادمة .
مر أسبوعان على عملها هنا و عامر يضيق الخناق عليها .
فهو عمل على نقلها في قسم الطوارئ بعد أن كانت تخرج معهم في الفرقة الجوالة و لسبب غير مقنع أبدا وهو الإكتفاء العددي !

مرت نصف ساعة على جلوسها بملل في الخارج لذا عادت للداخل بعد إن يأست لكن سرعان ما وقفت عند سماعها صفارة الإسعاف فالْتَفْتْ تتهيأ نزول المسعفين مع الجريح .
ثواني و نزلوا يحملوه فأشارت لهم للمكان لتتسلمه و تسعفه .
على الرغم من حالته الحرجة الا انها أنقذته بعد ساعة كاملة من المحاولة .
جلست أرضا لشدة تعبها عندما دخل عامر بحالة مثيرة . قفزت من مكانها و هرعت إليه تبخر كل التعب بعد أن رأت ذلك الطفل الصغير بين يدي عامر و الدماء تحيط بهما .
بسبب منظر الطفل الكل ابتعد الا هي اقتربت تجذبه من بين يدي عامر .
كان العمود قد اخترق جسده بالكامل لم يتحرك أحد نحوها و لم تحاول مناداتهم كانت تريد إنقاذه فقط و استغلال كل ثانية تمر .
: حاولي إيقاف النزيف ريثما ابحث عن صنف دم يناسبه .
هزت رأسها ليغادر مسرعاً . و بقيت تنظر لذلك الطفل بعينين دامعتان .
تأخر عامر في المجيء فوضعت صنف دم على ال لا تعيين لان الطفل بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة و كان سيموت بكل الاحوال . لذا أعطته كيس الدم دون أن ترى التوافق حتى .
كانت تعمل بجهد و تضع الكيس تلو الآخر و تدعو الله الا يؤثر الأمر.

عندما جاء عامر فوجأ بنور التي أوقفت النزيف أخيرا و أخرجت العامود ببراعة بأقل ضرر ممكن .
كان يحمل بيده أكياس الدم ...
: هل تعلمين ما هو صنف دمه ؟!
هز رأسها بالنفي دون أن تلتفت له حتى كانت ترتعش يداها و هي تسحب الدم من جوفه .
أشار عامر لأحد الممرضين : ضع هذه الأكياس بدلاً عن هذه  .
هز رأسه و نفذ بخنوع .
لاحظ عامر يداها المرتعشة و لو بقيت هكذا ستلحق بالطفل الأذى لا محال .
غضب بشدة من تصرفها المتهور هذا و جرأتها على تسليم مريض الدم دون معرفة صنفه .
سحبها من يدها لتنظر له بذهول ثم طلب من أحدهم إكمال ما كانت تقوم به .
نظر لها شزرا وهي واقفة بين يديه مرتبكة بشدة و يديها ميلئتان الدماء ...
حدق بعينيها قائلاً : دكتور سامر تسلم المريض بدلاً عن دكتورة نور .
أشار لها بالخروج فأطرقت تغادر أمامه بهدوء .

تسلم دكتور سامر و تمكن من إنقاذ الطفل أخيراً  بفضل مخاطرة نور ولو على حساب حياته الا انه عاش أخيرا فلو انتظرت عامر لكان الطفل الآن في عداد الموتى لا محال .
بعد أن إطمئن عامر من سلامة المريض و إستقرار حالته غادر ليجد نور جالسة عند الباب .
وقف ينظر لها بشرود . يعلم انها تصرفت بتهور لكن الحظ كان معها هذه المرة و استطاعت إنقاذه  .

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن