- أفهم بانكِ لاتوّدين الاقتراب، وفي ذات الوقت.. لا ترغبين بأن يكون فراقنا أبديًا.. مكانكِ في قلبي دائم- حتّى وان كان شعوركِ متناقضًا بشأني، تعالِ عندما تقدرين-وصدّقيني- ممكن يكون الحل في موعد.
.
.
.
.
.
جلست بعيدا عن زميلاتها اللاتي بدأن يثرثرن بمواضيع لا تجد لها اي أهمية فخرجت تقف عند باب الطوارئ تستقبل إحدى سيارات الإسعاف القادمة .
مر أسبوعان على عملها هنا و عامر يضيق الخناق عليها .
فهو عمل على نقلها في قسم الطوارئ بعد أن كانت تخرج معهم في الفرقة الجوالة و لسبب غير مقنع أبدا وهو الإكتفاء العددي !مرت نصف ساعة على جلوسها بملل في الخارج لذا عادت للداخل بعد إن يأست لكن سرعان ما وقفت عند سماعها صفارة الإسعاف فالْتَفْتْ تتهيأ نزول المسعفين مع الجريح .
ثواني و نزلوا يحملوه فأشارت لهم للمكان لتتسلمه و تسعفه .
على الرغم من حالته الحرجة الا انها أنقذته بعد ساعة كاملة من المحاولة .
جلست أرضا لشدة تعبها عندما دخل عامر بحالة مثيرة . قفزت من مكانها و هرعت إليه تبخر كل التعب بعد أن رأت ذلك الطفل الصغير بين يدي عامر و الدماء تحيط بهما .
بسبب منظر الطفل الكل ابتعد الا هي اقتربت تجذبه من بين يدي عامر .
كان العمود قد اخترق جسده بالكامل لم يتحرك أحد نحوها و لم تحاول مناداتهم كانت تريد إنقاذه فقط و استغلال كل ثانية تمر .
: حاولي إيقاف النزيف ريثما ابحث عن صنف دم يناسبه .
هزت رأسها ليغادر مسرعاً . و بقيت تنظر لذلك الطفل بعينين دامعتان .
تأخر عامر في المجيء فوضعت صنف دم على ال لا تعيين لان الطفل بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة و كان سيموت بكل الاحوال . لذا أعطته كيس الدم دون أن ترى التوافق حتى .
كانت تعمل بجهد و تضع الكيس تلو الآخر و تدعو الله الا يؤثر الأمر.عندما جاء عامر فوجأ بنور التي أوقفت النزيف أخيرا و أخرجت العامود ببراعة بأقل ضرر ممكن .
كان يحمل بيده أكياس الدم ...
: هل تعلمين ما هو صنف دمه ؟!
هز رأسها بالنفي دون أن تلتفت له حتى كانت ترتعش يداها و هي تسحب الدم من جوفه .
أشار عامر لأحد الممرضين : ضع هذه الأكياس بدلاً عن هذه .
هز رأسه و نفذ بخنوع .
لاحظ عامر يداها المرتعشة و لو بقيت هكذا ستلحق بالطفل الأذى لا محال .
غضب بشدة من تصرفها المتهور هذا و جرأتها على تسليم مريض الدم دون معرفة صنفه .
سحبها من يدها لتنظر له بذهول ثم طلب من أحدهم إكمال ما كانت تقوم به .
نظر لها شزرا وهي واقفة بين يديه مرتبكة بشدة و يديها ميلئتان الدماء ...
حدق بعينيها قائلاً : دكتور سامر تسلم المريض بدلاً عن دكتورة نور .
أشار لها بالخروج فأطرقت تغادر أمامه بهدوء .تسلم دكتور سامر و تمكن من إنقاذ الطفل أخيراً بفضل مخاطرة نور ولو على حساب حياته الا انه عاش أخيرا فلو انتظرت عامر لكان الطفل الآن في عداد الموتى لا محال .
بعد أن إطمئن عامر من سلامة المريض و إستقرار حالته غادر ليجد نور جالسة عند الباب .
وقف ينظر لها بشرود . يعلم انها تصرفت بتهور لكن الحظ كان معها هذه المرة و استطاعت إنقاذه .
أنت تقرأ
إمتنان
Romanceوقف هزيلا وهو يقول بضعف : عرفت إنني أحبك، حينما كنت مخيرا في إحدى المرات ،بين أن أكون قاسيا أو المقسو عليه ،فوجدتني وبكل رحابة صدر أستقبل قساوتك ، ولم أضجر أبدا . نضرت له من بين دموعها وهي تقول : انا لا أحبك فقط ، بل استند عليك وكأنك اكثر الأشياء ثب...