صاعقة

355 18 7
                                    

عبدالله

اضطررت الى الخروج لان على مايبدو تخجل من الاكل امامي ...
فخرجت انتضر بالخارج لنصف ساعة ثم بعد ذلك طرقت الباب ودخلت ...
كانت تاخذ ادويتها لحظة دخولي . ابعدت الطعام عنها وجلست على احد الارائك الجانبية بصمت .
اخذت اتفقد هاتفي لتمضية الوقت .
سمعتها تصدر اصواتا فرفعت نضري لها ..
كانت تنتضر ذلك على ما اعتقد لذا فورا قالت : اريد مساعدتك في امرا ما .
رجعت للوراء وسالتها : مساعدتي انا ! فيم ؟
: همسة وحسان .
ضحكت وقلت : وهل بمقدورك ذلك ؟!
: ليس الامر بمستحيل .
: ان كانت المشكلة حسان فانا اضمنه تماما . ولكن همسة ... عنيدة جدا .
: كلمتها بالامر ورأيت ان لديها رغبة في ذلك.
: يسرني ذلك حقا ... وانا مستعد لاي شيء .
ابتسمت وقالت : هذا جيد .
صمتت قليلا ثم سألت : لم اجد رقما في هاتفي غيرك.
نهضت واعطيتها هاتفي
: ستجدين الارقام هنا .
رجعت حيث كنت جالسا . اعتقد انها نسخت اكثر من رقم ..
قدمته وهي تقول : شكرا . بإمكانك استرجاعه .
وضعت هاتفها الى جانبها على الطاولة
التفتت لي وقالت : لست مضطرا الى الحراسة .
: حراسة !
: بالتأكيد لك انشغالاتك ...اقصد دراستك والشركة ، والداك .
قلت بتهكم : شكرا لك انسة مهتمة ... كله تحت السيطرة .
رفعت حاجبيها وكانها تشكك بكلامي .
: لن اغادر لذا لا تتعبين نفسك بالمحاولة .
قالت بضجر : بدأت اتضايق من وجودك هنا . اريد ان اخذ كامل حريتي وانت تمنعني من هذا .
قلت بلا مبالاة وانا اعاين هاتفي : وكأنك لا تريني . لا تهتمي لوجودي ابدا .
قالت بتهكم كان واضح من نبرة صوتها : وكأنني استطيع . اليست الاختبارات الاسبوع القادم ؟
لم ارفع عيني عن هاتفي وهمهمت بنعم .
قالت : متى ستدرس ؟
ضحكت وقلت : لا تخافي انه جدولي السنوي ودائما ما ينتهي بالنجاح ...لا داعي لقلقك .
: لن تستطيع مواكبة الوقت .
هززت راسي بيأس : يا الهي ... آنسة مهتمة لن اغادر حتى تأتي والدتي . ثم اعدك بعد ذلك لن تري وجهي لاخر اليوم . اتفقنا ؟
سألت : متى ستأتي ؟
ضحكت في سري : اتصلت منذ قليل واخبرتني انها عند العصر ستكون هنا .
ارادت التكلم ولكني قاطعتها لانني اعلم ما ستقول
: نعم ، سأبقى حتى العصر .
لم تستطع كتم ضحكتها ...
هدأت اخيرا وصمتت ...
كنت اعاينها من فترة لاخرى ...
وفي اخر مرة رأيتها شاحبة جدا ..
اقتربت منها وقلت بقلق : الالم مرة اخرى ؟
كانت ماسكة خاصرتها وتأن ..
هزت رأسها بالم فقلت لها : ساحضر شخص ما وآتي لن اتاخر .
ذهبت بسرعة لغرفة الدكتور وجاء معي ..
تفقدها وغرز احد الابر في يدها ....
ارتاحت ملامحها المتصلبة من الالم ...وبدأت تهدأ قليلا قليلا حتى غفت .
قال الدكتور ان الامر طبيعي كالعادة .
اي عادي هذا الذي يجعلها تتعذب هكذا .
خرج وبقيت اراقبها بهدوء .

حتى العصر جاءت والدتي
نهضت اقبل رأسها ويديها بشوق
جلست بجانبي صامتة ...
حضنتها : كيف حال عزيزتي ؟
قالت وهي تمسح وجهي برقة : بخير يا قلب عزيزتك. ما الاخبار معك ؟
: جيدة .
تناولنا شتى الاحاديث حتى شعرت بالتعب ..
خاطبتها وانا انهض : سأغادر الآن .
عندما وقفت عند الباب سمعتها تهمس لي ...
اقتربت وانا ابتسم لها : اخيرا قررت الإستفاقة .
قالت بتعب : وكأن الامر بيدي .
: كنت انوي تحقيق حلمك بخروجي الان .
ضحكت بتثاقل : حلمي !
قلت بتهكم : نعم ... اتلفتي رأسي بمحاولاتك البائسة للتخلص مني اليوم ..آنسة مهتمة .
لم تستطع كتم ضحكاتها رغم الالم الواضح في عينيها .
فقلت : شككت للحظات انك مثلتي علي لاعطائك منوم فقط للتخلص مني .
نضرت مصدومة فاكملت : حسنا ، انت السبب في زرع تلك الافكار برأسي لا تلوميني .
كانت نضراتها عتب فقلت : امزح لا تاخذيني على محمل الجد ...على كل حال جاءت المنقذة .
ثم اشرت الى امي .. جاءت والدتي والقت التحية عليها ...
وبعد اللقاء الحار ..
استأذنت انا وغادرت بهدوء .

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن