19

330 21 15
                                    

همسة

كنت في طريقي للخروج لعملي عندما استوقفتني رغبة التصنت لأحاديث والداي و اخي ...
و كأن قلبي من حدثني و طلب مني ذلك .
اختبأت خلف الجدار و انصت جيدا و بكل جوارحي
...
ابي : هل انت متأكد من ذلك يا بني ؟
اجابه اخي بنبرة الواثق : متأكد تماما يا ابي ... سألت عبدالله عن مكان تواجده بالضبط و طلبت من المحامي ارسال جميع الاوراق المطلوبة اليه ... لعله ينتهي هذا الزواج المشؤوم ..

كان وقع كلماته علي ثقيلة جدا و بالكاد كتمت شهقاتي ...
كان كمن سحب الارض من تحت قدماي لأتخبط و يختل توازني .

لم تنفع اي من محاولاتي معهم حاولت دون جدوى ...
في اي مصيبة وقعت الان ...
خرجت و انا اشعر ان الارض تدور حولي هربا منهم و للمرة الاولى اشعر بالحنق تجاه عائلتي .

حاولت مرارا في العمل الاتصال به و لكن ما اظنه قد بدل رقم هاتفه لربما لا يعمل في البلد الغريب .
شعرت باليأس و اخبرت عبدالله فهو املي الوحيد اخبرني انه سيتواصل معه في اقرب وقت و يطلب منه الاتصال بي سريعا .

اصبحت جسد بلا روح اتخبط في الظلام . علاقتي مع عائلتي امست متوترة ...
مرت الاسابيع بصعوبة و لا خبر من حسان ...
و عائلتي لا تنوي الرأفة بي ابدا . يزداد ضغطهم في كل يوم .

رميت بنفسي على السرير و اخذت احدق في السقف اذكر كل اللحظات المشتركة فيها معه ...
لحظات تدغدغ القلب و تصيبه بالقشعريرة ....
لحظات تعود لجسدي روحه الضائعة....

شاب سعادتي وقتها دخول والدتي المفاجأ وهي تهجم كقوة عسكرية علي ...
اقتربت مني و كانت تحمل ملامح قاسية لا تفسر . اشحت بوجهي بعيدا عنها و اخذت احدق عبر النافذة بشرود .
جلست بقربي و اشعر بصوتها القوي يدوي في غرفتي محذرا : عليك ان تدركي اخيرا انك لم تعودي صغيرة كما كنتِ لتتمردي على قرارنا بعنادك هذا و إضرابك للطعام ..
نظرت لها نظرة عابرة ثم عاودت لشرودي مجددا..
اردفت هي تقول : لتسمعي ما سأقوله جيدا ... ابنة خالة والدك في زيارة لنا مع ابنها ...

فهمت ما ستلمح له فقفزت امامها اقول : اعلم مساعيك جيدا .... و لأذكرك فأنا مازلت على عصمة حسان يا امي .... و حتى و إن حصل الطلاق و هذا مستحيل بإعتقادي فأني لن اقبل بأن يكون اي رجل اخر بديلا له ...

قالت بضحكة جانبية : جئت توا و انا متأكدة من ان ذلك الذي تحملين له الوفاء تخلى عنك بمجرد رؤيته لأوراق طلاقك و قبل بالامر ... مسألة بضعة ايام فقط و تتحررين من قيوده للأبد ..

رجعت للوراء و قد بهت من ذلك الخبر لا يعقل ان يتخلى عني ، مسكت رأسي بقوة اظغط عليه ...
يكاد ينفجر ..
كانت تنظر لي و إبتسامتها تشق وجهها الامر افقدني أعصابي ، اعلم جيدا انها لا تطيقه منذ ان فضلته على ابن اختها و هي تضمر الكره لحسان ... و لكن ان تراني انا ابنتها اعاني و هي تبتسم لعنائي و هي امي احن القلوب علي جعلني اصرخ بوجهها
: كذابون ... تقولون ذلك فقط لأرضخ لرغبتكم ... و لكنكم تحلمون ...اقسم لكم بذلك ...

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن