😔

354 22 14
                                    

‏"اخْترت الصمت بيّنما الخراب كله اجتمع..بِداخلي".

بقي عامر يحدق بها لفترة ...ثم اشاح بوجهه عنها .
غضب جدا ... فلقد ظن ان بعد هذه السنين لا وجود لحبها بعد . ولكن ما حدث جعله يكره نفسه اكثر . فبمجرد رؤيتها عاد قلبه يخفق بغباء كما كان يفعل دوما فور رؤيتها .

ابتعد حتى اخر زاوية في الغرفة عاقد اليدين تكسوه ملامح البرود والجمود .
اقتربت نور من عبدالله لفحصه و فكرها عنده . ارتبك عبدالله واشار لعامر ان ينقذه من الوضع . لعن عبدالله حسان كثيرا لانه طلب همسة لا نور .
بقي عبدالله يراوغ و من حين لاخر ينظر نحو عامر البارد عله يستجيب .
ان علمت نور بأمر العملية فهذا يعني ان والده سيعلم بالأمر لا محال . اصفر وجهه بعد ان غزاه الالم حقا و لم يكف عن إرسال نظرات الاستغاثة لعامر .
تنهد عامر بضيق و اقترب من نور يقول لها : ليس عبدالله المعني ..
نظرت له ببلاهة . فأكمل و هو يخرج جرحه : في الواقع انا من اصبت بجرح ... واردت تقطيبه .
عاد اللون لوجه عبدالله واستطاع تنفس الصعداء اخيرا .

طلبت نور من عامر مرافقتها لكنه رفض .
: انا سأهتم بذلك ... فقط اريد المستلزمات الطبية و ممرض ما لذلك .
حدقت به مطولا : و ان استطعت تقطيبه بنفسك لم اتيت الى هنا اذا ؟ !
ابتسم بإستفزاز : بالطبع ليس لرؤيتك ... فهذا اخر ما اتمنى .
بهتت من كلامه و ارسلت نظراتها المستاءة.
غادرت وهي تسير بغرور : ان اردت المستلزمات طبية فلتحضرها بنفسك يا دكتور  ... فانا لا اعمل لديك .

هز رأسه بيأس ... اذا هي لم تتغير فهي دائما هكذا . يوماما ستندمين على ذلك .
نظر عامر لحسان : هل تستطيع إحضارهم ؟
اطرق حسان و اراد الخروج .
صاح عبدالله خلفه : لا تتأخر .
رجع لعبدالله ينظر له بريب وهو يلاحظ اصفرار لونه وشحوبه .
تدخل عامر : ما الامر حسان ! هل سنقضِ الليل هنا ؟!
غادر مكرها وهو يعلم ان هناك خطبا ما .

اقترب عامر من عبدالله وهو يرفع قميصه عنه تفحصه وهو عاقد الحاجبين .
: ما الذي فعلته لِيُفْتَح جرحك من جديد !
تأفف بضيق : يا الهي لا تقل ذلك ... وكأن الامر ينقصني .
: الامر خطير ان كنت جاهل لذلك ... ان لم تهتم بصحتك سأخبر عائلتك للاهتمام بك .
: هل جننت ... لا اريد لاحد ان يعلم بالامر حتى حسان لم اخبره  .
: اذا اهتم بنفسك . إذ استمريت في كل مرة يلتأم الجرح فيها لتعاود فتحه من جديد لن تعيش حينها ستموت ايها الحمار .
نظر له بطرفه : هل تبين اهتمامك بالناس بهذا الشكل !
هز كتفيه : لا ارى به سوء .
جلس امامه يهز رجله بتوتر ... طال الزمن عن اخر مرة لمحها . لا تزال كما هي تماما لم تزدد الا غرورا تلك الصفة المقتاء فيها .
لِمَ افكر فيها الآن... الم نتفق على نسيانها نهائيا !
أوقف عمل المراهقين ذلك فلقد ولى زمن الحب في حياتك ... في الواقع كان كالبرق في ضهوره في حياتي .... سريع و مميز .

(أتمنّى أن تموت من البرد، أن تدهسك أحلامك، أن يهاجم الهواء روحك ويكتمك، أتمنّى أن تنقضّ عليك أُغنية موجعة، أن يمُر وجهي ببالك ويُحزنك. أتمنّى أن يُكسر قلبك، وأن تتجرّع حزني، أن تتذوق الموت وأنت حيّ، أتمنّى أن تصحى مفزوعاً من كابوس مزعج، أن يأكل الأرق نومك، أتمنّى أن تنصهر، أن تصبح هشيماً تذروه الرياح، أن تُهمّش وتُنسى..
_رغبتي فيك كانت حقيقيه جدًا، لم أكن عندها تحت تأثير أغنية، نظرة او ماشابه، كنت أدرك وأعي بأني أريدك، بطريقة أعمق ممّا أظن، وتظن . )

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن