تصرخ في وجهي أكرهك.. و أنا أيضا اكرهكي
إذا بما إننا متفقان الآن إلا يمكن الاقتراب من بعضنا قليلا !..
سارة
أخيرا ابتسمت لي الحياة .... لا أكاد اصدق عن كمية السعادة التي تغمرني ...
من شدة الفرح النوم جافاني ...
عدت مرارا و تكرارا كل اللحظات السعيدة اليوم ...
و كلما اتذكر بريق عينيه و هو يراقبني خلسة اطير فرحا .
بآن لي اليوم اني احبه بلا حدود ...
أشعر حقا انه نصفي الآخر ... كلماته المطمئنة و البسيطة جعلت قلبي يقفز فرحا له ...لا داع للكلمات لأعلم ما يضمره في قلبه فكل شيء واضح في لغة عينيه ...
جلست كمراهقة حمقاء تنسج لنفسها أحلاما وردية ..
كنت على يقين ان الله عز وجل أهداني عبدالله كتعويض لما خسرته ...
امي ... والدي ... عائلتي !
وما ادركته الآن ان تصادماتنا السابقة ما هي الإ وسيلة دفاعية نسجها عقلنا بعد ان شعر بتحركات ذلك القلب الاحمق ..كنت جالسة و سمعت جلبة تصدر من غرفة عبدالله كانت في الجهة المقابلة لغرفتي .
انقبض قلبي و انا اسمع صوت العم ناجي يصيح ..
سحبت وشاحي و وضعته على رأسي لأخرج بسرعة فوجدت عبدالله ينزل السلم بغضب و الإستياء واضح في ملامحه ..
خرجت اريد اللحاق به فأوقفني صوت العم ناجي وهو يقول بلهجة حادة فاجأتني : قفِ عندك سارة وعودي ادراجك .
التفت له بدهشة ... لم يسبق ان تحدث معي بتلك النبرة !
وقف امامي وقال بنبرة ذات مغزى : دعيه و شأنه .. توقفي عن ملاحقته .نبرته تلك اضاقت صدري و نظراته التي كشفت كل مكبوت كانت كفيلة لفهم مغزاه الدفين ...
تجمعت الدموع في عيني .و ارتجفت شفتي ، كادت تتساقط دموعي و لكني هربت لغرفتي بعيدا عن إظهار ضعفي امام اي شخص .
رميت بنفسي على السرير و بكيت بشدة ..
في الوقت الذي اشعر به ان القدر قد ابتسم لي اخيرا يعود ليصفعني بقوة و يخبرني ان السعادة لا تليق بأمثالي .من شدة نوبة البكاء التي رافقتني طوال الليل لم يرف لي جفن حتى الصباح ..
كنت اراقب الهاتف طوال الليل و دموعي تحجب رؤيتي .. آملت الاتصال بي ولكن خابت ضنوني .نهضت اتوضأ و اصلي ..
شكوت حالي وانا بين يدي ربي ..
بلا ملجأ وانت ملجأي ...
انت سندي فلا تتركني ..
نحت على سجادتي و طلبت منه المعونة ..غلقت الباب بالمفتاح و غصت في سريري انظر للسقف بشرود ...
اصبح وجودي هنا غير مرغوب فيه ، خروج عبدالله في آخر الليل و غضب العم ناجي و حدة كلامة ...و كلماته المكبوتة التي لم يقولها كلها بسببي .
انا على يقين من ذلك .
لكن اين اذهب و انا المنفية اينما حللت ..تائهة في عاصفة افكاري الهوجاء اتخبط يمينا و يسارا ..
اعتزلت عن الخروج من غرفتي و وسط توسلات امي التي لم اخضع لها وعاندتها ..
لم يحاول العم ناجي ولو لمرة الصعود لي و الإطمئنان علي ...
مر إسبوع و لاخبر من عبدالله ..
كان قلبي يتمزق ... خفت ان يفعل مكروها ما في نفسه فهو عصبي لدرجة ..
و بدأ الصراع بين عقلي الذي يطالبني بالانسحاب فورا
وبين قلبي الذي احترق شوقا وخوفا من سوء اصابه .
أنت تقرأ
إمتنان
Romanceوقف هزيلا وهو يقول بضعف : عرفت إنني أحبك، حينما كنت مخيرا في إحدى المرات ،بين أن أكون قاسيا أو المقسو عليه ،فوجدتني وبكل رحابة صدر أستقبل قساوتك ، ولم أضجر أبدا . نضرت له من بين دموعها وهي تقول : انا لا أحبك فقط ، بل استند عليك وكأنك اكثر الأشياء ثب...