إنّ القهر الذي يتملّك المرء حين يمتزج مع الحزن لخيانة أحدهم ، قد يولّد كرهاً مضاعفاً للحب الذي كان يشعر به.
وهو هكذا، هو الآن يسقي شوكة كرهه لها بماء حقده عليها،
يهمس/ كانت سرااااب
و ستتحول الآن إلى ظلّ يلاحقه حتى يمسك بأطرافه!
قلب مولّع ! و روح تحترق !
كانت الارض ناراً و السماء لهيبها بالنسبة له الآن...يمسك بأطراف ذكراها كأنّها الماء تنساب بين يديه، لا يدري بأي أرضٍ رمته و تركته وحيداً يترقّبها.
كيف فرّطت به و بحبهما؟هي كالجزر و المدّ... هي بالنسبة له الآن أصبحت ورقة ممزقة ! أو شريط ذكرياتٍ عليه غبار.
هو لن يمضي طيلة حياته يقف على ذكراها و يذرف الدموع، رجل شرقيّ مثله لا يحبّ لأحدٍ أن يرى ضعفه!
هو القوي الذي اعتاده الناس متماسكاً.
إلى من يلجأ و هي الخلاص؟
كيف يتنفّس وهي الأكسجين؟
و كيف ينبض قلبه، دون رائحتها؟!
التعلّق... هذا أكثر ما يؤلم انسان و يقهره و يعذّبه.
أن تتعلّق بشخص آخر يعني أن تعطيه حياتك على طبق من ذهب ليتحكم بها كيفما يشاء!
هو قوي... و لكن أنهكه الخذلان... أنهكه الحب وأنهكه الشووق
فالحنين؛ يكسر عظام الصدر وجعاً !بلاد الشام - فلسطين - مدينة نابلس
تقدّم بخطواته المدروسة صوب تلك الغرفة، يقبض على يده في محاولة لإمساك قلبه قبل أن ينكسر !
رفع يده وأعاد شعره الأسود الناعم الذي تتخلّله خصلات بيضاء للخلف، قبض على مقبض الباب و فتحه ليرتدّ صوت اصتدامه مع الجدار، نظر له الجميع بصدمة فهم لم يتوقعوا أبداً رؤيته الآن لأنّه و منذ الحادثة كان لا يزال يحبس نفسه في منزله.الجميع يعلم أنّه لن يسكت و إنّما سكوته طوال هذه المدة كان هدوء ما قبل العاصفة.
تقدمت منه امرأة خمسينية مضى عليها الزمن بنكباته، وقفت أمامه فبان فرق الطول بينهما، احتضنت وجنتيه بحنان يفيض من عينيها وقالت/ حبيبي يوسف... كيفك ؟!
تجاهل نظراتهم، أمسك بيدي أمه و قبّل راحتيها/ الحمدلله.
قالت بحزن/ هيك تغلي قلبي عليك؟! ما قبلت حدا يحكي معك أو يشوفك! ليه تحرق قلبي عليييك؟!حدّق به الجميع، كأنّ الدنيا توقفت بين نظراته!
رأوا القسوة، الهيبة، لهيب الانتقام والطغيان في عينيه !
و عرفوا أنّه قد تجاوز قهره المكبوت في صدره، و خرج أمامهم كما ألفوه، يوسف عبد العزيز التميمي الذي يعرفه الجميع و يهابه! هو شيخ القرية المسؤول عن كل شيء بها، و له يلتجئ الناس و يحلّ مشاكلهم و يأخذ حقهم... و الآن دوره ليأخذ حقه هو !
أنت تقرأ
اللهيبُ في عينيه/مكتملة
Romanceتواجه نظراته الملتهبة بغضب .. تفاحة آدم التي تصعد صعودا و هبوطا .. ولكنها لم تهتم لكلّ هذا .. مع أنّ غضبه لن يرحمها ، و استفزته بشكل جنوني !! و لكنها أيضا معها كلّ الحق !! قال وهو يتقدم منها بخطوات بطيئة بتهديد/ انتي ملكي !! و املاكي ما بقبل أبداً أ...