هربت مع الحُسيني !

18.8K 523 35
                                    

حتى الخيبة منك، يا عابري، لها طعمٌ مختلف !!

.

خرج من غرفته بخطوات سريعة الى غرفة أخته، طرق الباب بسرعة ففتحت له بعد ثواني/ يوسف ؟!
/ يامن عندك ؟
راقبت ملامحه القلقة فقالت/ لأ يامن ما اجا هون.. ليه؟
قال/ فقدتو ما لقيتو .. معقول عند إمي ؟
وئام/ لا ، ماما نايمة من زمان ... استنا يمكن بغرفة لي لي
مشت نحوها وهو ظلّ مكانه يراقبها وهي تطرق الباب و تفتحه عانقت شفتيها ابتسامة خفيفة ثم أعادت إغلاق الباب بهدوء و عادت إليه/ هيو نايم عندها.. حاضنين بعض متل الاطفال و نايمين .. منظرهم تحفة !!
حدّق بها بدهشة/ كيف يعني ؟ ليه نام عندها ؟
وئام/ والله يامن حبها كتير لأنها بتلاعبو.. يمكن عشان هيك اجا نام عندها بس غريبة يعني بالعادة ما بقبل الا ينام عندك !
عبس يوسف بانزعاج حين تذكر صراخه عليه و قال/ خلص روحي نامي عندك دوام بكرة
اومأت/ تصبح على خير
عاد الى غرفته و استلقى على سريره بتعب، أمامه يوم طويل جداً غداً !

.
.
.

في الصباح

أحكم تزرير ذارع قميصه الأزرق، ثمّ تناول زجاجة العطر و رشّ على جسده.
وحين أعادها مكانها لاحظ ذلك المغلف الموضوع أسفله ..
حدق به باستغراب و هو يمسكه، قلبه ليرى اسمه بخطٍ عربيّ ..
نظر حوله/ كيف وصل لهون هاد ؟
فتحه وهو يجلس على الأريكة، و تناول تلك الورقة منه ..
فتحها و أصابته الدهشة من جمال خطّ كاتبها !
قرأها بتركيز شديد .. و أعاد قراءتها حتى استوعب الأمر و ممّن قد تكون...
سرعان ما عانقت شفتيه ابتسامة واسعة، بان فيها صفّ أسنانه البيضاء..
و لأول مرة منذ أسبوع و نصف يبتسم مثل تلك الابتسامة !
كانت من قلبه .. وهو شعر بصدقها.

فكّر فيها و سمح لنفسه لأوّل مرة بأن يتوغل في تفاصيلها.
حين وقفت أمامه لتعتذر ، عيناها المتوسلتان البُنيّة كالشوكولاتة.
ليس يدري كيف أتت فجأة و سكنت معهم بغضون يومٍ واحد، خرجت من اللامكان ربما.
و لكنّه لوهلة شعر بطرف خيط من تلك الدغدغة نفسها التي تجاهلها مراراً ..
لم تكن جميلة، بل أكثر ..
و لم تكن مسالمة بل يسيطر عليها غضب جامح تتفوه به بكل الحقائق ثم تعود و تكتشف أن الحقيقة مؤلمة لذا تعتذر .
حقيقة أنه لم يستطع أن " يربّي " زوجته ، كانت عين الصواب .. لذا خطر في عقله فجأة أيامه مع ليلى..
لم يكن سيشك لو للحظة أنّ ليلى التي أحبها والتي تعامله كالملك من الممكن أن تخونه و تطعنه بقلبه الذي سلّمه لها بيديه !!
لذا خرج بهذا ، هو لم يستطع أن يربّيها، ولكن هي ربّته !
و الشيخ يوسف الذي كان صارماً عاقلاً مع الجميع
كان معها... ساذجاً !

نفض أفكاره حين سمع صوت جلبة في الأسفل
دسّ ذلك المغلف في جيب بنطاله وتناول نظارته الشمسية و غادر الغرفة.
و حين وصل للأسفل استقبل أمه بابتسامة فوقفت تحدق به بحبّ/ الله لا يحرمني من هالضحكة
اقترب منها و قبّل رأسها/ ولا يحرمني منك يا ست الكل..
وئام وهي تتناول إفطارها/ إيه بشو احنا مدينين لهالضحكة شيخ يوسف ؟
نظر لها يوسف و قرص أنفها بخفة/ وكأني أول مرة ببتسم ؟ قلبتوها دراما !
ضحكت وئام و وقفت/ انا ماشية للجامعة
/ استني بوصلك
/ لا مش ضروري تقطع كل هالمسافة للمدينة عشاني وانت عندك مية شغلة !
/ حكيت استني انا !!
/ طيب خلص استنينا ما تعصب
يوسف/ وين ابني ؟
قالت أمه/ مع لي لي برا بالحديقة
/ شو بعمل بهالوقت ؟
وئام ضحكت/ بسبح بالبركة !!
نظر لها باستغراب/ كيف ؟
/ حكا لماما و عشان إمي مش فاضية تطوعت لي لي تروح معو يسبح
رفع حاجبه/ و ليه حاس إنو لي لي تاعتكم علاقتها مع يامن ممتازة ؟
أم يوسف/ مش أحسن ما يزعجنا بسؤالو عن إمو ! لقي شي يلتهي فيه
وئام/ ومش أي إشي ! حتى إنو نام مبارح عندها وهو حاضنها
سمعوا صوت ضحكة يامن فابتسم يوسف
وئام/ يا ويلي بتجنن هالضحكة
يوسف شرب كأس الشاي بسرعة/ على أبوه
غمز لها بعينه و أسرع للخارج ليردّ على هاتفه..
نظرت الى أمها باستغراب/ مالو إبنك اليوم ؟ حمياااان !!
ابتسمت أمها/ الله يديم سعادتو

اللهيبُ في عينيه/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن