هي تعرف أنّ الله يمنّ على الانسان بنعمٍ كثيرة.. تعرف أنه يهبه أشياء يميّزه عن غيره من البشر..
و الآن أدركت أن الله قد مدّ هذا الشخص الذي يقف أمامها بهيبة عظيمة تجعل الواقف أمامه يعجز عن مقابلة عينيه أو المرور بجانبه خشية منه.
سبحان الله كيف اختاره ليزرع في قلوب البقية الرهبة منه !ابتلعت ريقها ، كانت ما تزال تحدّق بعينيه السوداء حين انتبهت لنفسها و نظرت بسرعة للباب الذي دخل منه.
انتظرت شيخاً كبيراً ليدخل و لكن انتظارها كان عَبَثاً !
أعادت النظر اليه وقالت بتوتر وهي ترجع خطوة للخلف/ بدي قابل شيخ القرية...
وصل لمسامعها صوت جهوريّ واثق/ وصلتي ، أنا شيخ القرية !!
نظرت له بتفاجؤ/ انت الشيخ عبد العزيز ؟!
يوسف صحّح لها/ انا يوسف ..ابنو !
ايلياء/ بس ... كيف ؟!! انا بدي احكي مع الشيخ عبدالعزيز !!
عقد حاجبيه باستغراب/ يا بنت الناس، الشيخ عبدالعزيز اعطاكي عمرو من سنة !
تمتمت ب/ آه ! "
/ اسفة ما كنت أعرف ...
يوسف باستغراب/ كل القرية بتعرف !
ايلياء بتوضيح/ انتقلت للقرية هي السنة ..اومأ بفهم/ تفضلي ايش مشكلتك ..
رفعت رأسها لتواجه عينيه ، فرأى عينيها الحمراء التي تدلّ على جولة بكاء طويلة !
قالت بتوتر/ مشكلتي.. مشكلتي فلوس !! بس ما تقلق رح يكونو دين، و بسدّد هالمبلغ بأقرب فرصة الي !جلس خلف مكتبه و وضع قدم فوق الأخرى و هو يحدّق بأنفها الاحمر الصغير و بشرتها البيضاء الحليبية وتساءل عن سبب بكائها.. قال بجدية/ و ممكن أعرف ليه هالفلوس ؟
/ أكيد من حقك !! .. بصراحة... تيتا تعبانة من اسبوعين و صحتها بتتدهور يوم عن يوم ، و بدي عالجها بالمشفى.. عشان هيك...رآها تشرح له بتوتر حالتها ، فقاطعها/ وصلتي.. روحي على المشفى. احكيلهم انا بعتني يوسف التميمي و رح يكون العلاج على حسابي !
قالت باندفاع/ بس رح يكون دين !
/ ليه مصرّة على موضوع الدين ؟! انا من واجبي اقوم فيكم انتي و كل اهل القرية ! و لازم جيتيني من أول ما حالة جدتك تأزّمت !
اومأت/ صح بس فكرت إنو شوية مرض و رح يروح مع الوقت وهيه اصلا رافضة تتعالج.
المهم ما رح اقبل تدفع علاجها ، ما تعودت أقبل صدقة عشان هيك رح أسدّد المصاريف.
فرك لحيته الكثيفة نتيجة اهمالها لاسبوع كامل وقال بتفكير/ كيف رح تسددي المبلغ ؟
/ طبعا رح أبحث عن شغل بس تتحسن تيتا !!
/ على العموم انا ما بدي تسدّديه بس لو هاد الاشي بريحك اعمليه.. واعرفي انو لو حتى طولتي بالسداد ما رح انزعج !
حكيتلك من قبل من واجبي أهتم بمشاكل كل اهل القرية وصحتهم !
اومأت و نظرت في عينيه/ الله يجزيك الخير ..
/ بس في شي علق بذهني !
/ ايش هو ؟!
/ حكيتي انك جيتي هاي السنة على القرية ! يعني انتي مش من السكان الاصليين ؟!
قالت بهدوء غريب/ امبلا.. بابا كان عايش هون طول عمرو بس انتقلنا من وانا صغيرة للمدينة عشان شغلو ..
أنت تقرأ
اللهيبُ في عينيه/مكتملة
Romanceتواجه نظراته الملتهبة بغضب .. تفاحة آدم التي تصعد صعودا و هبوطا .. ولكنها لم تهتم لكلّ هذا .. مع أنّ غضبه لن يرحمها ، و استفزته بشكل جنوني !! و لكنها أيضا معها كلّ الحق !! قال وهو يتقدم منها بخطوات بطيئة بتهديد/ انتي ملكي !! و املاكي ما بقبل أبداً أ...