اللهيبُ في عينيه/مكتملة

الرسالة ..

كيف يتحوّل ما حولك بغمضة عين ؟؟
ماذا فعلت لكي تعيش ما عشته بأنينٍ و تعداد السنين ؟!

.

نظرت لظهره ، كان يرتدي بذلة سوداء رسمية ..
لم تظنّ أنه سمعها لذا التقطت أنفاسها و ركضت حتى وصلت أمامه..
حبست أنفاسها من وسامته ، كان يفتح الأزرار الأولى لقميصه الأبيض ، ينظر لها برموشه السوداء الطويلة.
واللعنة كيف سحبها رويداً رويداً حتى عالم مختلف !
سيطرت على نفسها أمامه بعد ثوانٍ و قالت بتوتر / ممكن أحكي معك شوي ؟
عقد حاجبيه و نظر لساعته / لا عندي شغل
أوقفته / لوو سمحت ما رح آخد وقت كثيرر ! بس بدي احكيلك شغلة
عقدت حاجبيها / لو سمحت !!
تنهد حين سمع نبرة صوتها الطفولية / تمام بس رح اتأخر عن شغلي بسببك !
عاد أدراجه للمكتب وهي لحقت به بسرعة
دخلت خلفه و وقفت أمام مكتبه وقالت / بدي احكي معك عشان انتقل لبيت تيتا..
نظر لها بغضب / معطلتيني عشان هالشغلة التافهة الي بتعرفي اني مستحيل اوافق عليها !!
زفرت بخوف من غضبه و قالت/ ممكن تسمعني ؟!
قاطعها بحدة / لأ !!
قالت بانفعال / بس ما رح أعرف أتأقلم هون !!
نظر لها وهو يرفع حاجبه / كييف يعني ؟
ابتلعت ريقها / انا مش متعودة ع هيك بيت !
حتى بيتنا بالمدينة كان قد هاي الغرفة !! انا مستحيل اعرف اعيش هون ! ما رح أتأقلم .. افهمني !
حافظ على نظرة البرود في عينيه / مش عذر ! و اذا عندك عذر ثاني يقنعني ، وما اعتقد انو فيه ، احكيه بسرعة عشان رح أتأخر ع شغل حياة أو مووت !
رمشت باستسلام / يعني ما رح تقبل ؟
/ لا إيلياء ! لا !!
يبدو انو عيشتك بالمدينة أثرت عليكي .. هون بالقرية لازم تمحي كل أفكارك و ترجعي تركبيها من جديد..
هون مستحيل بنت تعيش لحالها ! سمعتي ؟ ويلا لانك أخدتي من وقتي كتيير !
مشى نحو الباب لكنه توقف حين سمعها / طيب و ازا طلعت و رحت على بيت تيتا شو بتعمل ؟ ولا شي! انت ما بتقدر تعملي اشي !

/ اذا طلعت رجلك برا هالبيت ، ساعتها بربيكي يا بنت عمتي !!
استفزها كلامه ! فقالت بغيض منه / الشيييخ الي ما قدر يربي زوجتو رح يربيني أنا بنت عمتو ؟ وين صارت هاي ؟!

أغمض عينيه وهو يحاول .. يحاول محاولة مميتة.. أن يسيطر على أعصابه.

أدركت ما قالته حين سمعت صوت تنفسه الثقيل ..
قضمت شفتها السفلى برعب ! ماذا فعلت ! كيف تجرّأت !!
هي تعلم أنها تفقد سيطرتها في كثير من الاحيان على لسانها المتمرّد ولكنها سريعة الندم أيضاً ..
جرحته ، وهي تدري .

أخيراً قال بصوت غاضب / معك ثلاث ثواني بس حتى تطلعي برا هالغرفة !
ارتجف جسدها بخوف و تجمدت عن الحراك ! لم تستطع أن تلتف و تغادر حتى تتخلص من نيران غضبه !
قالت لها أمه و حذرتها وئام فلماذا و اللعنة لم تستطع كبت جماح لسانها !!
قال مرة أخرى بتحذير / ثاانيتين !
حاولت الكلام / ما كنت....
قاطعها / خلص الوقت !
و بسرعة لا تعرف كيف أتتها، ركضت الى الباب و فتحته لتخرج من المكتب .. وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بقوة/ الله يحرقك .. ما كان لازم تحكيلو هيييك أبداً !!
شهقت وهي تبكي / جرحتيه ! جرحتييييه !!