بعدما خارت قوى يحيى سقط أرضاً مُتعباً , و عَلِمَ إنه بطريقة ما وصل إلى الأحجية , و الآن وقت معرفة الجزء الجديد المرتب .
تَحَامل يحيى على نفسه و وقف بشق الأنفس , و كان ما رآه كفيل بأن يسقطه أرضاً مجدداً .
راشد : " وجهك الهَلِع الظاهر من الصورة يناسبك أكثر من ريماس هل تعلم ؟ . " يحيى بضعف : " لكنني لم أخطأ . "
ضحك راشد على ضعفه ثم قال : " وثقت بالشخص الخطأ . "
رمقَ يحيى ( راشد ) بطرف عين , قبل أن يستعيد قواه و يقف مجدداً , قال : " أنت محق , و قد ارتكبت خطأي الثاني عندما أَريتُك ضعفي . "
ابتسم راشد بخبث : " سأشتاق لك قريباً , فكلها ثلاثة أيام وتنتهي المغامرة . من يدري ربما لا تخرج منها حياً . "
أحكمَ يحيى قبضة يده غاضباً : " أما أنا لن أشتاق لك أبداً . "
راشد بسخرية : " أحزنتني يا رجل . " ثم أكمل بجدية : " المهم في المغامرة القادمة أن تجد إجابة لسؤال من أسئلتك , و تكتشف حقيقة جديدة . حذَاري عليك أن تنهي المغامرة في ساعة واحدة فقط . سهلٌ أليس كذلك ؟ . "
يحيى : " ساعة ! لن تكفيني ساعة ! . " راشد : " لا يهمني . " ثم أختفى .
أنتقل يحيى في طريقه إلى المجهول , رفع رأسه قليلاً و أمتع عيناه بمنظر خضرة النباتات .
طوال مغامرته نسي أن يتأمل هذا الجمال , كان هَمُهُ إنهاء المغامرة وفَاتُهُ الكثير من هذه التحفة الفنية التي تحتوي على القليل من الأجزاء المخيفة .
قطع هدوء تأمل يحيى صوت بات يسبب الازعاج له , بدر لاهثاً وهو يضع يديه على ركبتيه : " لقد أتعبتني حتى وجدتك ! . "
تجاهله يحيى تماماً و أكمل طريقه , لحق به بدر و قال بابتسامة ذات مغزى : " ألا تريد معرفة جواب سؤال من أسئلتك ؟ . "
يحيى ببرود : " منك , لا . " بدر : " سأجيبك و كأنني لم أسمع ردك . عزيزي هل تعلم من هو صاحب الصوت الضعيف في الكوخ ؟ . "
يحيى : " بالتأكيد أنت . " . بدر و هو يحرك رأسه للجانبين : " أخطأت الإجابة . الضعف هي صفة من صفات عائلتكم كما يبدو . "
فهم يحيى مغزى كلامه لكنه أقنع نفسه إن هذا مستحيل . بدر و كأنه قرأ افكاره : " ريماس صاحبة الصوت , كنت قريباً منها جداً و لم تستطع إنقاذها . أيّ أخ أنت ؟ . "
: " أصدق العالم كله إلا أنت ! . " قال يحيى جملته و هو في قرارة نفسه يعلم إنه ربما بدر بنسبة كبيرة يكون محق .
رفع بدر كِلا حاجبيه و هو يقول باستمتاع : " أهذه طريقة من عقلك حتى تحمي نفسك و تخفف الشعور بالذنب الذي أجتاحك ؟ . "
يحيى : " أكانت طريقة من عقلي أم لا , هذا ليس من شأنك . " بدر بتأثر كاذب : " أهكذا تعامل صديقك ؟ , هل نسيت كلمة صديقي الذي ودعتني بها في السجن ؟ . "
يحيى : " بالطبع لم أنسها , لكن يبدو إنك أنت من نسيتها . الآن أنا مشغول دعني انهي المغامرة في سلام و اغرب عن وجهي . " ظن يحيى إنه لن يتركه , لكن بدر فاجئه عندما ابتسم و رحل بهدوء .
يحيى : " أنا للآسف لا أملك ساعة , و لا أعلم كم بقي لي من الوقت . " لكنه صمت عندما شاهد النهر الذي يسبق الأحجية .......
أنت تقرأ
المغامرة الأخيرة
Детектив / Триллерمغامرة دخلها بدون أن يختار . و النتيجة حقائق ثمنها غالٍ , غالٍ جداً أكثر مما تتخيل! . لكن هل يخرج منها حياً ؟ . ( ما هو التالي ؟ . ) سؤال لم يكلل تكرار نفسه . تأليف : أفنان البيات . جميع الحقوق محفوظة , يمنع الاقتباس من الرواية .