بريء ! .

260 13 0
                                    


قام الشرطي بتقيد يحيى و هو ما زال تحت تأثير الصدمة , ما إن وَعَّى منها قال : " مستحيل ! . ما هو دليلك ؟! . ليس من حقك أن تقيدني هكذا ! . "

الشرطي : " أنت آخر من كنت مع ريماس في وقت اختفائها . " يحيى : " و ما دخل هذا بهذا ؟! . لقد قلت لكم من قبل و سأكرره لقد سافرت ! . "

الشرطي : " و الذي يسافر لا يظهر اسمه ضمن قائمة المسافرين ؟ هل تظننا حمقى ؟ . كما إن جارتك اخبرتنا إنه في الفترة الأخيرة لم تكن علاقتك جيدة مع أختك . "

يحيى : " جارة ؟ أيّ جارة ! . لا توجد أيّ صلة بيني و بين الجيران !. أنا حتى لا أعرف اسمائهم و هم بالمثل ! . "

: " يحيى لا تكذب أنت تعرفني , و قد قلت لي من قبل إنك تخطط لقتل ريماس . "

يحيى بغضب و قد رآى آخر شخص يتوقع أن يراه اليوم : " أنتِ ! . ريتال ! . " الشرطي : " للتو قلت إنك لا تعرفها . "

يحيى : " لا سيدي أنت تفهم كل شيء بشكل خاطئ , هي و أنا ... صعبٌ عليّ أن اشرح ذلك !. "

الشرطي بقسوة و هو يُزِّجه بسيارة الشرطة : " اشرح كل شيء في المحكمة . " ثم التفت إلى ريتال قائلاً : " و أنتِ سيدتي نحتاج أقوالكِ في المركز . " ريتال ببراءة كاذبة : " حسناً سوف ألحقُ بكم . "

*****************

رمَّى الشرطي ( يحيى ) في الزنزانة بعدم رحمة . و يحيى لأول مرة في حياته يشعر بالحزن و العجز هكذا .

شعر به زميل زنزانته فقال : " لا تقلق ستعتاد على الأمر بعد مرور الوقت . " يحيى : " ما الذي أعتاد عليه ! أنا بريء ! . "

السجين : " كل سجين جديد يقول هكذا ثم تثبت جرمه . " قرر يحيى تجاهله و عدم اهدار طاقته و وقته بنقاش عقيم .

عندما لمحَ السجين هاتف يحيى قال : " غريب لم يصادروا هاتفك . هل بإمكاني استعماله ؟ . "

يحيى : " أفعل الذي يحلو لك و اتركني أنا أبداً لا أنقصك ! . " ثم رمى الهاتف عليه .

بعد دقائق شهق السجين قائلاً : " هذه الصورة ! . " يحيى بغضب : " ألَم أقل لك اتركني بمعنى لا تحدثني أيضاً ! . "

السجين : " لكن ! الزخارف , العبارات و النقوش , لكل هذا معنى ! . أنا كنت عالم آثار قبل دخولي السجن . "

كلام السجين جذَبَ يحيى لذلك استدار له دلالة على رغبته في إكمال الحديث .

السجين لم يقل إلا كلمة واحدة , واحدةٌ فقط حطمت كل آمال يحيى و أظلمت الدنيا بوجهه , و فقد بريق الحياة بها . فقد قال : " ستموت ! . "..........

المغامرة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن