تضحية!

381 21 4
                                    


الصوت بخبث: "ينجون هم و تفقد حياتك أنت، هل ما زلت مُصرعلى رأيك؟"

تنهد يحيى لأخر مرة بحياته قبل أن يقول بابتسامة طيبة صادقة: "أكثر من أيّ وقتٍ مضى."

الصوت: "لم أرى شخص رائع مثلك! لكن للآسف الآن سنخسرك."

ثم أختفى الحجر، وعادت إلى الغابة ألوانها الطبيعية الجميلة وأختفت القيود عن أجساد الأربعة، وعاد الزمن كما كان.

وابتسم يحيى أخر ابتسامة في حياته، قبل أن يسقط مودعًا الحياة في حضن ريماس التي جاءت مسرعة لأخيها.

ضربت خده بهدوء تحاول أن توقظه، ودموعها كادت أن تغرق وجهها، حتى منعها بدر بقوله في حزن شديد:" لقد ضحى!  هو فقد حياته من أجلنا، لن يعود تقبلي الأمر الواقع ريماس."

ريماس و هي تدير رأسها غير مصدقة: "لا، أخي ! أستيقظ اثبت إنهم على خطأ و أستيقظ ! , أخي لا تتركني ! . " ثم صرخت بصوت هز الغابة بما فيها : " أخي!"

ربتت ريتال مواسيةً على ريماس المنهارة , و قال راشد : " علينا مغادرة الغابة الآن . "

لكن يبدو إن ريماس لم تشعر بهم فقد قالت : " لقد مات بسببي ! , أنا من أدخلته في هذه المغامرة ! . لقد مات أخي الوحيد في حظني ! . "

حاول بدر تهدئتها و قال : " لا لم يمت بسببكِ هذا يومه ! . " ريماس بصوت خافت من النحيب : " اريد الذهاب إلى البحر , مكاني أنا و يحيى المفضل . "

راشد : " لكِ ما تريدين . اسبقينا إلى سيارة يحيى , ريثما نحفر قبره . " ريماس بانهيار : " لا ليس هنا , هذا المكان منعزل ! يحيى يكره أن يكون وحيداً ! . "

بدر : " ريماس افهمينا , نحن لا نستطيع أخذه إلى المدينة . لدواعي أمنية . " ريماس : " لا , لا يمكنكم فعل هذا . "

أشار راشد لأخته ريتال , و قد فهمته . و سحبت ريماس رغماً عنها إلى السيارة و هي تنادي بصوت يقطع القلب : " أخي ! . "

عاد بدر و معه راشد بعد فترة إلى السيارة و قادَ بدر بهدوء إلى البحر . ريماس بعدما وصلوا : " أحتاج أن أكون بمفردي . "

جلست ريماس على كراسي البحر و هي تقول بانهيار : " يا بحر لِمَ لا تهدأ حتى تُجاري دموعي ؟ , يا سماء لِمَ لَمْ تمطري حداداً على مصيبتي ؟ , يا قمر أين وشاحك الأسود لتواسيني ؟ , يا عالم بسبب مغامرة أخي تركني ! . "

ريتال : " أنظري إلى الجزء المشرق من الموضوع . " ريماس بشرود : " لقد قلت أحتاج أن أكون بمفردي , لِمَ أتيتي ؟ . "

ريتال : " لا أريد أن تقتلي نفسكِ من تأنيب الضميرعلى شيء ليس لكِ دخل به . " ريماس و الدموع تتسابق على وجنتيها : " أنا من أدخلته في المغامرة و تقولين ليس لي دخل به ! . "

رفعت ريتال رأس ريماس بعدما كان منكس , و قالت بجدية : " هذا يومه , أكرر لا دخل لكِ بموته . "

ثم أكملت بابتسامة لطيفة : " عليكِ أن تكوني فخورة به . و تذكري يحيى لن يرضى أن تبكي عليه هكذا . هيا امسحي دموعكِ . " حيث قالت ريتال آخر جملة و هي تَهُمُ بمسح دموع ريماس .

راشد : " لقد تأخرتم , مَللنا في السيارة . " و وافقه بدر بإيماة .

ريتال : " اهدؤا , نحن نتأمل شروق الشمس على ساحل البحر هنا . " بدر : " نريد أن نشارككم . هيا راشد ماذا تنتظر . " راشد : " حسناً , سآتي . "

ثم ترابطت أيديهم بكل حب , و هم يشاهدون شروق اليوم الأول بعد المغامرة الأخيرة . 

                                                                     //*//*//*//*//*//*//*//*//*//

النهاية .

المغامرة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن