الفصل 18

1.3K 24 3
                                    


الفصل الثامن عشر


جلست بعد ان انهكت نفسها تماما كعادتها منذ ايام خلت لقد اصبح العمل هو كل ما تجد نفسها فيه بعد اسلوب التجاهل التام الذي يتعامل به سمير معها لقد اصبح كانه لا يراها ليس كأنه وإنما هو فعلا لا يراها اذا حدث ودخل البيت ووجدها جالسة مع والده تتجهم ملامحه وتتغير الوانه وكانه راى احد اعدائه ليلقي السلام باقصى سرعة ويختفي فلا تعلم اين يذهب ولا تتجرا حتى على السؤال او البحث عنه اصبح لا ياكل في المنزل ابدا لانه يعلم بانها هي من تعد الطعام يغسل ملابسه بنفسه بعد ان فعلتها مرة واحدة ليصرخ وكانها قد فعلت احد المحرمات واقدم على تمزيق كل الملابس التي غسلتها امام نظراتها ونظرات والده المستنكرة كل هذا دون ان يوجه لها اي كلمة او نظرة حتى ............
هذا الوجه الاخر لسمير الذي لم تكن تتخيل حتى وجوده وجه قاسي صلب لا يلين هي وحدها المسؤولة عن وجود هذا السمير الذي لا يمت لذاك الحنون بصلة ذاك الذي اغرقها بدلاله وحبه ذاك الذي كان لا يفوت مناسبة ليعبر لها عن حبه بلفتات عاشق لم تلاحظها بغبائها وتعنتها لو انها انتبهت لو انها كانت اكثر ذكاءا بقليل لربما كان كل شيء سيكون مختلفا ولكن هيهات فهاهي جالسة على اطلال اخر يوم قضته معه ذاك اليوم الذي لن تنساه ما حيت وستبقى على امل ان يعود سمير الى ذاك الذي كانه لم تعلم بان دموعها كانت تسيل بصمت لم تعلم كم كانت جلستها تلك مثيرة للشفقة كانت تشعر بالتعب بالإنهاك لم يكن تعبها من تلك الاعمال التي ترهق نفسها بها ولم يكن تعبها من حملها ولكن تعبها كل تعبها بسببه هو هو وحده !!!!!! 
(( السلام عليكم......... سلمى يا ابنتي .......اين انت )) نهضت بسرعة من مكانها وهي تغلق باب غرفتها مع سمير التي اصبحت مهجورة بعد الذي حصل فسمير اصبح يحتل غرفة صغيرة الى جانب غرفة والده وهي ببادرة عناد تركت الغرفة لتستقر في غرفة بالطابق الارضي متعللة بحملها ركضت دون ان تشعر وهي تخاف ان يكتشف احدهم ما تفعله كل يوم في هذا الوقت لا داعي للمزيد من الفضائح يكفي ....اجابت وهي تنزل على السلم بسرعة كبيرة 
:- انا هنا عمي .............اااااااااااااااه 
لتلحق كلمتها الاخيرة بصرخة وهي تكمل اخر درجتين من السلم واقعة على وجهها بينما امسكت ببطنها بكل قوتها وهي تصرخ بهستيريا ليس بسبب الالم وانما خوفا على السبب الوحيد الذي يجعل سمير يبقيها زوجة له 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عبرت بوابة الجامعة وهي تشعر بالغربة بالفراغ الكبير الذي خلفته رفل برحيلها وتركها وحدها لقد كانت الايام الماضية جحيما بالنسبة لها فعلاوة على غياب رفل فان الاستاذ محمود هو الاخر كان غائبا لم تستطع ان تراه ولو لمرة واحدة وهذا ما ضاعف شعورها بالوحدة اذ انه ورغم كونها تقاطعه منذ تلك الحادثة الا ان وجوده طالما اشعرها بالامان حتى وان لم يكلمها او حتى اهملها واتهمها نظرت الى مجموعة من الفتيات لتفاجئ بوجود ريم تلك الفتاة التي حاولت ابتزازها لم تستطع اكمال طريقها حتى ....... شعرت بانها ضعيفة مرة اخرى لقد فقدت دعم رفل واحمد وكذلك الاستاذ محمود تحركت بخطوات سريعة نحو مكتب الاستاذ محمود عليها ان تراه لا تعلم ما الذي سوف تقوله له الا انها عليها ان تراه ان تشعر بوجوده حولها طرقت الباب لتفاجئ بوجود الدكتور عابد خلفها ارتبكت قليلا ولكنها استعادت توازنها بسرعة لتحييه قائلة :- صباح الخير دكتور عابد كيف حالك ؟؟؟؟
الدكتور :- صباح الخير سهى ما الذي تفعلينه هنا ؟؟
فاجابت سهى وهي تخفض راسها لتخفي ارتباكها :- لا شيء دكتور كل ما في الامر بان الاستاذ محمود وعدني بشرح مسالة غاية في الاهمية وقد اتيت للبحث عنه 
دكتور عابد :- اذن اعتقد انه عليك ان تجدي شخصا غيره ليشرح لك تلك المسالة 
فاجابت سهى وقد تملكها الخوف :- لم ؟؟ 
دكتور عابد :- لا لشيء سوى ان الاستاذ محمود مريض للغاية وقد قدم طلبا لاجازة لاسبوعين لذا ان كنت مستعجلة على تلك المسالة فاطلبي من الاستاذ سلمان ان يساعدك لانه سيحل محله اثناء فترة اجازته 
لم تكن سهى تستمع لما يقوله الدكتور عابد لقد توقف عقلها عند كلمة مريض محمود مريض يا الهي تحركت دون ان تقول شيئا وهي تتخيل اسوأ الاحتمالات خرجت من بوابة الجامعة واتجهت الى سيارتها ستذهب اليه ستراه لن تهتم باي شيء ستراه وتطمئن عليه وليحصل ما يحصل .................
طرقات ملحة على الباب ايقظته من نومته التي حصل عليها بشق الانفس بصعوبة كبيرة تمكن من رفع نفسه عن السرير وهو يتساءل عن هوية هذا الزائر فلا احد ممكن ان يزوره بالكاد تمكن من الوقوف وهو يشعر بعظامه تئن تحت وطأة الحمى الشديدة التي اصابته لم يفلح اي شيء في جعلها تنخفض لذا فقد اخذ حبة منوم لكي يتمكن من الراحة لبضع ساعات لتضيع جهوده هباءا بسبب هذا الزائر المزعج فتح الباب ليصدم فورا برؤيت

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن