الفصل 38

1.2K 13 0
                                    


الفصل الثامن والثلاثون 

نظرت منال لرفل التي تنام معها في نفس الغرفة وهذا ما اصرت عليه هي بعد ان وافقت على المبيت معهم في الشقة الملحقة بالمطعم وكذلك اصرت ان ينام طفلها في احضانها لم تكف منال عن البكاء للحظة واحدة وهي تراها بهذا اليأس لاحتضان طفلها ونظرة الرعب الخالص تطل من عينيها عاندت النوم لساعات طويلة كانها تخاف ان اغمضت عينيها ان يقوموا باختطافه منها تحركت من مكانها لتخرج من الغرفة حالما تأكدت من نومهما معا لتشهق فورا وهي تشعر بمن يرفعها عن الارض بحركة واحدة لتجهش بالبكاء وهي تتشبث بعنقه فحملها علي برفق وهو يشدد من احتضانها وقال :- دقائق وكنت ساقتحم الغرفة لانني كنت اعلم بانك لن تتوقفي عن البكاء حبيبتي الرقيقة 
فقالت وهي تندس باحضانه حيث الامان الخالص :- حبيبي لا زلت غير مصدقة لكل ما حدث وما قيل يا الهي علي هل رايته ؟؟ انه ابن احمد ذاك الصغير ابن احمد هل رايت كيف يشبهه يا الهي لقد حرم من ابنه كل هذه السنوات وبسبب ماذا ؟؟ لا شيء لا شيء اطلاقا سوى شكوك زرعتها والدتها بافكاره وتضحية رفل من اجله رغم جرحه لها باتهامه الشنيع ذاك علي لا اصدق كيف ان القدر كان قاسيا عليهما بتلك الطريقة والان ما الذي سيحصل لقد رأيت الطريقة التي تنظر بها رفل لاحمد كأنها تكرهه 
فقال علي بنبرة غريبة :- لا تكرهه حبيبتي من يحب بتلك القوة ليضحي لن يستطيع ان يكره مهما حصل انها مجروحة مصدومة 
فالتفتت اليه لتنظر اليه لترى الالم يلون ملامح وجهه التي تحبها وتحفظها لتعلم متى يزعجه امر مدت اصبعها لتمررها على تلك العقد وقالت :- لانه شعورك انت ايضا انت مجروح من احمد رغم انك تدعي انك تجاوزت الامر الا انك لم تستطع ان تتجاوزه ابدا .... اخفض رأسه قليلا ليتيح لها ان تنظر لعينيه وقال :- حبيبتي لا احد يعلم ابدا بمكانة احمد عندي انه ليس مجرد ابن اخ لي وانا لم اكن له يوما عم انه عائلتي رائحة اخي رحمه الله انظر اليه فاراه تجسيدا لتارخي كله والدي والدتي اخي الذي كان لي كل شيء وهو يمثل كل هذا لقد حاولت الله يعلم انني حاولت ان اكون له كل شيء لقد عاملته كصديق دعمته في كل شيء لم اتخلى عنه يوما حتى عندما كان يخطئ دائما التمست له الاعذار دائما كان في المقام الاول فضلته على نفسي على قلبي عليك انت بالذات 
ابتسمت بحنان وقالت :- هل تريد ان تثير غيرتي ؟؟
فقال علي :- بل اتمنى اتمنى ان تنفعلي اتمنى ان تغضبي مني اتمنى ان تعاقبيني احيانا اشعر بانني لا استحقك لا استحق حبك الذي تغدقينه علي بلا حدود لا استحق حنانك المتدفق هذا لا استحق تفهمك الذي يفوق الحد اريدك ان تغضبي ان تصعبي علي الامر قليلا دعيني الهث لاجل مصالحتك فانت تستحقين 
اتسعت ابتسامتها لترفع نفسها على اطراف اصابعها وتقبل جبهته بقبلة طويلة جعلت جسده كله يقشعر ثم انزلت رأسها لكفه الممسكة بها باحكام لتقبلها فشعرت به يتصلب كله ويتراجع مبتعدا عنها ومشاعر جمة تتجمع على وجهه استنكار وتأثر ليقول اخيرا :- لا تفعلي ارجوك لا تفعلي هذا مرة اخرى 
اقتربت منه بعناد لتتمسك بكفه بقوة وتقول :- سافعلها مرة بعد مرة بعد مرة وساعلم اطفالي ان يفعلوها فهذه اليد هذا الجسد والقلب الذي يحتويه يستحقان منا كل التقديس كل الحب حبيبي كف عن نكران الذات هذا كف عن لوم نفسك لاشياء لم تكن تستطيع تغييرها ابدا كف عن تحميل نفسك مسؤولية كل اخطاءنا توقف حبيبي ارجوك من اجلي 
شعرت به يرتجف فاقتربت منه قلقة وهي تقول :- اعتني بنفسك لاجلي لاجل فرح التي لا اراها طفلة صغيرة الا امامك من اجل حمادة الذي يشعر بوجودك وبدعمك بانه رجل البيت من اجل نور التي تفقد كل اتزانها المعهود بنظرة حنونة من عينيك 
ابتسم وقال :- الا نور انها تتنمر علي طوال الوقت 
فاكملت قائلة :- من اجل سارة التي تفعل كل ما تفعل املا في ان تلاحظها املا في ان تكون لها كما تكون لفرح ونور من اجل احمد الذي لا يستطيع ان يفعل اي شيء بعيدا عنك الذي فعل كل ما فعل لاجل ان ينال رضاك الذي لا يطيق العيش بعيدا عنك كطفل متعلق بامه بعد الفطام والاهم ...... اقتربت لتنام على صدره واكملت قائلة :- من اجلي انا انا التي لم اخلق الا لاكون لك من اجلنا كلنا علي ارجووووك لا تحمل نفسك فوق طاقتها حبيبي ادخلني هنا واشارت لصدره ادخلني دعني اتحمل معك بعضا من همومك دعني اشاركك بما يؤلمك كما تفعل كل شيء لتشاركني لا بل تستاثر بكل همومي لك بانانية فانا تعلمت منك تلميذتك انا استطيع التحمل استطيع ابتكار الحلول استطيع مساندتك على الاقل باهتمام زائد يجلي عنك بعض الهموم فقط ادخلني 
فقال لها وقد شعر بان دموعا تحرق عينيه دموعا من التأثر الكبير الذي حصل له اليوم لاول مرة في حياته يشعر بحاجة لان يسقط الدموع فما حصل اليوم كثير عليه :- حبيبتي انت هنا ....ضغط رأسها على صدره واكمل قائلا :- مدللتي طفلتي التي لن ادعها تكبر لن ادعها تشيخ بسبب الهموم ساحمل عنك واحمل عنك الى ان اصبح كهلا عجوزا عند ذلك قد افكر بالاستعانة بك 
فصاحت باستنكار وهي تحاول التخلص من يد

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن