الفصل 36

1K 10 2
                                    


الفصل السادس والثلاثون

دخلت مكتبها مبكرا قبل الجميع كان المكتب خاليا ولكنها لم تهتم فهي قد اعتادت ان تبدأ في عملها قبل الجميع تستغل الهدوء الذي يتيحه جو المكتب الخالي ............كانت قد اعدت خطة عمل لكل المشاريع المتوقفة باشرت بتعديلها حسب المعطيات الجديدة وبدأت بالعمل واندمجت فيه لدرجة لم تلاحظ فيها الموظفين الذين بدءوا بالتوافد وتلك النظرات التي تركزت عليها كأنها كائن غريب لساعات.لم تتحرك من مكتبها وهي تكتشف نقاط الضعف في عمل المؤسسة تصنف المشاكل تقترح حلولا للاستفادة من كل الفرص المتوفرة لم تكن تعلم بان هناك من يراقبها بشغف وهو يفكر بتسمية ملائمة لهذه المرأة الخارقة يبحث عن خطأ عن شيء ليستغله في استدعاءها تعنيفها ربما ليرى تلك النظرة الشرسة التي اسرته بسحرها ضيق عينيه وهو ير ارتباكها وتغير ملامحها تجهمت ملامحه وانطلق راكضا ما ان رآها تسقط على الارض فاقدة الوعي والموظفين يتجمعون حولها لم يعلم بانه كان يركض فعليا لم يهتم للنظرات المستهجنة والمستغربة لم يهتم لاي شيء سوى ان يصل اليها وكان كذلك رأى الهاتف المرمي بالقرب منها رفعه لاذنه ليستمع لسبب انهيارها حملها بسرعة بعد ان فشلت محاولات الموظفات بجعلها تستعيد وعيها وخرج بذات السرعة ليدخلها السيارة وكأنه يملك كل الحقوق عليها ولكنه لا يستطيع السماح لاي كان ان يكون بقربها وهي بهذه الحالة رفع هاتفه ليتصل برائد فهو الوحيد الذي يعرف كل شيء عنها اخبره بكل شيء ليسمح صرخات الاستنكار من رائد وهو يخبره بانه سيسبقهم لذاك المشفى الذي اتصل بهم قاد السيارة بسرعة وهو يسترق النظرات لوجهها الشاحب شحوب الاموات لا شيء يدل على انها على قيد الحياة سوى ذاك النشيج الخافت الذي يخرج مع انفاسها كصوت خروج الروح جعل قلبه يتوجع لاجلها وصل للمشفى بنفس اللحظة التي وصل بها رائد برفقة ذلك الرجل الكبير الذي خمن بانه والدها بسبب ملامحه المتوترة وتلك الدموع التي ترقرقت بعينيه ليقترب كلاهما وهما يسالان عنها اشار اليها فاقترب رائد منها وبحركة واحدة حملها ليخرجها من السيارة....................... شعور وحشي ذاك الذي تملكه وهو يرى رائد يحملها بتلك الالفة لا لايحق له لا احد يحق له ان يقترب منها بهذه الطريقة نفض تلك الافكار من رأسه وهو يتبع رائد الذي كان يركض ليدخلها للمشفى وهو يصرخ بالجميع ومن شدة توتره كان يكلمهم بالعربية ثم يعود ليتكلم بالانكليزية تحرك عماد ليتولى الامر من رائد المتوتر وهو يسأل عن غرفة الصغير ابنها بينما رائد كان يرافق رفل التي وضعوها على النقالة وادخلوها لغرفة الفحص توجه عماد الى تلك الغرفة وهو يتوعد بان لا يخرج من هذا المشفى ما لم يعرف قصتها كاملة 

انهيار عصبي هذا هو تشخيص الطبيب لحالة رفل ....... شعر رائد بانه يكاد ينفجر تلك العنيدة دخل الى الغرفة بعد ان سمح له والدها بالدخول وهو يراها شاخصة البصر تنظر للفراغ بعينين متسعتين بشكل مرعب وهي هامدة شاحبة كما الاموات لقد اخبره الطبيب بانها بحاجة لان تعبر عن المها باي وسيلة صراخ بكاء اي شيء لا يعلم ذاك الطبيب بان تلك العنيدة الوفية لم تذرف دمعة واحدة طيلة سبع سنوات خلت على الاقل امام ايا منهم لم ير يوما دموعها رغم كل شيء كل ذاك الالم والوجع كل ذاك القهر والكسر لم تذرف ولو دمعة واحدة لانها وعدت ذاك الذي لا يرغب بذكر اسمه حتى اقترب منها ليجلس على الكرسي القريب منها قائلا :- رفل اقسم ان امير بخير لقد كنت عنده قبل قليل الامر لم يتعدى بضعة جروح سطحية 
لم ير اي تجاوب منها فقال مؤكدا :- رفل صدقيني عزيزتي هل كنت ساكون بهذا الهدوء ان حصل له اي شيء فهو ابني بقدر ما هو ابنك
صمت قليلا ليكمل :- حسنا تعالي معي لتريه لان الطبيب يقوم بفحصه حاليا 

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن