الفصل 39

1.1K 14 1
                                    

الفصل التاسع والثلاثون 

لم يستطع التحرك من مكانه صوت صراخها اليائس ذاك الذي سمعه جمد اطرافه فلم يعد يشعر بشيء ولكن مع الصرخة الثانية شعر بان الغضب الشديد والخوف عليها جعل الدماء تضخ بقوة في شرايينه ليتحرك بسرعة اقرب للخيال كسرعة الرجال الاليين وهو ينطلق باتجاه البيت محطما الباب الامامي بركلات متلاحقة لم يكن يفكر .....عقله توقف عن العمل منذ ان سمع صوتها المرتجف وبعدها صوت صراخها ذاك ...........لم يعد يفكر باي شيء سوى ان يراها ان يراها سالمة غاضبة حانقة 
لم يأبه للجرح الذي اصاب يده لم يأبه لدمائه التي لطخت قميصه الابيض لم يأبه لقدمه التي كادت تتحطم من قوة ضرباته للباب الامامي المحكم لا شيء يهم سواها هي 
ركض في ارجاء البيت الفارغ يبحث عنها عن اثر لها اي اثر الى ان سمع تلك الضحكة القميئة التي شقت السكون وصوت توسلها الذي ادمى قلبه ليركض بكل ما تبقى منه من طاقة استنزفت ليراها هناك متشبثة ببقايا ثوبها الممزق ترتجف كأنها ورقة جافة شعرها الذي يعشق مشعث بفوضى عارمة وجانب فمها نازف ولكنها لم تره لم تنظر باتجاهه حتى كانت تنظر باثر ذلك الخيال الهارب الذي لحقه اسامة باقصى سرعته لحق بخطواته كأسد يتبع فريسة يشم رائحتها بدقة بينما كان ذلك الهارب الذي لم ينل شيئا من هذا الهجوم على القصر الخالي كما قيل له فقبل ان يتسنى له البحث عن اي شيء ليسرقه رآها هناك كحورية خائفة ملتحفة بشعرها الطويل تكلم احدا ما على الهاتف شغلته عن مهامه كلها فليذهب كل شيء للجحيم مقابل هذه الفاتنة التي تنظر اليه بعينين متسعتين بخوف بحركة سريعة قام بسحبها من مخبأها بعد ان رمى الهاتف على الارض لتتناثر قطعه متحطمة وتصرخ به تلك الجميلة المتوحشة تصرخ باعلى صوته مما اضطره لصفعها بقوة وهو يقترب منها رأى امارات الرعب ترتسم على وجهها فاقترب منها اكثر لتظهر تلك الشراسة اللذيذة التي الهبت اعصابه وهي تدفعه بعيدا عنها تحاول الفرار منه دون اي نجاح يذكر لقد كانت تلك هي الجائزة التي يبتغيها فاي جوهرة واي مال اثمن من هذه التي امامه اقترب اكثر وبحركة واحدة امسك بثوبها الرقيق ذاك ومزقه لتتشبث هي به بكل عناد وتكف عن مقاومته ملتهية بستر نفسها من عينيه الجائعتين ليسمع عندها صوت التحطم ذاك فيلعن ويسب ذاك الذي اكد له ان البيت خال هذا اليوم وينطلق باقصى سرعة هربا من القادم ايا كان فهو لا يريد ان يتورط بمصيبة رغم انه اوشك فعلا على ذلك المفترض ان يكون الامر اسهل بذلك بكثير مجرد بيت خال لاناس فاحشي الثراء كان يفترض بالامر ان يكون سريعا امنا 
:- الى اين تظن نفسك ذاهبا ؟؟؟
طنت هذه الكلمات الغاضبة باذنيه مع تلك القوة التي سحبته للخلف ليقع فورا 
لقد كان يلهث يلهث وهو يلحق بذاك الهارب ذاك الذي تجرأ على حبيبته لن يتركه سيكسر يديه رجليه سيفقأ عينيه اللتان تجرأتا ونظرتا اليها جره بكل ما يملك من قوة متبقية لديه لينهال عليه فورا باللكمات والركلات لم يترك له اي مجال للرد غضبه هو الذي تحكم به بعيدا عن كل القوانين الطبيعية لا يشعر بشيء سوى بغضبه الشديد لم يكن يرى امامه لم ير بان وجهه قد اصبح مهشما تقريبا لم يشعر بسكون جسد ذلك الرجل منذ زمن لم يشعر بشيء ابدا الى ان سمع صوتها الهامس المرتجف :- اتركه اسامة اتركه سيموت 
عندها فقط فتح عينيه ليرى ما صنعت يداه كان ذاك الرجل قد اصبح اشبه بجثة هامدة تراجع للوراء تاركا الرجل هناك غارقا بدماءه ليعود اليها رآها وهي تنظر اليه بعيون زائغة لا تكاد ترى تشهق وتختنق بشهقاتها وهي تلف حولها شيئا ما ليستر جسدها الذي عراه ذاك الخسيس اقترب منها بسرعة ليسحبها لاحضانه بقوة دافنا اياها بصدره بجانب قلبه الذي كان يدوي بعنف وهي هي تشبثت به بقوة وهي تدفع بجسدها المرتجف ذاك بين ذراعيه حيث الامان نعم انه امانها لا تعلم كم مر من الزمن وهي بين ذراعيه هكذا الى ان ابعدها هو بحركة بسيطة لينظر الى وجهها كان غاضبا لا الغضب كان كلمة قليلة لما يمر به بهذا الوقت فقال بصوت اراده هادئا ليخرج محملا بشرارات النار المحتدمة بداخله :- هل اذاك ؟؟؟ تكلمي سارة هل اذاك اخبريني 
علمت المغزى من سؤاله لتخفض رأسها خجلا وخزيا من ذاك الموقف الذي رآها فيه لم تستطع ان ترد عليه صوتها كان معطلا كبقية حواسها كلها لتتمكن اخيرا من الرد عليه بايماءة من رأسها فتنهد اسامة وهو يزفر هواءا حارا حارقا ليستعيد شيئا من سيطرته على نفسه فقال وهو يتطلع حوله :- سارة اسرعي غيري ثيابك هيا بسرعة عليك الخروج من هنا حالا 
فتطلعت اليه ولا زالت الصدمة تخدر حواسها كلها وقالت :- ماذا ؟؟
فرد اسامة باكبر قدر من الهدوء ممكن ان يحصل عليه في تلك اللحظات :- سارة يجب ان تغادري حالا قبل ان تأتي الشرطة لا اريد ان يدخل اسمك في التحقيق اريد ان يعلم الجميع بان المنزل كان خاليا هناك مؤامرة في الامر هيا تحركي 
تحركت سارة بخطى ميتة لتتوقف بعد ان احست بانها لا تزال ممسكة بيده التفتت اليه لتجده ينظر اليها بطريقة لم تستطع تفسيرها فقالت وهي تشعر بالخوف بال

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن