الفصل 37

953 17 1
                                    


الفصل السابع والثلاثون

:- توقف حمادة يكفي هذا 
صرخت منال بحمادة الذي كان يركض بين الطاولات مستغلا خلو مطعم احمد من الرواد في هذا اليوم المثلج والذي اغلقت فيه العديد من الطرقات بسبب تراكم الثلوج 
فقال حمادة وهو يبرطم فمه بطريقة لذيذة :- ماما انها فرح انها لا تتوقف عن اصدار الاوامر للجميع 
فصاحت منال بملل :- فررررررررررررررررررررح تعالي هنا حالا 
لتأتي فرح وهي متمسكة بيدي احمد الذي لا يمل من تدليلها وافسادها على اخوتها 
فقالت منال بتأنيب :- فرح اعتذري حالا من اخيك واوقفي كل سخافاتك لكي نحظى بيوم واحد دون شجاراتكم التي لا تنتهي 
فقالت فرح بعناد وهي تتشبث بكف احمد الذي غمزها بعينيه :- ولكنني لم افعل له اي شيء انه احمد لقد عينني مديرة للمطعم هذا اليوم وانا اقوم بواجبي فقط 
لم تستطع منال السيطرة على ضحكتها التي جلجلت بسبب هذه الشعلة الصغيرة المسماة فرح ليشاركها الضحك كل من احمد وعلي الذي سمع ما قالته تلك الشقية 
فقالت منال ببواقي ضحكها :- وهل يقتضي واجبك بان تذلي اخيك وتسخري منه ؟؟
فاجابتها فرح :- ماما ان ولدك المدلل هذا هو الذي لا يلتزم باي مهمة اوكلها له انه مجرد كسول 
فقالت منال بحزم :- يكفي فرح توقفي حالا واعتذري من اخاك فورا 
لم تكد منال تكمل كلامها لتدخل نور راكضة وهي تنادي على احمد :- عمو عمو هناك من يسأل عنك 
فنظر احمد نحوها بتساؤل ليراه هناك واقفا بالقرب من الباب كز احمد على اسنانه وصار وجهه اسودا من الغض

ب وهو يطبق على كفه بقوة حتى كاد ان يحطمها من هول ما يشعر به من غضب ومشاعر اخرى مختلطة لا يستطيع تفسيرها وهو يراه ينظر اليه بعينيه البريئتين اراد ان يتقدم نحوه ليفعل اي شيء ولكنه كان مثبتا في مكانه بفعل علي الذي كان يمسك بكتفه بقوة ليهمس في اذنه :- هل هذا هو ابنها ؟؟؟
لم يستطع احمد الجواب واكتفى بهزة من رأسه ليقول له علي :- كما اتفقنا احمد دع الامر لي 
فتراجع احمد مبتعدا ليقترب علي من الصغير وهو يشعر بشكوكه توشك ان تصبح يقينا هذا الطفل هذا الصغير بتلك النظرة انه يشبه يشبه ...................
فاشار له بان يقترب فاقترب امير بوجل وهو يشعر بالضيق لكل الانظار التي تركزت عليه اقترب حتى اصبح قريبا من فرح لتقول منال فجاة :- يا الهي علي انظر لهذا الولد انه يشبه فرح تماما 
نقل علي نظره بين فرح وامير ليتبين صدق كلام منال لا انه لا يشبه فرح فقط بل يشبه احمد بل هو نسخة مصغرة منه نسخة من الماضي ظهرت امامه شعاع مضيء بالامل ارتسم امام عيني علي متمثلا بذاك الصغير فجثا على ركبتيه ليصل لطوله وقال :- مرحبا 
فاجابه امير بثقة رغم اهتزاز الخوف الذي في عينيه :- مرحبا 
فقال علي :- ما اسمك يا صغير ؟؟؟
فاجابه امير :- امير اسمي امير 
فقال علي بحزم :- اسمك الكامل يا ولد 
فاجابه امير بوجه غاضب وهو يتراجع للخلف :- ولم تريد معرفة اسمي انا جئت لاجل صديقي جئت لكي اشكره وعلي المغادرة في الحال 
فقال علي :- ان صديقك ذاك ابن اخي وانا احب ان اعرف كل شيء عن اصدقاءه 
فقال امير بعد تفكير :- نعم معك حق لان امي ايضا تقول كذلك وهي تعرف كل شيء عن اصدقائي 
فقال علي :- اذا اسمك الكامل 
امير :- انا امير ....................امير احمد السالم 
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............................
انتفضت رفل وهي تصرخ باسم امير لتقفز فورا من فراشها لقد كانت دقائق تلك التي نامتها عندما علمت بتعطيل الدوام هذا اليوم بسبب الثلوج ولكن شيئا ما ..... قلق عظيم ذاك الذي تملكها وخوف على صغيرها ركضت لغرفته وهي تتخبط تشعر بقدميها لا تحملانها دخلت لغرفته لتجدها كما هي انطلقت تبحث بباقي الغرف عن امير وهي تنظر للساعة التي تجاوزت السادسة كيف نامت كل هذا الوقت ؟؟؟؟ ولم لم يوقظها احدهم ؟؟؟ اين والدها ؟؟؟ تعاظم خوفها وهي تتاكد من خلو المنزل تماما حملت الهاتف بيد مرتجفة وهي تتصل برائد لم يجبها في المرة الاولى لتحاول مرة اخرى وارتجافها يتزايد وهي تلهج بالدعاء ليأتيها صوت رائد المثقل بالهم لتبادر هي فورا بسؤالها المتوتر :- رائد اين امير اين ابني ؟؟
هل هو معك ؟؟؟
فقال رائد بصوت متخاذل مثقل بالشعور بالذنب :- رفل ان امير ... وصمت لا يدري بم يجيب 
فصرخت به بهستيريا :- ما به امير رائد تكلم ما به ؟؟؟
فقال رائد :- اهدئي رفل ارجوك لقد تأخرت عليه بضعة دقائق فقط بسبب الثلوج التي اغلقت الطرق وعندما وصلت وجدت المدرسة خالية ولم اجد احدا هناك بحثت في كل مكان عدت للمنزل لانني تصورت ان يكون احدا ما انت او العم ياسين قد اخذه ولكنني لم اجده وها انا وبعض من اصدقائي نحاول البحث عنه لا تقلقي لا بد انه في مكان قريب سنجده اقسم لك بانني لن اعود الا وهو معي 
فصرخت به رفل :- لقد اخذه انه احمد يا رائد لقد هددني بذلك رائد ابني .. انت السبب اريد ابني .. لقد وثقت بك .. انت وعدتني ... 
كان كلامها متقطعا بسبب صراخها ونشيجها الذي يقطع القلب والغريب انها كانت تنشج وتصرخ دون ان تسقط دمعة واحدة تخفف قليلا من تلك النار المتقدة في داخلها 
فصرخ بها رائد :- رفل اهدئي اقسم لك بانني ساقلب الارض واتيك به اهدئي الان سوف اتصل بالعم ياسين ليعود اليك اهدئي ارجوك رفل لقد وعدتك 
ولكنها اغلقت السماعة فورا وركضت لغرفتها ارتدت ملابسها على عجالة وهي تهرول راكضة خارجة من المنزل استقلت سيارتها وهي تتخبط لا تدري اين تذهب اين تبحث عنه فكرت بمكانهما الخاص انطلقت لهناك بسرعة دون ان تنتبه للطريق الزلق بسبب الجليد لا شيء سوى صورة احمد الغاضب وهو يتوعدها بالانتقام سيؤذيه سيؤذي صغيرها وهي السبب نعم هي السبب لو انها اخبرته لن تسامح نفسها ان حصل له اي مكروه لم تستطع الوصول لتلك الحدائق لان الطريق كان مسدودا فاستدارت بالسيارة بسرعة كادت ان تفقد معها السيطرة على السيارة ولكنها لم تهتم لا شيء يهمها سوى ان تعثر على صغيرها 
بينما رائد كان يشعر بالالم بالغضب بالخوف بل بالرعب من ان يكون كلام رفل صحيح اتصل ببعض اصدقائه في لندن ليسأل عن احمد فاخبره احدهم بانه قد افتتح مطعما ولحسن الحظ كان يعرف العنوان لانه من مطاعم الدرجة الاولى وممن يقدم طعاما عربيا وهو دائم التردد اليه اضطر رائد لتحمل ثرث

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن