الفصل 22

1.3K 24 1
                                    


الفصل الثاني والعشرون 

(( احمممممممممممد))
صرخت باعلى قوتها وهي تشاهد جسده القوي ذاك الذي كان منذ ساعات يغمرها بدفئه وقوته يتهادى امامها بلا حول ولا قوة وكأنه وكأنه قد فارق الحياة صعقتها تلك الفكرة لتشعر بنفسها تنهار امامه دون ان تستطيع ايقاف صرخاتها المرتاعة ولا انتفاضاتها 
ليهدر رائد بصوته الفخم ذاك :- توقفي توقفي عن النحيب بحق الله وساعديني هيا ساعديني لنأخذه لسيارتي استعادت رفل بعضا من انتباهها لتنظر لذلك المشرف عليها كالجبل وهو ينظر اليها بتلك النظرة الحازمة وتهز رأسها موافقة اسنده رائد على جسده وقال موجها كلامه لها :- خذي المفاتيح وافتحي السيارة حالا 
اخذت المفاتيح منه وركضت باتجاه السيارة لتفتح الباب ادخله رائد للمقعد الخلفي لتجلس رفل بالقرب منه قريبا منه للغايه لم تستطع ان تسيطر على مشاعرها رفعت يدها لتتلمس وجهه تلك الكدمة الزرقاء على جبينه صعقتها برودته الشديدة ذاك الجسد الدافيء اصبح كقطعة جليد انتقلت برودته اليها بكل سهولة لترتجف بقوة وهي لا تعلم السبب الحقيقي لارتجافها ولكنها شعرت في تلك اللحظة بانهما كيان واحد بانها تشعر بآلامه كلها ترتعش وتنتفض بالتزامن مع ارتعاداته امسكت بيديه اللتان كانتا كقطعة من الثلج لتضعهما في حجرها وهي تفركهما بكل قوة لتبثه بعضا من الدفء بينما عيناها لم تتوقفا لدقيقة عن ذرف الدموع لم تستطع حتى ان تتخيل ان يصيبه مكروه ان يغادر حياتها بعد ان فرض نفسه عليها بكل كبرياء عادت لذاكرتها لحظة فقدها لامير عندما علمت بالخبر نظرت لوجهه لقد كان معها اسندها لم يفارقها حتى اوصلها للمشفى ركزت النظر اكثر لتظهر صورته مشوشة صورته وهو يحتضنها يهدهدها وهي منهارة هل حصل هذا حقا ام انه من وحي خيالها الذي كان في هذه اللحظة مريضا للغاية ...............
صقيع جمد اطرافه احكم السيطرة عليها بكل قسوة حتى انفاسه كانت تشق حلقه كلما اخذها لقد كانت تلك هي النهاية ايقن هذا ولكنه لم يستطع الاستسلام ليس قبل ان يطمئن عليها ولكن الامر لم يكن بيده حينها....... الظلام احكم قبضته لينافس تلك البرودة بينما شعر بجسده كله يئن تحت وطأة اصابته استسلم لذاك الظلام استسلم بعد ان سمع صوتها استسلم وهو يشعر بان القدر قاس عليه قاس للغاية .. 
دفء غريب .. رائحة عطرة يعرفها ويميزها من بين الف كانت تحيط به لقد كان يحلم كان موقنا من الامر ولكن لا ليس من الممكن تلك الانفاس المنعشة التي تمر عبر خلاياه يعرفها فقد سبق وامتلكها عنوة هل هو في الجنة لا اكيد لا فهو يكاد يجزم انه من اهل النار تلك اللمسات الرقيقة تلك الهمهمات تلك السكنات التي يحفظها عن ظهر قلب ذاك الدفء الذي احتضن كفيه بكل رقة حاول فتح عينيه حاول ولكنه شعر بالرعب من فكرة ان يرى ذاك الظلام والصقيع يحيطان به حرك اصابعة ليمسك يديها فذاك اضعف الايمان قبض على اصابعها بكل ما يملك من قوة حتى ولو كان حلما فهو لن يفلتها ابدا
انتفضت رفل بقوة وهي تشعر بأصابعه تحتكم قبضتها لتصرخ فورا :- احمد احمد افتح عينيك ارجوك افتح عينيك 
استجاب لذاك الامر وكأن عينيه بانتظار امرها ذاك فنظر اليها نظرة كشفت عن مكنونات قلبه كلها لتنفجر دموعها وهي تشدد من قربها اليه وتقول :- هل انت بخير ارجوك اجبني 
اراد ان يجيب وهو يشعر بعودة وعيه اليه ليسمع ذلك الصوت الذي اثار كل غرائزه وحميته :- لا تقلقي لقد كدنا نصل الى المشفى 
رفع نفسه بصعوبة شديدة ليرى المكان الذي هو فيه لم يستطع التعرف على السيارة فهدر فورا بكل ما يملك من قوة :- اوقف السيارة 
لم ينفذ رائد الامر ليعيده احمد بصوت اعلى وهو ينظر الى رفل التي انزوت بعيدا عنه :- اوقف السيارة حالا استجاب رائد له هذه المرة لينظر احمد اليه وهو يحاول التخلص من الدوار الذي استحكم عليه ويقول :- من انت ؟؟ اجاب رائد دون ان يستطيع ان يشيح نظره عن تلك التي ملكت كل حواسه طوال الساعة الماضية :- انا لا احد لقد رايت السيدة في ساعة متاخرة من الليل ولم استطع تجاهل الامر نظر احمد الى رفل شزرا وهو يشتم ويقول :- الم اخبرك بان لا تخرجي من المنزل كيف استطعت فعل ذلك ؟؟ لم تجب رفل بل انكمشت على نفسها اكثر ليجيب رائد وهو ينظر اليه :- اهدأ قليلا ودعني اخذكم الى المشفى لانك تبدو متعبا للغاية اعاد احمد بصره اليه وهو يقول :- انا اشكرك حقا ولكنني لن اذهب للمشفى سننزل هنا ونعود للبيت ونظر الى رفل لتنفذ الامر وهي تحاول فتح الباب الذي اغلقه رائد فورا لانه غير مستعد لان يفقد اثرها لا ليس الان فنظر نحو احمد التي كانت عيناه تشتعلان وقال :- اسمع الساعة الان تجاوزت الخامسة صباحا وانت تبدو متعبا للغاية لن تجد اي تاكسي في هذه الساعة ان لم ترد ان اوصلكما للمشفى فانا مستعد لايصالكم لمنزلكم اراد احمد ان يرفض طلب هذا اللزج الا ان تلك اللمسة التي حطت على ذراعه ليحترق تحتها بكل قسوة التفت اليها ليراها غارقة في الدموع لتقول :- من فضلك احمد لا تكن عنيدا دعه يوصلنا للمشفى او البيت حتى 
لتشهق فورا ببقايا دموعها شعر بقلبه يتمزق لم

رواية لأجل حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن