الفصل السابع: "شك.. و بعض المشاعر الآخري"

610 40 12
                                    


*الموسيقي الي ممكن تسمعوها مع الفصل السابع: https://soundcloud.com/nafis-sheikh/clockwork*

"رنا؟"

اتّسعت هي عينيها من المفاجأة .. لقد نادوها ب اسم "رنا" أكثر من مرّة حتّي سمعهم زياد..!! .. و حين كان يوقظها .. هل ناداها زياد باسمها الحقيقي؟! .. يا إلهي!

هز رأسه بعدم فهم .. يريد تفسيراً .. أمّا هي .. فانعقدت الكلمات علي لسانها و لم تخرج ابداً .. و قلبها يخفق أسرع بجنون!

ارتعشت قدميها حين رأت نظرة الشك في عينه، لم تتحمّل الوقوف، فعادت خطوة للخلف حتّي اتستندت علي الباب بظهرها .. فأعاد هو سؤاله:

"هم لما كانوا بيكلموكي .. قالوا رنا صح؟ .. و لما قالولي انده رنا .. قصدوكي انتِ؟"

ابتلعت رنا غُصّةً في حلقها بصعوبة .. و شردت بعقلها .. تحاول البحث عن إجابة .. لكن الأمر كان أسهل من أي شيء .. ما عليها فقط أن تهز رأسها نفياً .. و تنكر كل شيء!

ضحكت و قلبها يهتزّ فزعاً قائلة:

"بيتلخبطو بيني و بين اختي ..عادي!"

اقترب منها خطوتين و ضيّق حاجبيه .. فاكتشفت أن صوتها كان خفيضاً للغاية .. كالهمس .. فأعادت ما قالت بصوتٍ مسموع .. و أضافت:

"عادي أنا مبحبش اكسفهم ..مندهونيش بإسم حد غريب يعني!"

صمتت قليلاً تراقب ردّة فعله .. لكن لم يظهر الإقتناع علي ملامحه، فسألته:

"بتسأل ليه؟"

لم يرد عليها .. فقط تحرّك إلي حقيبته، و أخرج هاتفه يتفحّصه .. ليجد أن الشحن إنقطع .. فسأل الفتاة عن شاحن .. تحّركت هي ببطئ و كأنها تشعر بما يكبل قدميها .. التوتر .. أحضرت الشاحن و أخذت هاتفه تشحنه له .. بعدها ساد الصمت و هي تقف بجانبه .. ظلّت خائفة من أن يكون الشك مازال موجوداً .. ففكرت في شيء سريع لتجعله يثق بكلامها .. حتي وجدته ..!

"ممكن تيجي ثانية؟ هوّريك حاجة .."

نظر لها بغير فهم .. فتحرك أمامه حتي وصلت أمام غرفة ما .. تبعها بغير فهم .. حتي أصبح في الغرفة معها .. نظر مكوّناتها .. دولاب صغير .. تسريحة .. و سريرين!

أشارت له علي السريرين و قالت:

"الي أقرب للباب ده سريري .. و التاني سرير رنا .."

فهم ما ترمي إليه .. هي أحضرت له دليل كي لا يشك بها .. نظر إليها ليجد ملامح الحزن بادية علي وجهها .. أراد أن يعتذر و يخبرها بأن شكّه فيها ليس بيده .. فهو لا يثق بأحد بسهولة! .. بينما هي دارت أفكارها حول نقطة واحدة .. و هي .. أنها تريد نيل ثقة زياد ب أي طريقة كانت!

أيقن زياد أنه أخطأ بحقّها حين إتّهمها للمرّة الثانية .. حتي ولو كانت هذه المرّة بمجرّد الشك .. فهو يدرك كمّ المعاناة التي تكون لأي شخص بحياته مريض مرض خطير كهذا .. فربما تلقائيتها و برائتها هم فقط طريقة لتخرج بها من دوّامة مرض اختها .. من يعلم! .. ابتسم بحزن شارداً بعينه بعيداً عنها .. متذكراً بعضً من معاناته القديمة .. مرض أمه و حرمانه منها للأبد .. تنحنحت هي بحزن و مسحت دمعة فرّت الي وجنتها بمكر و قالت باباتسامة تداري ما تشعر به:

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن