الفصل الرابع: " اسمح لي أن أعطلك قليلاً! "

649 49 1
                                    

صباح اليوم التالي .. استيقظ ياسر علي صوت هاتفه .. في يده و علي صدره، فقام مفزوعاً من صوته العالي ليجد نفسه مازال علي سرير زياد! .. لا وقت للتفكير في كيفيّة حدوث هذا، فتح المُكالمة و أجاب بصوت أجش ظهر فيه النعاس:

"ألو ..؟"

"انا برة و عمالة أخبط محدش بيفتح .. و الجرس شكله بايظ"

"مين معايا؟"

قالها بغرابة رداً علي الصوت الأنثوي المتحدث بعفوية، و نهض لوضع الجلوس متناولاً نظارته الطبية من الكومود بجانبه .. ليسمع صوتها ضاحكاً:

"أنا يارا، قوم فوق من النوم و افتح الباب!"

"يارا مين أنا مش متجوز"

"ييييه!"

قالتها الفتاة ضاحكة و أغلقت الخط ، لتعطيه فرصة لأن يستيقظ .. فهي تعلم أنها اتت مبكراً قليلاً عن موعدها!

نظرت حولها علي الشارع الهاديء .. و أصابها الملل من دقائق الإنتظار .. أطالت النظر علي سور الفناء القصير و الباب الخشبي الذي تقف هي أمامه .. و جائتها الفكرة!

خلعت حقيبتها ظهرها الأنيقة الصغيرة و قذفتها بالداخل، نظرت حولها مرّة اخري تتأكد من خلو المكان ... وضعت كلتها أيديها علي السور، رفعت ساقها اليمني لتتخطاه، و ما أن استقرّت قدمها اليمني داخل فناء منزل زياد، رفعت الأخري تلحق بها .. حتي أصبحت تقف بكامل هيئتها بالداخل!

_______

سمع ياسر صوت رنّ جرس الباب، فقال في نفسه:

"الجرس شغال اهه اُمال فيه ايه بقي .. حاضر هفتح "

قال آخر كلمة رافعاً صوته قليلاً لتسمع من بالخارج، جفف وجهه المبلل ثم اتجه للباب، فتحه و هو يشير للساعة في معصمه و بدأ في القول:

"الساعة لسه ..."

و قبل أن يُكمل جملته .. لم يجد أحداً يقف علي الباب!

"هي راحت فين!"

خرج و ظل ينظر و يبحث عنها بعينه فلم يجدها .. فدخل و قرر أن يوقظ زياد حتي تأتي مجدداً ..

_______

إقتربت خطواتها بحذر لجانب المنزل،من الواضح أن هُناك حديقة خلفية .. اقتربت أكثر ... حتي ظهر لها المنزل من الجهة الاأُخري .. و كائن يجلس علي العشب ..لا هذا .. زياد!!

اختبأت قليلاً ممسكة بجدار المنزل الخشن .. و أمعنت النظر .. ليخفق قلبها بحنان حين رأته مستلقياً علي ظهره علي العُشب الأخضر القصير، واضعاً كلتا كفّيه خلف رأسه يتوسدهما .. مقطباً جبينه من تعامد الشمس عليه .. ملامحه هادئة وسيمة .. قمحي البشرة مع أنه يبدو شاحب معظم الوقت في صوره .. حاجبيه كثيفان ك رموش عينيه .. شفتيه يرتعشان و كأنه يحلم بشيء يثير توتره .. حين تأكدت من أنه نائم تماماً، خلعت حذائها الطويل حتي الركبتين لتنكشف ساقيها و ما عليهم من شراب خفيف ببعض النقوش، و كأنها نقشت علي ساقيها و ليس علي القماش الشفاف .. اقتربت ب حذر شديد حتي أصبح أمامها مباشرةً .. جلست علي ركبتيها ولم تعبئ بخدش العشب للطبقة الخفيفة علي ركبتيها و ساقيها الناعمتين .. رفعت يدها ببطء .. قرّبت إصبعها السبابة من وجهه .. أصبح قريباً جداً .. حتي لمس شفتيه .. احمرّت وجنتيها و هي تتأمل ملامح وجهه الوسيم .. مازالت شفتيه يرتعشان .. انحنت بوجهها للأسفل ، حتي باتت عينيها أمام عينيه بالظبط .. أنفها يُداعب أنفه .. و شفتيها ... تتوسدتان شفتيه!

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن