نظرت لعزمي الذي يسير ببطئ بجانب ياسر، و الذي من الممكن أن يلتفت بمجرّد أن ينادي الحارس عليه .. و فكّرت في أي طريقة لمنع حدوث هذا!
أرهفت سمعها لداخل القاعة لتسمع صوت منسّق القاعة يخبر الجميع بالتوجّه للبوفيه، فتذكّرت موقفها مع ياسر و ضحكت بداخلها بخجل .. و فجأة أتتها فكرة!"أنا عايزة أروح البوفيه .. انت مش جعان؟"
نظر لها الحارس بغير تركيز، فكان عقله مصوّباً تركيزه إلي عزمي و ياسر الواقفين بعيداً .. و فجأة شعر بيدها تجذبه قائلةً بإلحاح:
"يلّي أنا هروح آكل .. و المفروض تاخد بالك منّي و إلا هقول لبابي إنك مش بتشوف شغلك!"
بدّل الحارس نظره بين ليلي و بين عزمي.. و رفع يده إلي رأسه و قال بضيق:
"و هم الباقي راحوا فين؟"
نظرت حولها و أشارت علي شيء ما بداخل القاعة و قالت:
"اهم أنا شايفاهم! .. تعالي وديني لهناك .. و كًل كمان انت أكيد جُعت من كتر اللف ورايا فكل حتّة!"
زقزقت عصافير بطنه فنظرت الفتاة له مبتسمة بنصر و قالت:
"شُفت!"
ثم جذبته من ذراعه لداخل القاعة و هو مازال ينظر لعزمي و من معه، و هي تتمنّي أن لا يخبر ياسر أبيها بأي شيء .. فهو لا يعرف طريقته في التصرُّف!
_____
رفعت رنا الكأس إلي شفتيها بهدوء و هي تمشي مبتعدة مع كميّات البشر المتوجّهين للبوفيه، و فجأة استضم أحدهم بها .. و وقع الكأس علي الأرض .. دون أن ترتشف منه أي رشفة!نظرت لمن لم يعتذر و صاحت فيه بعصبيّة:
"انت! مش تفتح عينك!!"
نظر لها ضخم الجثّة المرتدي للاسود و قال بطريقة رسمية بحكم عمله:
"آسف يا هانم .."
و نظر لمن تجذبه من يده و تتحّكم في حركته بطريقة جنّت جنونه و قال بعصبيّة مكتومة:"آنسة ليلي بعد إذن حضرتك ..عشان الزحمة.. سيبي دراعي!"
نظرت ليلي له و ضحكت ببراءة، و قبل أن تتركه وجدت رنا .. التي تحرّكت للبار بغضب، فتأكدت أنها من شاهدتها مع عزمي و استوقفتها منادية إسمها بصوتٍ عالٍ، و توقّفت رنا حين سمعت النداء، و توجّهت ل ليلي و قالت بغرابة:
"أفندم .. تعرفيني؟"
لم تفلت ليلي الحارس من كفّيها الصغيرين و قالت لرنا بعفوية:
"مش بتشبّهي عليّا؟"
لوت رنا شفتيها و حاولت التركيز في ملامحها، لكنّها لم تستطع لرؤيتها زياد يقترب إليها، فقالت بغير تركيز:
"مش واخدة بالي معلش .."
و حين وصل زياد، نظر ل ليلي مضّيقاً عينيه و قال بغير تصديق:
أنت تقرأ
بورتريه
Genel Kurguبينما انت تنظر لملامحي لترسمها بفرشاتك، أحفر أنا ملامحك بذاكرتي و أوشمها علي جدار قلبي... قد يرون حبي لك جنون .. أو غير حقيقي بالمرّة .. لكنّني سأحبك للأبد، و سأستمر في البحث عن الحب بعينيك .. و مقارنة نفسي بمن تستحقك، حتي تثبت لي أنني هي .. ف هل رأ...