الفصل الثامن عشر: "ألم.."

473 27 0
                                    


نظرت لعزمي الذي يسير ببطئ بجانب ياسر، و الذي من الممكن أن يلتفت بمجرّد أن ينادي الحارس عليه .. و فكّرت في أي طريقة لمنع حدوث هذا!
أرهفت سمعها لداخل القاعة لتسمع صوت منسّق القاعة يخبر الجميع بالتوجّه للبوفيه، فتذكّرت موقفها مع ياسر و ضحكت بداخلها بخجل .. و فجأة أتتها فكرة!

"أنا عايزة أروح البوفيه .. انت مش جعان؟"

نظر لها الحارس بغير تركيز، فكان عقله مصوّباً تركيزه إلي عزمي و ياسر الواقفين بعيداً .. و فجأة شعر بيدها تجذبه قائلةً بإلحاح:

"يلّي أنا هروح آكل .. و المفروض تاخد بالك منّي و إلا هقول لبابي إنك مش بتشوف شغلك!"

بدّل الحارس نظره بين ليلي و بين عزمي.. و رفع يده إلي رأسه و قال بضيق:

"و هم الباقي راحوا فين؟"

نظرت حولها و أشارت علي شيء ما بداخل القاعة و قالت:

"اهم أنا شايفاهم! .. تعالي وديني لهناك .. و كًل كمان انت أكيد جُعت من كتر اللف ورايا فكل حتّة!"

زقزقت عصافير بطنه فنظرت الفتاة له مبتسمة بنصر و قالت:

"شُفت!"

ثم جذبته من ذراعه لداخل القاعة و هو مازال ينظر لعزمي و من معه، و هي تتمنّي أن لا يخبر ياسر أبيها بأي شيء .. فهو لا يعرف طريقته في التصرُّف!

_____
رفعت رنا الكأس إلي شفتيها بهدوء و هي تمشي مبتعدة مع كميّات البشر المتوجّهين للبوفيه، و فجأة استضم أحدهم بها .. و وقع الكأس علي الأرض .. دون أن ترتشف منه أي رشفة!

نظرت لمن لم يعتذر و صاحت فيه بعصبيّة:

"انت! مش تفتح عينك!!"

نظر لها ضخم الجثّة المرتدي للاسود و قال بطريقة رسمية بحكم عمله:

"آسف يا هانم .."
و نظر لمن تجذبه من يده و تتحّكم في حركته بطريقة جنّت جنونه و قال بعصبيّة مكتومة:

"آنسة ليلي بعد إذن حضرتك ..عشان الزحمة.. سيبي دراعي!"

نظرت ليلي له و ضحكت ببراءة، و قبل أن تتركه وجدت رنا .. التي تحرّكت للبار بغضب، فتأكدت أنها من شاهدتها مع عزمي و استوقفتها منادية إسمها بصوتٍ عالٍ، و توقّفت رنا حين سمعت النداء، و توجّهت ل ليلي و قالت بغرابة:

"أفندم .. تعرفيني؟"

لم تفلت ليلي الحارس من كفّيها الصغيرين و قالت لرنا بعفوية:

"مش بتشبّهي عليّا؟"

لوت رنا شفتيها و حاولت التركيز في ملامحها، لكنّها لم تستطع لرؤيتها زياد يقترب إليها، فقالت بغير تركيز:

"مش واخدة بالي معلش .."

و حين وصل زياد، نظر ل ليلي مضّيقاً عينيه و قال بغير تصديق:

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن