الفصل الثامن:"هل هي نهاية وِحدته.. أم بداية وِحدتها؟!"

524 34 19
                                    

(آسفة علي التأخير، ظروف النت سيئة )

*الموسيقي الهادية الي ممكن تسمعوها: https://soundcloud.com/robin-spielberg/01-first-dance
و
https://soundcloud.com/sergio-moya/cinema-paradiso-ennio-morricone-sergio-moya*

وصلت رنا لسيّارتها بمعجزة، و ادارت المحرك و حاولت القيادة ببطئ، لكن همهمة بكائها و تشويش الدموع للرؤية جعلتها تتوقف بالسيارة بعد أقل من نصف المسافة .. لتبكي بحريّة .. تبكي لشيء مجهول حدث للتو .. ليس له إلا تفسير واحد تأبي الإعتراف به ... و هو أن ياسر يعرف ما تقوم به من أجل زياد ... و يرفضه!

لماذا يتآمر الكون دائماً ضد ارادتنا .. و ليتها إرادة حرّة .. بل هي شبه مفروضة علينا أيضاً! .. فإرادة رنا هي مساعدة زياد .. و ليست إرادة حرّة بالكامل ... فقلبها فرضها عليها بأشد الطرق! .. باتت مهووسة بكل ما ينطق به زياد، بجميع كلماته، لوحاته، و حتّي حزنه الذي يميّزه .. فقررت البقاء معه أطول فترة يمكنها! بل و إرغامه علي ذلك أيضاً! ... لكنها ظلّت توهم نفسها بأنه ليس إجباراً .. بقولها أنها ستجعله يثق بها، و يجعلها صديقة مقربة له .. أما موضوع الحب من طرفه هذا .. فهو بعيد كل البعد عن ما كانت تفكر به صراحةً !! فالصداقة هو أكثر من إنجاز .. إذا تحققت تلك الصداقة أصلاً! ...

ماذا ستفعل الآن؟؟ تريد الإتّصال بزياد و التكلم معه، لكن من الظاهر أن هاتفه يبقي معظم الوقت مع ياسر ... حتّي حين اتصلت به اليوم صباحاً ردّ عليها ياسر... و من هو ياسر هذا؟! حماتها؟؟؟ هذا هُراء!!!

مسحت دموعها بعد أن استخدمت الكثير من المحارم الورقية بسيارتها، و فكّرت في شيء ما .. فكرة مجنونة اخري ربما، لكنها ستقضي علي ذلك الشك حتماً ... فتحت هاتفها و كتبت علي إحدي محركات البحث:

"رؤوف الحريري "

ليظهر أمامها عدة نتائج، اختارت مكان سكنه المعروف .. القصر الحريري .. ليعرض أمامها عنوانه بخريطة توضيحية، و أخرجت نوتتها الصغيرة و دوّنت العنوان كي تحفظه بعقلها، وضعت الهاتف أمامها و ثبتته، و استمعت للإرشادات، و قادت علي مهل .. لهدفها الذي يبعد أربعون دقيقة عن مكانها الحالي!

______

دقّ جرس الباب،قام ياسر ليفتح، أخذ الطعام من المندوب الموصل و أعطاه الحساب و أغلق الباب برتابة ... وضعه علي أقرب منضضة ثم ذهب لغرفة زياد، أشعل الضوء من مقبس الكهرباء القرييب من الباب و نادي بهدوء:

"يلّي الأكل جه"

تململ زياد بالفراش و سحب الغطاء للأعلي يغطي وجهه من الضوء،فقال ياسر محذراً:

"قوم يا زياد .. نزلتلك فيلم تتفرج عليه و انت بتاكل .. هتاكل لوحدك علشان أنا نازل"

أزاح زياد الغطاء عن رأسه ببطئ و نظر لياسر بنعاس ظاهر و قال بنبرة خاملة:

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن