"يارا .. ازييك وحشتيني اوي! .. أنا جايّة أشوفك فزيارة النهارده .. بس بصي .. عايزة أحكيلك علي حاجة الأول .. عارفة إنك هتتريقي عليّا كالعادة.. بس أنا هحكيلك علشان منلخبطش الدنيا!"
.
.
.
ارتعد جسدها برعشات قلقة أثناء نومها،تشعر بحرارة عاليّة جداً تجتاح جسدها بالرغم من اعتدال جو الغرفة إلا حدٍ ما .. انتشرت قطرات العرق علي جبينها بالقرب من منبت شعراتها النارية، و كأن لونها الناري كان سبباً في إنتشار تلك الحرارة الغريبة... ارتعشت شفتيها عدّة مرّات تهمس و تهمهم و كأنها محمومة..
"يارا ... يارا..."
هذا ما كانت تقوله اثناء نوبتها الغريبة ..
.
.
اقتربت يارا من رنا .. هي نسخة طبق الأصل منها .. عادت توأمتها الجميلة المشرقة .. دون أي فقدان وزن، أو شعر متساقط؛ شعرها طويل مفرود علي كتفها الأيمن بشاعرية، ترتدي فستاناً كريميّاً أنيقاً بشريطة رقيقة من الوسط لتفصل بين التطريز العلوي للفستان و نصفه الآخر المنفوش بروعة .. و كأنها راقصة باليه.. تبتسم بوداعة و رأسها منحني جانباً قليلاً.. و عينييها البنيّتين تلمعان بطريقة ساحرة .. ووجهها صافيٍ ك وردة نضرة ..
وضعت يدها علي وجه رنا الجالسة علي السرير تنظر لها بعينين دامعتين و تهمس باسمها .. فابتسمت و قالت بصوتها كلحنٍ جميل:
"رنا يا حبيبتي .. بتعيّطي ليه؟! أنا كويسة، أحسن من الأول .. أنا هنا خفّيت!"
ابتسمت رنا و مسحت دموعها .. كم أراح هذا قلبها كثيراً!
"بجد يا يارا؟ أنا فرحانة أوي إني شفتك! أنا آسفة إني معرفتش أشوفك آخر مرّة المفروض كنت..."
قاطعتها يارا بوضع أناملها علي شفتي رنا قائلةً:
"لأ لأ أنا مش زعلانة .. اوعي تقولي كده"
ابتسمت رنا في حرج، وقالت يارا بحنان:
"زياد عامل ايه طمنيني عليه؟"
فتحت رنا فمها بدهشة .. دقّ قلبها بعنف و سألت:
"انتِ تعرفي زياد؟ كنتِ عارفة إنهم كانوا هيخلّوه يتجوّزك بدالي؟"
هزّت يارا رأسها .. فوضعت رنا يدها علي قلبها و قالت بأسف:
"انا آسفة أوي يا يارا .. أنا عارفة إنك كنتِ أجمل مني حتي ولو إحنا توأم .. و أذكي مني حتي ولو اخوات .. و أشطر مني في المذاكرة و في تعاملك مع الناس .. كلّ الناس حبّتك .."
ابتلعت غُصّة مسننة في حلقها و اسطردت:
"أنا سيبتلك كل حاجة انتِ أشطر فيها منيّ .. حتّي هواياتي .. الرسم و العزف .. سيبتهم ليكي و اعتزلتهم نهائي .. لحد ما بقيتي دوماً انتِ الأفضل فكل حاجة .. بقي عندك كل حاجة .. كل الناس بتحبّك .. حتّي زياد، لو كان شافك كان حبّك .. حتي و انتِ تعبانة!"
أنت تقرأ
بورتريه
Genel Kurguبينما انت تنظر لملامحي لترسمها بفرشاتك، أحفر أنا ملامحك بذاكرتي و أوشمها علي جدار قلبي... قد يرون حبي لك جنون .. أو غير حقيقي بالمرّة .. لكنّني سأحبك للأبد، و سأستمر في البحث عن الحب بعينيك .. و مقارنة نفسي بمن تستحقك، حتي تثبت لي أنني هي .. ف هل رأ...