الفصل الرابع عشر: " أشكرك لجعل المسافة بيننا أصغر .. بكثير"

601 31 13
                                    


احمرّ وجهها بغضب، و احتارت ماذا ترتدي من بين تلك الاختيارات المفروغ منها؟! .. و أخيراً؛ استقرّت علي بلوزة خضراء بحمّالتين رفيعتين- فهي أفضل من لا شيء!- مع قطعة الجينز القصيرة، و لمحت شيئاً خفيفاً .. كالشال باللون الأخضر، فأخذته و فكرت في أن تلفّه حول جسدها،و ليحدث ما يحدث!

خرج زياد في تلك اللحظة ليري رنا تُمسك بأغراضها، و بمجرّد أن خرج للغرفة، ركضت هي بخفّة و دخلت الحمام، مغلقة الباب عليها بسرعة! فقال بخفوت و كأنها مازالت هنا:

"صباح الخير"

اتّجه لطاولة الزينة يلتقط فرشاة شعره و عطره، و حين رش القليل علي صدره العاري لاحظ سبب اختبائها منه بتلك السرعة .. فجسده لم يكن مخفيّاً إلا من المنشفة علي وسطة، فهزّ كتفيه بلا مبالاه و وضع ما بيده مكانه و ذهب لطلب الطعام ليتناولوه،و بعدها يري ما بإمكانهم النزول .. أو شيء من هذا القبيل!

__________

خرجت رنا و رائحة عطرها تسبقها، فاختلطت برائحة عطره و كانت المنافسة شديدة،،، لاحظت أن زياد قد ارتدي ملابسه فتنهّدت بداخلها براحة .. فمشهد عضلات جسده يثير ارتباكها!

اقتربت و جلست علي طرف السرير بينما هو يجلس علي مقعد و بينهم المنضضة،عليها أصناف كثيرة من الطعام و العصير،، ظلّت تعبث بخصلة من شعرها و تلفّها علي إصبعها بشرود، و لم تدرِ أن زياد ينتظرها.. تنحنح و ابتسم لها فنظرت له بارتباك وقالت بتلعثم:

"ماما حطتلي لبس غريب اوي معرفتش ألبس ايه بصراحة"

زادت ابتسامته إتّساعاً و هو يلاحظ ارتباكها، و بالرغم من أن ملابسها تلك كانت تبرز انوثتها بطريقة غير اعتياديّة بالنسبة لما ترتديه عادةً، إلا أنه تمالك نفسه و قال بهدوء:

"جميل .."

و لاحظ شيء ما من الواضح انها فشلت في ضبطه، فقال:

"بس فيه حاجة .."

قالها و قام متجهاً إليها، و هي متجمدة بصدمة تريد الهروب، و لكنها فجأة وجدته يقف علي بعد خطوة واحدة منها و يجذبها للقيام، فقامت لتصبح مواجه له .. وقتها رفع هو يده ليجذب ذلك الشال من الشيفون -الشبه شفّاف- الذي حاولت أن تحيط به وسطها بفشل، فوقع بين يديه بنعومة .. أصبحت ساقيها في الهواء الطلق،فاحمرّ وجهها بشكلٍ ملحوظ .. أما هو فلم يرد ارباكها، ظل ممسكاً بالشال الطويل و أتا به من خلف ظهرها، و جعله ترفع ذراعيها ليلفّه من تحتهما، و أخيراً، ربطه بعقدة صغيرة علي إحدي الجانبين، و تركه ينسدل بنعومة، ليخفي أكثر مما كان يخفي سابقاً، و قال لها:

"كده أفضل؟"

هزّت رأسها بهدوء و بابتسامة لم تختفي عنه .. فهاذا ما أرادت فعله بالضبط! .. و هو بأنامله ذات الحِسّ الفني استشعر طريقة مثالية لتحقيق فكرتها بكل سهولة! .. جلست بالقرب منه بهدوء، و عاد زياد لمقعده، و ناولها كوباً من عصير البرتقال لتشربه، فشكرته بخفوت و شربت منه القليل..

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن