استيقظت بطلتنا لتري الجو كله مصبوغ باللون الأصفر الباهت .. الغيوم تُعلن عن رغبتها علي إستحياء .. و الكون كله ليس له الحق في الإعتراض .. حتي هي!
فبالرغم من أن هذا يوم مهم جداً بالنسبة إليها .. ليس لها حق الإعتراض .. و بهذا الطقس .. لن يكون ممتعاً كما خططت!
اليوم عيد ميلادها الواحد و العشرون .. و في تلك الأيام الشتوية تخشي أن تقضية وحيدة بالمنزل، متدفئة ببطانيتها ،ممسكة ب كوب النسيكافيه الساخن تحتسيه في الشرفة، بينما تراقب أسراب العاشقين .. هائمين يركضون تحت المطر متشابكين الأيدي .. أه .. ربما أدركتم ذلك مؤخراً .. فاليوم عيد العشاق! أو "الفالانطاينظ ضاي" كما يدعوه البعض .. و بذكري كلمة *وحيدة* عنيت عاطفياً أيضاً .. و هذه كارثة بالنسبة لمن في سنها .. فهي بلا اسرة، بلا عمل، بلا أصدقاء.. فقط نادراً ما تذهب من البيت للجامعة و من الجامعة للبيت .. لا أكثر ولا أقل!
ارتدت خُفّها المنزلي "اللكلوك" و ذهبت لماكينة القهوة، تصنع بعض منها .. بينما تفك تشابك شعرات رأسها الأحمر بهدوء و كسل .. تثائبت و نظرت للمرآة .. و ابتسمت لعيونها الداكنة قائلة بصوت ثقيل لا يخلوا من أثر النوم:
"صباح الخير .. "
و التفتت للمكان الذي وضعت فيه حاسوبها المحمول (اللاب توب) لتري ما إن كان الفيلم الذي حمّلته البارحة قد انتهي و أصبح جاهزاً .. فهي عادة غريبة تداوم عليها دوماً مع أنها لا تطيق العادات و الروتين .. فيلم السهرة! .. تشاهد فيلماً كل ليلة .. لكن فيلم هذه الليلة مختلف بعض الشيء .. فهو فيلم ل روايتها المفضلة .. هيبتا! .. لم تستعجب من أن الفيلم حديث و موضوع الآن علي الانترنت بكل سهولة .. فاليوم عيد العشاق .. ليس هناك أي شيء غريب! .. ابتسمت في حماس لأنها ستشاهد فيلم روايتها المفضلة الليلة بعد أن ينتهي احتفالها بعيد ميلادها .. و الذي هو مجنون بعض الشيء .. هل ستصبرون أم اسرده لكم كما سردت كل هذا اللوك لوك ؟
*سيو سيو سوي سيييييو*
انتفضت علي صوت جرس الباب الذي هو بصوت عصافير الجنينة .. بل بصوت العصافير المعذبة في الجنينة! و ذهبت لتفتح .. و ما إن فتحت الباب حتي رأت شخص غريب .. يبتسم بلزوجة ضاماً شفتيه بطريقة غريبة مُسبلاً عينيه .. و ما إن هزت له رأسها بإستفهام حتي بدأ في الإنشاد بصوت لا يقل سماجة عنه:
" حِب، خلي الناس تحب .. روح للناس يا حُب"
فتحت فمها بدهشة و قبل أن تتفوّه ب أي كلمة وجدته يُخرج شيء ما من الحقيبة السوداء الكبيرة علي كتفه، و كانت باقة من الورد الجوري، ضخم، من اللون الأحمر و بعض الشوكولاتات باهظة الثمن *مش الكيتكات الي بتمانية جنيه لأ*
" الحُب ما لينا غيره .. ولله ما لينا غيره! .. ينسينا .. يدفينا الحُزن لي... "
قاطعته قائلة بابتسامة واسعة:
![](https://img.wattpad.com/cover/121953054-288-k761459.jpg)
أنت تقرأ
بورتريه
Fiksi Umumبينما انت تنظر لملامحي لترسمها بفرشاتك، أحفر أنا ملامحك بذاكرتي و أوشمها علي جدار قلبي... قد يرون حبي لك جنون .. أو غير حقيقي بالمرّة .. لكنّني سأحبك للأبد، و سأستمر في البحث عن الحب بعينيك .. و مقارنة نفسي بمن تستحقك، حتي تثبت لي أنني هي .. ف هل رأ...