الفصل السادس:"كيف تتغيّر مشاعرنا بهذا الطريقة؟"

750 37 16
                                    


دخل زياد ب الفتاة المشبثة في رقبته إلي غرفة المعيشة، ساعدها علي النزول إلي مقعد ما .. لكنها تحركت نحو أريكته المفضلة و إرتاحت عليها، أمسكت ب رأسها التي ظلّت تدور و تدور و تدور! .. دقائق و أتي ياسر ليجد زياد جالساً علي طرف الأريكة و الفتاة تضحك و تشير له ببلاهة و تكرر:

"عندك خمسين عين ... هاهاهاها!!"

صوت ضحكاتها مثير للمرح حقّاً ! ضحك ياسر و اقترب منها سائلاً:

"ايه الي حصل! وقعتي؟ زياد عملك حاجة ضايقك؟ .. اوعي تكون عربيّة خبطتك!! .. بس ازاي .. و الطريق ده فاضي أصلاً !"

ضحكت الفتاة بتثاقل قائلة موجهة كلامها ل ياسر:

"بس بس كفاية رغي أنا دماغي مصدّعااااه!!"

ابتسمت ل ياسر ب حنان قائلة:

"أنقذت حياة زياد ههه !"

و ها هي .. مرّة اخري تضحك إحدي ضحكاتها البلهاء، فابتسم زياد بغرابة و نظر ل ياسر قائلاً:

"اتخبطت جامد ... ف دماغها"

هزّت الفتاة رأسها فشعرت بأنها تسبح في الفراغ، فارتفعت قدميها و يديها و كأنها ستقع، فأمسك زياد يدها و ثبّتها بجانبها، و أغمض عينيها ب أنامله قائلاً:

"اهدي! متدوخيش نفسك كده!"

ابتسمت بهدوء و امتثلت لأمره.. و ضحكت ضحكة بريئة كفتاة مطيعة، فابتسم ياسر مشيراً إليها قائلاً:

" دي كانت رايحة تندهك علشان تاكل!"

ضرب زياد كفاً علي كفّ و ذهب لغرفته صائحاً:

"مش عايز!"

حين شعرت رنا به يبتعد، فتحت عينها و قامت ببطئ، فترنّحت في مكانها، و ألقت بنفسها علي الأريكة مجدداً .. و تسائلت بهمس:

"هو أنا ضايقته ؟"

هزّ ساير رأسه ببطئ قائلاً:

"لأ .. هو ده زياد .. لو متضايقش علي أي حاجة ..ميبقاش زياد !"

عبست الفتاة تأثراً .. و همست لنفسها:

"مسكين زياد! .. ما مرّ به في طفولته ليس سهلاً !"

_________

مرّ بعض الوقت، تحسنت رنا كثيراً و أصبحت تتحرّك بطبيعيّة، لم يأكل زياد أي شيء، فقط القهوة .. تناول ياسر و رنا الفطور سويّاً .. ظلّت رنا تدعوا زياد لتناول الطعام لكنه كان يهزّ رأسه نفياً و يرتشف قهوته بهدوء .. فسألت ياسر عدّة مرّات:

"هو مش طايقني ليه؟!"

ل يرد ياسر بمنتهي البساطة:

"لا ده لطيف اهه .. طالما رد عليكي يبقي إنتِ تمام .. غير كده شكليات!"

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن