دخل زياد ب الفتاة المشبثة في رقبته إلي غرفة المعيشة، ساعدها علي النزول إلي مقعد ما .. لكنها تحركت نحو أريكته المفضلة و إرتاحت عليها، أمسكت ب رأسها التي ظلّت تدور و تدور و تدور! .. دقائق و أتي ياسر ليجد زياد جالساً علي طرف الأريكة و الفتاة تضحك و تشير له ببلاهة و تكرر:
"عندك خمسين عين ... هاهاهاها!!"
صوت ضحكاتها مثير للمرح حقّاً ! ضحك ياسر و اقترب منها سائلاً:
"ايه الي حصل! وقعتي؟ زياد عملك حاجة ضايقك؟ .. اوعي تكون عربيّة خبطتك!! .. بس ازاي .. و الطريق ده فاضي أصلاً !"
ضحكت الفتاة بتثاقل قائلة موجهة كلامها ل ياسر:
"بس بس كفاية رغي أنا دماغي مصدّعااااه!!"
ابتسمت ل ياسر ب حنان قائلة:
"أنقذت حياة زياد ههه !"
و ها هي .. مرّة اخري تضحك إحدي ضحكاتها البلهاء، فابتسم زياد بغرابة و نظر ل ياسر قائلاً:
"اتخبطت جامد ... ف دماغها"
هزّت الفتاة رأسها فشعرت بأنها تسبح في الفراغ، فارتفعت قدميها و يديها و كأنها ستقع، فأمسك زياد يدها و ثبّتها بجانبها، و أغمض عينيها ب أنامله قائلاً:
"اهدي! متدوخيش نفسك كده!"
ابتسمت بهدوء و امتثلت لأمره.. و ضحكت ضحكة بريئة كفتاة مطيعة، فابتسم ياسر مشيراً إليها قائلاً:
" دي كانت رايحة تندهك علشان تاكل!"
ضرب زياد كفاً علي كفّ و ذهب لغرفته صائحاً:
"مش عايز!"
حين شعرت رنا به يبتعد، فتحت عينها و قامت ببطئ، فترنّحت في مكانها، و ألقت بنفسها علي الأريكة مجدداً .. و تسائلت بهمس:
"هو أنا ضايقته ؟"
هزّ ساير رأسه ببطئ قائلاً:
"لأ .. هو ده زياد .. لو متضايقش علي أي حاجة ..ميبقاش زياد !"
عبست الفتاة تأثراً .. و همست لنفسها:
"مسكين زياد! .. ما مرّ به في طفولته ليس سهلاً !"
_________
مرّ بعض الوقت، تحسنت رنا كثيراً و أصبحت تتحرّك بطبيعيّة، لم يأكل زياد أي شيء، فقط القهوة .. تناول ياسر و رنا الفطور سويّاً .. ظلّت رنا تدعوا زياد لتناول الطعام لكنه كان يهزّ رأسه نفياً و يرتشف قهوته بهدوء .. فسألت ياسر عدّة مرّات:
"هو مش طايقني ليه؟!"
ل يرد ياسر بمنتهي البساطة:
"لا ده لطيف اهه .. طالما رد عليكي يبقي إنتِ تمام .. غير كده شكليات!"
![](https://img.wattpad.com/cover/121953054-288-k761459.jpg)
أنت تقرأ
بورتريه
Ficción Generalبينما انت تنظر لملامحي لترسمها بفرشاتك، أحفر أنا ملامحك بذاكرتي و أوشمها علي جدار قلبي... قد يرون حبي لك جنون .. أو غير حقيقي بالمرّة .. لكنّني سأحبك للأبد، و سأستمر في البحث عن الحب بعينيك .. و مقارنة نفسي بمن تستحقك، حتي تثبت لي أنني هي .. ف هل رأ...