وضعت يدها علي شعرها، و جذبته للأسفل، لتتسع عينا ياسر بصدمة حين وجد أن شعرها الأشقر المموّح أصبح بيديها، و أن شعرها الحقيقي أسفله، لونه أسود، ك سواد ليلة طويلة قضاها يحلم بها!
لم تنتظر منه أي كلمة آخري، فقط أعادت ترتيب شعرها الأشقر المستعار كما كان و ابتسمت ببراءة، فاستوقفها هو مندهشاً:
"لأ لأ خليكي بيه! "
اسبل أهدابه مليون مرّة بغير تصديق حتّي وجدت لسانه كلمات اخري فهمّ متحدّثاً:
" مع إن الأشقر حلو بردو .. أنا مش فاهم انتِ عاملة كده ليه!"
نظرت حولها بعينيها، ثم استقرّت علي عينيه تهمس لهما بريبة:
"أصل أنا برخم علي الناس و بعمل فيهم مقالب،، فأعدائي كتير!"
"أعداء؟"
كرّرها ياسر بغرابة و لم يحد عن عينيها، و لا إراديّاً سألها:
"و عينيكي؟"
اسبلت أهدابها متنهدة، ثم رفعت عينيها إليه بطريقة ساحرة وقالت بنعومة باللغة العربية كما تكلمت منذ قليل:
"لونهم زي لون البحر، شبه عيون مامي"
هزّ رأسه مشدوهاً،و هو تحت تأثير الصدمة، فضحكت و هي تأرجح قدميها و نظرت للبحر قائلة بمرارة:
"معلش .. الفندق و القرية مليانين بنات شقراء، أكيد لسه عندك فُرصة.."
تنحنح و صحّح سوء فهمها قائلاً:
"مش قصدي .. أصلك بس فكّرتيني بحد"
"حد مين؟"
قالتها بلا اهتمام حقيقي بالإجابة، و حين لم يرد، نظرت له باستفهام، فهزّ كتفيه و قال:
"حد و خلاص .. مش مهم مين"
ابتسمت و هزّت رأسها، و قالت و هي تجذبه من يده و كأنها معتادة أن تفعل هذا منذ زمن:
"تعالي نشوف حاجة نعملها .. أنا عايزة استمتع بأجازتي لحد آخر لحظة فيها!"
استوقفها قائلاً:
"انا مسألتكيش علي إسمك .. أنا ياسر، و انتِ؟! "
"فيروز، و ممكن تقولّي روز"
قالتها ببراءة فسار معها، متعجّباً من طريقتها المريحة، و تأكد من أنها تذكره بمن جعلته يحلم بها ليلة أمس .. فابتسم و دقّ قلبه بشعور غريب .. و حالم .. !!
________
استيقظت رنا علي صوت خربشة، ففتحت عينيها ببطئ و هي تشعر بصداع رهيب في رأسها، رفعت يدها لرأسها و هي تنظر لمصدر الصوت، لتجد زياد يقرّب مقعده بالقرب من السرير، يستند بقدميه علي طرف السرير و يسند علي ركبتيه -المنثنيتين إليه- نوتة كبيرة خاصّة بالفندق و قلم رصاص، يخط به خطوطاً و دوائر عشوائية .. اقتربت منه قليلاً فلاحظ هو و ترك ما بيده جانبه و انزل قدميه من علي السرير مقترباً منها
أنت تقرأ
بورتريه
Ficción Generalبينما انت تنظر لملامحي لترسمها بفرشاتك، أحفر أنا ملامحك بذاكرتي و أوشمها علي جدار قلبي... قد يرون حبي لك جنون .. أو غير حقيقي بالمرّة .. لكنّني سأحبك للأبد، و سأستمر في البحث عن الحب بعينيك .. و مقارنة نفسي بمن تستحقك، حتي تثبت لي أنني هي .. ف هل رأ...