الفصل الخامس عشر: " لمسات من العشق و الجنون .."

599 29 5
                                    


وضعت يدها علي شعرها، و جذبته للأسفل، لتتسع عينا ياسر بصدمة حين وجد أن شعرها الأشقر المموّح أصبح بيديها، و أن شعرها الحقيقي أسفله، لونه أسود، ك سواد ليلة طويلة قضاها يحلم بها!

لم تنتظر منه أي كلمة آخري، فقط أعادت ترتيب شعرها الأشقر المستعار كما كان و ابتسمت ببراءة، فاستوقفها هو مندهشاً:

"لأ لأ خليكي بيه! "

اسبل أهدابه مليون مرّة بغير تصديق حتّي وجدت لسانه كلمات اخري فهمّ متحدّثاً:

" مع إن الأشقر حلو بردو .. أنا مش فاهم انتِ عاملة كده ليه!"

نظرت حولها بعينيها، ثم استقرّت علي عينيه تهمس لهما بريبة:

"أصل أنا برخم علي الناس و بعمل فيهم مقالب،، فأعدائي كتير!"

"أعداء؟"

كرّرها ياسر بغرابة و لم يحد عن عينيها، و لا إراديّاً سألها:

"و عينيكي؟"

اسبلت أهدابها متنهدة، ثم رفعت عينيها إليه بطريقة ساحرة وقالت بنعومة باللغة العربية كما تكلمت منذ قليل:

"لونهم زي لون البحر، شبه عيون مامي"

هزّ رأسه مشدوهاً،و هو تحت تأثير الصدمة، فضحكت و هي تأرجح قدميها و نظرت للبحر قائلة بمرارة:

"معلش .. الفندق و القرية مليانين بنات شقراء، أكيد لسه عندك فُرصة.."

تنحنح و صحّح سوء فهمها قائلاً:

"مش قصدي .. أصلك بس فكّرتيني بحد"

"حد مين؟"

قالتها بلا اهتمام حقيقي بالإجابة، و حين لم يرد، نظرت له باستفهام، فهزّ كتفيه و قال:

"حد و خلاص .. مش مهم مين"

ابتسمت و هزّت رأسها، و قالت و هي تجذبه من يده و كأنها معتادة أن تفعل هذا منذ زمن:

"تعالي نشوف حاجة نعملها .. أنا عايزة استمتع بأجازتي لحد آخر لحظة فيها!"

استوقفها قائلاً:

"انا مسألتكيش علي إسمك .. أنا ياسر، و انتِ؟! "

"فيروز، و ممكن تقولّي روز"

قالتها ببراءة فسار معها، متعجّباً من طريقتها المريحة، و تأكد من أنها تذكره بمن جعلته يحلم بها ليلة أمس .. فابتسم و دقّ قلبه بشعور غريب .. و حالم .. !!

________

استيقظت رنا علي صوت خربشة، ففتحت عينيها ببطئ و هي تشعر بصداع رهيب في رأسها، رفعت يدها لرأسها و هي تنظر لمصدر الصوت، لتجد زياد يقرّب مقعده بالقرب من السرير، يستند بقدميه علي طرف السرير و يسند علي ركبتيه -المنثنيتين إليه- نوتة كبيرة خاصّة بالفندق و قلم رصاص، يخط به خطوطاً و دوائر عشوائية .. اقتربت منه قليلاً فلاحظ هو و ترك ما بيده جانبه و انزل قدميه من علي السرير مقترباً منها

بورتريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن