عشقتك فوق القانون

5

عشقك فوق القانون
الفصل الخامس
فى منزل فؤاد مدبولى
وصلت المنزل مبكرا وإذ بقلبها ينقبض للمشهد
إذ بحشد متجمع أمام مدخل البنايه
ظلت تجر فى أقدامها  إلى ان وصلت إلى اول فرد
فما تفوه سوى بكلمه واحده
.....خليكى قويه يابنتى
نظرت إليه باستفهام فتلقفها الآخر
...خلى أملك فى ربنا كبير قادر يغير الأحوال
أحست لبضع دقايق بأن حلقها يجف بطريقه غريبه
وأنها على وشك الاصابه بانهيار ولكن قاومت بشده ليخرج صوتها
سائل ..ه هو فى ايه
أتت لها إحدى جيرانهم محتضناها بشده وبصوت متحشرج
أمك ياحبيبتى جاتلها جلطه
....ا ا أمى لم تنطق سواها لتستسلم لحالة الهروب من الواقع
سقطت فى أحضان تلك التى أمامها .
صرخت المرأة وتلقفتها بخوف هاتفه
...حد يجيب ميه ياجدعان البت اغمى عليها من الخضه.
ضرب أحد الرجال كف على كف باسف
لا حول ولا قوة الا بالله ياعينى يابنتى هتلاقيها منين ولا منين
لما سمعت أمها جاتلها جلطه مستحملتش امال لما تعرف خبر
اخوها هتعمل ايه
ردت السيدة بغضب..
...ياخويا لما اتفوق البت الأول ابقى أتعجب على حالها براحتك
زعق هاتلها كوباية ميه لما هى صعبانه عليك
....بالفعل أحضر كوب من المياه فتلقفها السيدة لتثكب بضع
منها فى كف يدها وترمى القطرات على وجه الملقاه فى أحضانها
إلى ان افاقت واسندتها إلى باب منزلها فتذكرت كلمات السيده
عن والدتها باصابتها بجلطه لتتحول من شخص يترنح إلى شخص يعدو
وكأنه فى سباق لتصل لوالدتها القابعه فى الفراش ممسكه يدها بنحيب
....أمى ردى عليا عليا انتى كويسه صح اميييى
من بين نواحها سمعت صوت جارتها يواسيها ويصدمها فى آن
واحد ...
.....متعمليش فى نفسك كده يابنتى اجمدى عشان تقدرى
تخلى بالك من أمك دى مبقاش ليها غيرك
اتسعت عيناها فى زعر تستوعب الكلمات
لم يتبقى لها سواكى نظرت لها باستفهام
فاوضحت المرأه قصدها
.. بصى يابنتى اجمدى كده وعيزاكى توحدى الله
ردت بخفوت ...لا اله الا الله
فاكملت المرأه ....اخوكى جيه واحد من المينا صاحبه
وبلغ أمك انه المركب اللى كان فيها غرقت
اغمضت عيناها عدة مرات بعدم إدراك
..مركب مركب ايه واخويا ازاى
..يابنتى اخوكى كان مسافر وغرق تعيشى انتى
ويخليكى لأمك.
صرخت بعدم تصديق ..بتقولي إيه لا اخويا برا وزمانه راجع
.....يابنتى اهدى طب هندكدب عليكى ياعنى ده حتى
الخبر اتنشر فى التلفزيون والمباحث بيقولوا بدور على صحاب المركب
ومش عارفه حوارات كده مش فهماها.
واحنا اول مسمعنا صويت أمك كلنا اطلعنا لقيناها واقعه على الأرض
وجيبنالها الدكتور وكله حلف ميروح غير لما ترجعى ونطمن عليها
...شدت خصلات شعرها بقوه جاثه على الارض فى عدم تصديق
هل ما يحدث كابوس  نعم كابوس لا يوجد تفسير آخر فمتى رتب اخاها مبلغ
للسفر ولم يبلغها ابتسمت بعدم تصديق وهتفت.
...هو هو قاعت فى اوضته انا عرفاه زعلان على ماما اكيد قاعد جوه
هروح أشوفه.
..ركدت على غرفة أخيها للتتاكد بأنه موجود.
هتفت من خلفها جارتهم بخوف.
....يابنتى استنى استهدى بالله ياحبييتى 
...... 
.........................................
على الطريق الصحراوى
ساحة التجهيز كما أطلق عليها فراس
كان يدور حول من وقع اختياره عليهم من15شخص الى5اشخاص
يبلغهم براحه خمس دقائق ثم يكملوا الاختبارات.
.....خليكوا مستعدين يا شباب بعد خمس دقايق هنبدأ
اختبارات تانى
.....تمام يا باشا
جلس جوار صديقه  مشاكس إياه
...الاكل اتحرق منك ياشابه
نظر له بتفكير
...واضح انك فى مود الهزار يافراس.
.رد بابتسامه ساخره
.....امال ده انا فى مود الهزار بدرجه كبيره مش شايف
مرتاح ازاى  بس انت قلقان ليه
....ياعم قلقان شوف نفسك من اول اختبار وخليتهم 5
والمصييه لو مخترتش منهم هجيبلك شباب من فين تانى ها
...ياجيمى منا لازم أختار واحد يكون قد المسؤليه
يعنى لازم تأنى مش سلق بيض
....طب خف عليهم مش داخلين سيرك من الاختبار الأول تولعلهم
نار وتقولهم نطوا براحه ياجدع .
مهو لو حضرتك جبتهم يعرفوا فى الفنون القتاليه كنت دخلتهم
فى اختبار قدرات وخلصنا لكن بما انهم بعيد من الموضوع ده
يبقى اشوف مقدار شجاعتهم وبعدين ندخل فى الاختبار التانى
اللى حضرتك شغال رغى ومش مخلينى اروح لهم
تركه ليكمل اختباراته إلا انه جذب من ساعده ليجلس مره أخرى
....وبعدين معاك
....احم هو انت بعد متختار واحد هتقوله على المهمه
....لا طبعا اتجننت المهمه تنساها مينفعش نقول عليها غير فى وقت
التنفيذ يلا بقى قوم هنشوف الاختبار التانى
...يلا ربنا يستر
....اتجه الاثنان للشباب وقام فراس بتقسيمهم 2و3
طلب من3الدخول فى مواجهة بعض والدفاع عن النفس ..
....يلا يا شباب عايزكم بقى تورونى ازاى تقدروا تحموا نفسكم
من الخطر بمعنى أوضح عايز اشوفكم بتتخانقوا وضربوا بعض
ومين يقدر يتخطى الموقف من غير  ضرر يلا يا شباب أبدأ
..اشتبك الثلاث وترقب الاثنان الآخرين إذن الدخول معهم
ولكن مع اشتداد الاشتباك كان الموقف كصدمه لفراس
...يا دى النيله ادعى عليك بايه يا أخى دول دخلوا فى خناقه
شعبيه ناقص السنجه والمطوه ويبقى خناقه رسمى .
....رد جمال بضحكه مش انت قولتلهم خناقه اهم بينفزوا
...هتف بقلق لا لا كده الوضع اطور شباب وقف الاشتباك حالا
.......
...... .........................
...فى منزل أحمد أحد جيران فؤاد مدبولى
ظلت تهتف بابنها وتصرخ إلى ان ادمعت عيناه
من الشعور بالذنب
....حرام عليك يامصطفى ليه كده يابنى
بتدى ابن الناس فلوس لقضاه بسببك مات
فاطمه...سيده تبلغ من العمر 58عام
...لا يا أمى والله معرف انه عايز الفلوس عشان
يسافر والله أفتكر انه هيفتح مشروع فحبيت أساعده
مصطفى..شاب يبلغ من العمر 28عام
حاصل على مؤهل متوسط
....أخرس انت كبير ازاى تدى مبلغ ذى كده من غير متعرف
هيعمل بيه ايه ذنبه فى رقبتك
...يا امى حرام عليكى بقى اقسم بالله معرف انه يسافر فى هجره
غير شرعيه .
....بس ابعد من قدامى الساعه دى خلينى اروح اطمن على الست
واللى حصلها من وراك عيل عنده20سنه  تبعده عن أمه
....جث على الأرض وأضع كف يديه على وجهه
كفايه يا أمى كفايه والله معرف انه هيرمى نفسه فى طريق غلط
كان نفسى أساعده مش اكتر.
اشاحت بوجهها من أمامه وهمت بالخروج لمنزل فؤاد مدبولى
....................................
فى منزل فؤاد مدبولى
هتفت من خلفها جارتهم بخوف.
....يابنتى استنى استهدى بالله ياحبييتى 
بمجرد وصولها غرفة أخيها وايجادها خاويه
أحست الرؤيه بدأت تتشوه وبمجرد وصولها
لرسالة أخيها وقراءة محتواها وتأكيد لسغره
علت شهقاتها وصرخاتها إلى ان وصل فؤاد
بوجه لم يتغير وكان لم يحدث بمنزله شئ
انفجرت به غير عابئه لكونه والدها
....شوفت وصلتنا فين حرام عليك انت سبب
موت اخويا بسببك هرب هرب من جبروتك.
هرب عشان يرتاح وامى أمى  انجلطط
بسببك انت أب باى حق أب معيشنا فى حالة رعب
الضحكه مستكترها علينا ارتحت دلوقتى مفضلش غيرى
انا أخلص منى عشان اريحك.
مع آخر كلمه لها كانت يده تهوى على سطح وجنتها
تدخلت جارتها سريعا لحمايتها منه حتى خرج
...تعرفى لولا الناس اللى برا ولولا الست ام سعد
كنت خليتك حصلتى اخوكى جاتكم داهيه عيله فقر
واشبعى بامك خليكى جمبها وانا هروح ارتاح منكم .
....استهدى بالله ياخويا دى بنتك ميصحش كده انتوا
فى ظروف صعبه.
أشاح لهم بيده إلى ان خرج صافع الباب بقوه خلفه.
....................................
على الطريق الصحراوى ...ساحة التجهيز
...بمرور الاختبار وقع اختياره أخيرا على شخص
ليبدأ تجهيزه.
....تمام كده فضلت انت يابطل حلو عندك الأداء بس عايز يظبط
هنبدأ من بكره تدريب تكون هنا كل يوم الصبح
.....حاضر سعدتك
......بتعرف تسوق عربيه.
...لا بس ممكن موتوسيكل  أو عجله
...اممم ماشى تمام ...بتشرب سجاير
...ساعات لما بكون مدايق
....بتصوم رمضان
.....الحمدلله حضرتك
.....حلو قوى يا على تيجى بكره صايم ياوحش
....أمر سعدتك
.. .يلا تقدر تروح دلوقتى
....يابنى خف على الواد هتموته
...جمال ياحبيبى اطمن ده فى عنيا لحد المهمه متم
....ربنا يستر على الواد
......................................
انتهى اليوم ببداية يوم جديد
نهار مختلف بجميع المقاييس صدمه للبعض
وألم للآخرين وأحلام لغيرهم.
فى جريدة (.......)
تم نشر مقال ترنيم بتوقيع الكنيه الخاصه بها نغم
وكان لحمزة اول نسخه من الطبع حتى قبل التوزيع
فكانت عيناه على الرغم من خطورة المقال معلقه بشئ
واحد نغم  بمجرد رؤيته للامضاء تتسع ابتسامة شفتاه
له .....
.........
أما الأحوال لدى فراس فكان اول يوم له لبداية تدريبه
السرى  .
الذى بدأ بطريقه جديه ونشاط قبل ان ياتى له جمال
صارخ بالأخبار الجديده
....فراس الحق شوفت جريدة (....... )ناشره ايه
....جمال جاى توقغنا من التدريب علشان
تقولى شوفت الأخبار من امتى يعنى بشوف أخبار انا
....لا دى أخبار تخص قضيتك وبصراحة كلام بالهبل عليك
بس بشكل غير مباشر
....انا
...اهو وخد شوف
بعد قراءة المقال توقع جمال ان يثور فراس ويقلب
الدنيا رأس على عقب ولكن رد فعله على خلاف.
...ممم حلو قوى حاطه أسماء جامده ومكلفه نفسها
الله وكمان اتهام ليا بالتقصير والجبن .
ياجامد وتهديد بوجود دليل كمان إمضاء نغم.
حلو والله اسم نغم ولا ايه رأيك ياجمال
.تلقى الآخر رد فعل صديقه بشكل زهول
....والله بعد الكلام المكتوب ده كله تقولى الاسم حلو
... رد بضحكة اه حلو وجديد
...هتشلنى.
أشار لذلك الذى كان يتدرب بجهد ان يرحل بدون تعقيب
ثم اكمل حديثه مع صديقه.
.....لا مش شلل بث واضح انها عندها ضمير علشان كده
نشرت أسماء جامده وده فعلا غلط لانه كده نبهتهم وممكن يهربوا
بس بقى بكلامها انه فى دليل هنا الموضوع اتغير
لو كلامها صح  يبقى فى حلين
الحل الاول انه يوصلولها ويخلصوا عليها وياخدوا الدليل
صمت مما اثار فضول صديقه.
...الحل التانى ايه.
...الحل التانى .انه احنا نوصل لنغم الأول وبكده ناخر هروبهم
ويبقى معانا الدليل وبعدين اعرف اسحبلها لسانها على الكلام
اللى كتبته عنى
...ضحك صديقه بمرح. مبتفوتش حاجه انت
  ....مبقاش الصياد لو سبت كلمه تعدى من قدامى
.....يبقى جارى البحث عن نغم
......................................
.....فى منزل فؤاد مدبولى
بعد انتهاء ليله عصبيه عليها لم تجف دموعها
لا تعلم ماذا تفعل تعتنى بوالدتها ام تذهب لتطالب
البحث عن جسمان شقيقها دوامة لا تعرف كيف تستقر
افاقت على صوت فؤاد الهاتف .
....يافتاح ياعليم انتى ايه اللى مقعدك كده قومى روحى أوضتك
...والله حضرتك أمى تعبانه مينفعش اسيبها
....بقولك مش ناقص طولة لسان غورى برا
روحى اوضتك والا ودينى أكمل ضرب فيكى والمرة
دى محدش هيحوشنى
...رأت الشر فى عينيه ونبرة صوته التى تعلو مع كل كلمه
ألقت نظرة لوالدتها الغافله فشفقت عليها من أن تفتح عيناها
بفزع من الصخب .لذلك قررت أن تخرج لتضمن لها النوم.
.....هخرج يا بابا  بس لو سمحت يعنى بلاش تعلى صوتك
علشان تفضل نايمه.
ابتسم لها بسخريه ولم يعقب على كلماتها ولكن بمجرد
خروجها اقترب من صابرين وايقاظها ليتحدث معها بشأن
شئ هام بالنسبه له ........
بعد مرور ربع ساعه خرج من المنزل كله
ولكن عند دخولها هى مره أخرى لتطمأن على والدتها
وجدتها فى حالة ترثى لها .
تشنج خطير أصابها وكانت عيناها تزرف دموع فى صمت .
مما جعل قلب المسكينه يقع أرض فهرولت لتطلب طبيب.
ومجرد رجوعها لها مرة أخرى وجدتها قد فارقت الحياة
...........................................
.....يتبع ....بقلم ولاء محمد

.....
.. اسفه على التأخير النت كان فاصل