8

16K 521 15
                                    

عشقك فوق القانون
الفصل 8
أما الكارثه الآن ظهوره فجأه أمام عيناها
ماذا تفعل وأين تذهب تسير خطوه يمين وخطوه يسار
إلى ان مثل امامها مباشره
وقبل  أن يستفسر منها سبب وقوفها فى هذا المكان بالتحديد
لم تجد هى حل آخر غير التظاهر بأنها تطوق دراجته النارية من الأتربة
رفعت إحدى يديها لتنظف بها
فما كان عليه سوى الاشاره لها بيده لتتوقف ويخرج من جيبه ورقة
نقديه ليعطيها لها بدون كلمه تصدر منه
...بينما يشفق بداخله على تلك المشاهد اليوميه التى تعب من
عتاب أصدقائه المسؤلين عن قسم الأحداث الذى يتخيل انه
مسؤل عن تأمين ملجأ للأطفال ولكن من يهتم بمن .
...بينما تنفست هى الصعداء بأنه لم يشك ولو شك صغير ان التى
أمامه فتاه يافعه وليست طفل صغير نظرت للورقه النقديه
معجبه بالفكرة  الآن أصبح تحت رحمة قلمها وأمام عيناها
وليوقفها ان استطاع..
............................................
فى احدى شوارع حى السيده زينب
بينما كانت تساعد والدتها للجلوس على إحدى مقاعد استراحه
بالطريق لتلتقط أنفاسها من السير  لفت انتباهها فتاة تحمل ملامح
الخوف من تتبع أحد الشباب خطواتها والهتاف بكلمات غزل صريح
بدون حياء منه والاسوء رؤية مجموعة من الشباب المشهد أمامهم
دون تدخل فقط المشاهدة .
شتمت بداخلها لتلك الأنواع من البشر ماذا ينتظروا أن يتطور المشهد
أمامهم اللعنه تلك الأخلاق .
. .أمى خليكى مكانك شوية وهرجعلك
فاطمه سيدة تبلغ من العمر 70عام رزقها المولى بفتاه وحيده تبلغ
من العمر 27عام تخرجت من كلية تجاره انجلش
....رايحه فين ياشيماء احنا خلاص قربنا نوصل
على البيت الجديد
...ثوانى بس فى ولد بيرخم على واحده والناس ماشاء الله
مستنيا دعوه عشان تساعدها  هروحلها وارجعلك بسرعه
....يابنتى وانتى هتعملى ايه قدامك رجاله بشنبات بيتفرجوا
....انا مش هعمل انا هنبهم بس
حيال انهت كلماتها كانت تركد تجاه الفتاه
وتضرب بحقيبة يدها رأس الشاب من الخلف
لتسكت معاكساته وتقلب لصراخ ليجتمع حولها
حشد من الشباب يتولوا مهمة تأديبه
....ااااه اتجنيتى يابت إننى
....انا اتجنيت ولا انت يا محترم
أحد الشباب حصل ايه يا انسه بتضربيه ليه
الكابتن بيعاكس أختى وكان هيمد ايده عليها
شاب آخر متدخل بالحديث طب يا انسه اتفضلى
خدى أختك وسيبينا مع البرنس شوية وهنظبطهولك
ابتسمت لكلاهما ممسكه بيد الفتاه لتبتعد عن ساحة
التأديب إذ بمجرد ابتعاد الفتاتان شرع الشابين
بضرب عديم الأخلاق إلى ان أصبح يتلوى بالأرض
....شكرا ليكى ياانسه بجد كتر خيرك فعلا
كان بيرخم عليا بالكلام
ابتسمت لها..و انتى بأسلوبك ده يا حبيبتى
كتير هيدايقوكى
نظرت لها الفتاه باستفهام فاكملت حديثها
..بصى يا أختى انتى وماشيه فى الشارع
متمشيش خايفه وتلفى حواليكى
امشى بثقه وبصراحه كمان يعنى متزعليش
وسعى لبسك شويه ده حتى احنا فى مجتمع شرقى
ده اولا وبعدين يا حبيبتى مينفعش تلاقى حد بيعاكسك
وماشى وراكى وتسكتى الناس مش هتساعدك كده
أبسط حاجه هيقولوها هى عايزه كده احنا مالنا
إنما لو لقيوا منك اى رد فعل هتلاقيهم حواليكى
بيدافعوا عنك.بمعنى أوضح اقلبى الوضع عليه
بدل متكونى خايفه منه خليه هو يخاف من ردك
...وتفتكرى لو زعقت ورديت عليه هيقولوا ايه
....هيقولوا جدعه بتجيب حقها هيقولوا بنت بميت
راجل المهم انك تعرفى تجيبي حقك مش تستنى
كلام الناس واقولك على حاجه أسهل من انك تزعقى
وتلمى الناس حواليكى هاتى شوية شطه وفلفل
وحطيهم فى ميه وعبى قزازه من برفان ولو حد
دايقك رضى على عيونه .
.دردت بابتسامه .. ...حلوه قوى الفكرة دى وبجد
مش عارفه اقولك ايه
...متقوليش حاجه ومش عيزاكى تزعلى منى على
الكلام اللى قولتهولك انا عايزه بس مصلحتك
...تسلمي
..................................
بعد مرور أربع ايام
استقر الوضع لدى ترنيم بتأجير غرفه صغيره
بفضل هيئتها الجديده
بأعلى أحد المبانى القرييه من قسم(..... )
لتكون على مقربه من هدفها
ولكن لم تستطيع التواصل مع اى من اصدقائها
أما لدى المقدم ياسر لم يطرأ جديد على قضية القتل
ما زاد من غضبه.
الوضع عند فراس أصبح أسوأ  لم يجدى تدريبه مع
الشاب الذى اختاره اى تقدم كبير يستطيع أن يجازف به
أما حمزه بعد التحقيقات معهم بشأن ترنيم كان أكثر
قلق على غيابها يوميا يتلكأ بسيارته فى الطرقات
على أمل ان يجدها ويستطيع مساعدتها ..
...............................
فى صباح يوم جديد
ضاق بها الأمر فتخذت قرار المجازفة بمحاولة
الاتصال بسميره من هاتف عمومي حتى تستطيع
أن تواصل نشر مقالاتها
....سميره انا ترنيم أخبار الشغل عندك ايه
شهقت الاخره من المفاجأه والتفتت برأسها
فجأه لتتأكد بانها وحدها بالمكتب
.  ...ترنيم اذيك ياحبيبتى اخبارك ايه
......الحمد لله
.......يابنتى مش قلتلك متتصليش ممكن يعرفوا
مكانك .
....تعبت ياسميره وبصراحة عايزه اعرف ابعتلكم
مقالاتى ازاى عايزه انشر
......مجنونه وربنا مجنونه هتودى نفسك فى داهيه
جحظت عينا ترنيم عندما وجدت إمرأه عجوز يدفعها
رجل ليحصل على حقيبتها ويركد فلم يكن أمامها سوى
إلقاء سماعة الهاتف من يدها غير مباليه بصديقتها
على الهاتف لتنجد تلك المرأة
.......
على الجانب الآخر فى قسم (...... )
انقلب الوضع فى ثانية واحده بمجرد وصول اشاره
لمكان ترنيم
ركد أحد مسؤلى الإلكترونيات بهتاف للنقيب ياسر
....باشا باشا لقيناها
....رد بتعجب ايه هى
...ياسر باشا البنت اللى بندور عليها لقيناها اتصلت على
رقم زميله ليها فى الجريده وحددنا الموقع فى منطقة (..... ... )
نهض من مقعده مهرول للخارج بهتاف
....اجمع القوه بسرعه ورايا يلا
........
بينما  على الطريق لدى ترنيم بعد مساعدة المرأة للنهوض
بالكاد استطاعت إمساك  السارق.
فى ذات الوقت كان داخل  سيارته فى دوريه عندما رأها للمره الخامسه
ولكن هذه المرة تختلف عن المرات الأولى ففى
كل مره يراها  امام القسم تعافر لتصل بيدها لأعلى
زجاج السياره لتتوقه وتأخذ الأجر  ويرمقها بنظرات استعطاف
  بأنها طفل صغير يعافر ليكسب لقمة عيشه ولكن
تلك المرة ممسكه لص وتكيل له الضربات كلاعب كراتيه احترافى
كانت تشبه بملابس الشباب طفل لم يتجاوز   16من  عمره
فقد ساعدها جسدها الصغير أن تخفى أنوثة فتاه25من عمرها
فلم يدرك هو ولو للحظه بأنها فتاه ولكن جل مالفت انتباهه بأنها
تضرب ذلك اللص بمهارة فائقة فاعجبه
أدائها ومساعدتها للسيده الكبيره فى السن
وكان يبدوا هو الآخر أشد وسامه  بزيه  الرسمى ذو اللون الأسود
أمر أحد العسكر بالقاء القبض على اللص  وزجه بسيارة اللصوص (البوكس)
وبجديه مخرج رأسه من زجاج سيارته الخاصه بعمله   يناديها
..... ....خود هنا يا شاطر
رمشت بعينيها وقد ثبتت بمكانها وكانه اكتشف أمرها فظلت تائهه لبرهه
إلى ان افاقت على صوته مرة أخرى
عقد حاجبيه بتعجب لصمتها.......مش بكلمك اسمك ايه يا شاطر
ردت  بخوف من أن يكشف سرها
...... ها  انا
رد بسخريه...امال انا
ظلت  كاتمه ضحكاتها لمناداته لها بشاطر .
.....اسمى ن ن نبيل اسمى نبيل
امسك ازنه بتعجب من نبرة صوتها الأنوثى ولكنه توهم انها صبى
لم يتجاوز مرحلة المراهقة لذلك لابد من وجود عدم ثبات
فى احباله الصوتيه
أكمل حديثه مازح....مالك يابلبل صوتك كده مش تخشن شويه ياجدع
بس انت شكلك صغنون واضح انك فى مدرسه صح اعدادي بقى ولا ثانوى
ابتسمت  وقد تنفست الصعداء لعدم اكتشاف هويتها كفتاة
وقررت أن تجاريه بالحديث لكى تستطيع الهرب
.....ها لا يا باشا انا المفروض فى اولى ثانوى بس الحال
على القد فمرحتش مدرسه
... ....لا حول ولا قوة الا بالله بس انت بتضرب حلو
........امال ايه انا واخد الحزام الأسود فى الكاراتيه
صاح بإعجاب ....عال عال وانت ساكن فين يا نبيل
تملك الرعب من ترنيم مرة أخرى فإن عرف مسكنها سيتم
كشف هويتها ويكون مصيرها خلف القضبان لا محاله
ردت  باندفاع. ...فى الشارع.
سأل بتعجب .....فى الشارع ازاى يعنى طفل شوارع
............
. ...  ...............................................
فى منزل فؤاد مدبولى ..أصبح منزل الحاجه فاطمه
   كانت  تجوب غرفتها ذهاب واياب بحيره
...فى ايه يابنتى اهدى شويه خيلتينى
.....يا أمى احنا لينا 4ايام من يوم مجينه هنا
ومش عارفه اجيب محل صغير أفتح مكتبة هدايا
اطلع منها مصروفنا
...يابنتى الفارج ربنا وهتتعدل بس اهدى وحضرينا
فطار
...عندك يا ماما والله جعانه
على الجانب الآخر فى منزل أحمد
كان جاحظ العينين ممسك سور الشرفه بكفيه  فى زهول
يرى ظل من فى شرفة الغرفه أمامه يجول ذهاب واياب
ظل يحدث ذاته بعدم تصديق
...هى أمى مش قالت عمى فؤاد وترنيم عزلوا
من يوم العزا يبقى اللى انا شايفه ده ايه عفريت
عفريت الشقه اتسكنت بسم الله لا لا انا بيتهيألى
عفريت نهار اسود
اتت  فاطمه على صوت ابنها
....فى ايه يا مصطفى مالك
.......
.........................................
فى الطريق
سأل  بتعجب.....فى الشارع ازاى يعنى انت طفل شوارع
صاحت بصدمه ..لا لا لا لا ياباشا  بس ابويا راجل شرانى طردنى من البيت
هز راسه بأسف.....لا حول ولا قوه الا بالله طب تعال اركب
تحدثت بعدم فهم.....اركب فين ياباشا
نظر لها بجمود...فى العربيه
ردت بتوجس. .. .ليه ياباشا هو انا ضربت الحرامى المفروض اتسجن معاه ولا ايه
ردبابتسامه .....باين عليك عيل لمط اركب وبطل غلبه انت بتقول مفيش
ليك بيت وبصراحه باين عليك دماغ فانا هلقيلك شغل بدل قعدتك فى الشارع
ارادت التخلص منه ....شكرا ياباشا انا بشتغل قهوجى
فراس بجديه وحركه سريعه يضع نظارته السوداء على عيناه ونبره حاده قويه هادئه
ارتعدت منها المسكينه
بقول اركب ومش عايز كتر كلام
مبتلعه ريقها فهى لا تعلم كم من مصيبه ستجد بعد ففضلت ان تصعد
للسياره على اثر نبرة صوته القويه حتى لا يشك بها
..... ...ح حاضر ياباشا
تحدث سخريه........جيل ايه ده اللى مبيجيش غير بالعين الحمرا
بعد ان صعدت نغم سيارة فراس الخاصه بعمله الى جواره لم تتفوه بكلمه
فتلك اول مرة تجلس بجوار شاب والمصيبه الكبرى ظابط فجل ما دار بخلدها
الى ماينوى هل سيطلب عنوان منزلها مره اخرى ام كما ظنها طفل مراهق لم يتجاوز
سن 16 عام هارب من والديه فيقوم بتسليمها للاحداث  اى كارثه وقعت بها
وبعد فتره من الزمن وصلا قسم الشرطه وحثها على النزول الى ان وصلا مكتبه الخاص
فك حالة الصمت نبرة صوته التساؤليه عن مشروبها المفضل
فراس ملقى مفاتيحه على المكتب وجلس بشموخ على كرسيه الخاص
......ها تشرب ايه يانبيل
ردت ببلاهه........هوت شوكلت
فراس باستغراب عاقد حاجبيه...........نعم ياخويا عايز ايه
احست بكلماتها المندفعه
........احم شاى هات شاى ياباشا
فراس ضاغط على زر الساعى الخاص......انا سمعت كده برضوا شاى
ظلت تغمغم وتدعى الله ان تخرج دون ان تسجن
بعد ان وصل الساعى وقدم قهوة فراس المفضله والشاى لها
ظلت ترتشف الشاى على مهل فى المقابل فراس  كان قد انهى قهوته
وكأنها لم توضع على النار وظل يراقب ترنيم التى تخشى ان يحترق لسانها
من سخونة المشروب
تحدث بضيق ............اشرب الشاى بسرعه هخلص الورق ده ونمشى
ردت بجرأه........يعنى ادلقه فى بوقى هو وسخن وبعدين ياباشا هنروح فين
تانى مش المفروض اطلع من هنا اروح اشوف اكل عيشى
فراس بحزم.........لا يابلبل هتروح معايا البيت
كانت ترنيم  ترتشف الشاى وبعد سماع تلك الكلمات
بصقت جل مافى فمها على المكتب او بالاخص على الاوراق
الخاصه به غير مدركه للكلمات وظلت تسعل
..................
.......................................................
يتبع.........بقلم .ولاء محمد

عشقتك فوق القانونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن