13 ✔

5.6K 633 38
                                    

لـنَتحدثْ بهـدوءٍ.. حَتى لا يـسْرِق الـنَسيمُ منا كَلِماتِ الغَـزلِ~




°°°°°°°°°°°°°°°°°°°




لم تعلم ييريم كم مضى من الوقت و هي و سيهون على هذه الوضعية، أنفاسه الدافئة التي تلفح رقبتها كانت قد أصبحت منتظمة منذ مدة عكس قلبها المضطرب، قميصها تبلل بالكامل تقريباً بسبب قطرات الماء المنسابة من شعره.

"سيهون؟"

نطقت بإسمه هامسة لتتأكد إن كان نائماً أو لا، لم يبد ردة فعل في البداية و لكنها عندما حاولت أن تبعد يديه من على حولها رفع رأسه ببطء من على كتفها، تفاجئت من كونه مستيقظاً طوال هذه المدة.

"هل.. أنت بخير؟!"

هي تعلم أنه ليس بخير و لكنها لم تجد شيئاً آخر لتقوله، كان ينظر لها بشرود لوهلة و لكنه إنتبه لنفسه و أخيراً أرخى يديه من حولها لتشعر بالفراغ الذي كان يملؤه عندما كان يحتضنها.

مسح وجهه بيديه ليعيد شعره المبتل للخلف، بعدها دفن وجهه بين قدميه بينما يضمهما على صدره كالطفل.

لم تعلم ييريم ما الذي عليها فعله، لا تريد أن تتحدث كي لا ينزعج و لكنها تريد أن تعلم من الذي توفي.

نظرت لشعره الذي ما زال رطباً لتعود و تنظر ليديه التي تترتجفان مع أنه يضمهما بقوة.

وقفت ببطء للتجه نحو الحمام و تحضر منها منشفة لكي يجفف شعره.

"سيهون.. على الأقل جفف شعرك كي لا تمرض"

تحدثت معه بصوت خافت و لكنه لم يتحرك إنشاً واحداً، ترددت في البداية و لكنها جلست على حافة الفراش بينما هو ما زال على الأرض، مدت يدها التي تحمل المنشفة لتبدأ بتجفيف شعره ببطء، عندما لم تلحظ منه أي ردة فعل أكملت تجفيفه لتعيد المنشفة لمكانها.

عندما خرجت من الحمام وجدته قد وقف أخيراً و هو ينظر لتلك البدلة السوداء التي أخرجها من قبل، قاطع صمتهم صوت هاتف سيهون الذي بدأ بالرنين معلناً عن إتصال.

نظر سيهون نحو هاتفه الملقى بإهمال في الفراش بطرف عينيه ليأخذ نفساً عميقاً و يمد يده ليسحبه و يضعه على أذنه.

"سأكون غداً في الجنازة، لا تقلقوا!"

أغلق الهاتف فوراً في وجه الشخص الذي إتصل به ليمسك بالبدلة السوداء و يضعها على الكرسي الذي في الغرفة و يجلس هو على الفراش واضعاً رأسه بين يديه بينما يغمض عينيه بقوة.

من الصعب مواساة شخص ما عندما يكون حزيناً، فأنت لا يمكنك أن تكون قد مررت بنفس الشعور من قبل، من الممكن أنك قد مررت بالأسوء، و لكن هنالك أحزان تترك ندوب على القلب لا يمكن محيها كفقدان شخص عزيز عليك.

قَهْوة سَوْداء || O.SHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن