مرة أخرى !

4.3K 430 117
                                    













أمسكت ييريم بالقلم بين أناملها تراجع الورقة التي أمامها قبل أن توقع برضى ، كان جونغكوك يراقبها بدون إقتناع ، تنازلها عن كل أسهمها في الشركة له شيءٌ لم يرحب به أبداً منذ البداية و لكنها كانت أكثر إصراراً منه .. بعد أن إنتهت من توقيع جميع الأوراق وضعت القلم جانباً لتمرر الأوراق للمحامي الذي أخذها و وقع عليها أيضاً ، بقي توقيع جونغكوك الذي ما زال لا يريد أن يفعل هذا ، كان يجلس خلف مكتبه يزم شفتيه بينما يضع أنامله على ثغره يراقب ييريم التي تحثه على التوقيع.

"هيا جونغكوك !"

"لا أعلم لماذا تفعلين هذا حقاً "

همس جونغكوك بعد أن أمسك بالقلم و وقع على الأوراق بسرعة ليعود لوضعيته السابقة ، جمع المحامي الأوراق بعد أن تأكد بأن كل شيء تم بطريقة قانونية ، إنتظرت ييريم حتى خرج المحامي من المكتب لتسترخي كلياً على مقعدها ، اليوم هي قررت القدوم للشركة مع جونغكوك للتوقيع على أوراق التنازل ، بعد ما حدث معها قبل يومين و لقائها مع السيدة أوه هي قررت أن تنهي كل شيء لتعود بأسرع وقت لكندا ، قدومها لكوريا من البداية كان خطأ ، و حتى لقائها بسيهون التي كانت حريصة بأن لا يتكرر..

"تعلمين أن أرباحكِ في الشركة ستستمر بالوصولِ إليكِ شئتِ أم أبيتِ ، هذا التنازل سأعتبره توكيلاً ليس إلا "

تحدث جونغكوك بعد صمتٍ طويل لتومئ ييريم بإستسلام ، رأسه يابس و لن تستطيع أن تتجادل معه أكثر من هذا ..
أمسكت هاتفها عندما وصلتها رسالة ، ألقت نظرة سريعة قبل أن تتسع عينيها بتفاجؤ..

"ماذا هناك ؟"

"هل قمتَ بإلغاء رحلتي لتورنتو ؟!"

"بالطبع سأقوم بإلغائها ، لماذا قررتي العودة فجأة ؟!!"

زفرت ييريم الهواء بضجر قبل أن تضع الهاتف بقوة على الطاولة التي أمامها ، كان جونغكوك ينظر لها بغضبٍ طفيف منتظراً منها أي مبرر..

"أنا أتيتُ أصلاً من أجل الشركة ، و الآن بعد أن فعلت ما أريد قررت العودة ، ليس لدي شيءٌ هنا !"

"الأمر له علاقة بالسيدة أوه ، صحيح؟!"

إتسعت عيني ييريم بدهشة تتطالع الجالس خلف الطاولة بهدوء ، لا يجب أن يعلم أحد .. هذا ما فكرت به ييريم قبل أن ترخي معالم وجهها ..

"ما الذي تتحدث عنه ؟!"

"رأيتها يوم حفل الزفاف تتجه نحو دورة المياه بعد ذهابكِ لها لفترة قصيرة ، بعدها إختفيتِ تاركةٍ لي رسالة غبية لأعود للمنزل و أراكِ تبكين في غرفتكِ بهستيرية .. هل تظنين أنني مغفل ييريم ؟!!"

إنتفضت من صوته العالي و أغمضت عينيها بإستسلام ، لم تكن تعلم أنه يراقبها عن كثب ، هي حتى لم تعلم أنه رأى بكائها في الحديقة الخلفية للمنزل بعد عودتها .. أخفضت ييريم رأسها و أمسكت بكمِ قميصها بقوة قبل أن تنظر إليه ..

قَهْوة سَوْداء || O.SHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن