توقيت

3.8K 415 117
                                    














”الرجاء من ركاب الرحلة رقم 212 المتجهة لواشنطن التوجه للبوابة رقم خمسة“

شدت قبضتها على جواز سفرها تنظر أمامها بتوتر ، هل تتراجع ؟! ما زال هناك وقت .. هذا ما كانت تفكر به ، في اللحظة الأخيرة شعرت بالضعف الشديد ، هي حتى لم تنتبه لسورين التي تقفز أمامها محاولة إنتشالها من بئر أفكارها

"ييري إنها رحلتنا ، هيا .. هيا !"

تحركت حدقتي ييريم حولها تنظر للمسافرين الذين توجهوا بالفعل نحو البوابة يتم التأكد من جوازات السفر خاصتهم قبل أن يدخلوا الممر المؤدي للطائرة..

"أختي !"

صرخت سورين بإستنكار لتتنهد ييريم أخيراً و تقف على قدميها ، أمسكت بيد أختها و توجهت للبوابة عازمة أمرها

#ييريم



حسناً ، شهر واحد لن يضر صحيح؟ سأرى خالتي و جونغكوك و أقوم بالتوقيع على بعض الأوراق و كفى ..لا يجب أن أبقى أكثر من ذلك ، شددت معطفي حولي و أنا أقف في الصف حتى أتى دوري لأبرز جواز السفر خاصتي و خاصة سورين ، عشر دقائق و كنا داخل الطائرة .. ما زال هنالك هاجس يخبرني أن أنزل من هذه الطائرة و أعود للحياة التي كنت أعيشها ، و لكن هنالك أيضاً قوة غريبة تجعلني أريد الذهاب لكوريا في أسرع وقت ، بالتأكيد لأرى عائلتي فقط ..

الحماس كان يملأ سورين و هي تتحدث بدون توقف عن ما ستفعله فور وصولنا هناك ، كنت أستمع لها بإهتمام بينما أبعث بشعرها ، أخبرتها أن تنام قليلاً و لكنها أبت .. أمامنا رحلة طويلة جداً ، فمن تورنتو توجهنا لواشنطن و الآن سنستقل طائرة أخرى لسيئول .. الرحلة ستكون قرابة الستة عشر ساعة و لذلك أحضرت الكثير من المجلات و كتب التلوين لتلهي سورين..

و ها هو النداء للطائرة المتوجهة لسيئول قد تم الإعلان عنه ، توجهنا للطائرة للمرة الثانية و أخذنا أماكننا ، كانت سورين على يساري تطل على النافذة بينما يميني كرسي فارغ لم يجلس به أحدٌ بعد ..

"سورين الرحلة ستكون طويلة جدا ، لا تتذمري كثيراً حسناً ؟!"

"حاضر ، أظن أني سأنام قليلاً "

تكورت في مقعدها و أغمضت عينيها محاولة النوم ، الساعة قاربت للواحدة صباحاً و وقت نومها دائماً يكون في التاسعة أو العاشرة إذا تأخرت .

لم تتحرك الطائرة بعد و ما زال الركاب يصعدون على متنها ، تنهدت و أمسكت بهاتفي أخذ صورة لسورين قبل أن أغلقه نهائياً ، أخذت مجلة كانت أمامي و بدأت بتصفحها بملل حتى شعرت بأحدهم يجلس بجانبي ، لم أتكبد عناء النظر له و إستمررت بتصفح ما أمامي حتى سمعت صوته يتحدث مع المضيفة..

و لسبب ما ..

بدى صوته مألوفاً ، لم تكن لغته الانجليزيه ممتازة لذلك علمت أنه أجنبي ، رفعت مقلتي أسترق النظر لأقابل ظهره ، ما زالت تلك المضيفة تقف و تتحدث معه و يبدو أن هناك خطأً في رقم مقعده أو شئٍ كهذا ..

قَهْوة سَوْداء || O.SHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن