6

7.7K 170 0
                                    

الحلقه 6

اشرقت الشمس بنورها الذهبى الساطع على عروس البحر الابيض المتوسط لتداعب نسمات الهواء العليله رموش بطلتنا السابحه فى نوم عميق فمنذ عده ايام و هى كانت لا تستطيع النوم
تململت فى فراشها و قامت و ذهبت الى مرحاضها قابلتها امها البشوش
الام: يالا الفطار يا حبيبتى
نواره اكتفت بهزه رأسها و مشاوره لامها بيدها على قهوتها فهى الاشاره التى اعتادت عليها امها
توضئت و صلت و ارتدت ملابس كاجوال عمليه جدا جينز كحلى و بلوفر خفيف من اللون الرصاصى الفاتح و تحته احدى الشيميزات البيضاء و فى ارجلها حذاء رياضى يحتوى على اللونين الابيض و الرصاصى
و رفعت شعرها الناعم بعشوائيه مما اعطاها منظر جذاب ووضعت القيل من الماسكارا البنيه و الكحل وملمع الشفاه فهى لا تحتاج الى زياده
شربت قهوتها على عجله و تناولت مفتاح سيارتها و همت بالوقوف لتخرج من منزلها
الام بثينه: و الله انا ما عارفه لزمتها ايه العربيه دى انتى مش بتسمعى عن الحوادث يا بنتى
نواره: لازم يا ماما انا طول النهار بلف على المواقع و الموصلات بهدله
الام: يا بينتى و فلوسها بس هتتصرفى ازاى فى دفعها
نواره بملل من تلك الحوار العقيم: ماما انا مستعجله ممكن انزل انا حكيت لبابا كل التفاصيل هو يحكيلك لان فعلا مشغوله
و فى تلك اللحظه يرن هاتفها لترد بخشونتها
نواره: ايوه يا فرج
فرج: يا باشمهندسه هو فى طلبيه حديد هتنزل الموقع النهارده
نواره: اه يا فرج هو لازم اكلمك و اقولك دخلها على المخزن و اتأكد انها متغطيه كويس بالمشمع
تحسب للدنيا احسن تشتى ولا حاجه مش عايزين الحديد يصدى مننا يا راجل يا عجوز
فرح: تحت امرك يا باشمهندسه
نظرت الى والدها و اشارت اليهم انها خرجه نزلت من المنزل استلقت سيارتها
( الماتركس) ذات اللون الاحمر القاتم
و ادارت المسجل على تلك الاغنيه التى تعطيها طاقه غير طبيعيه لاستمرار بقيه اليوم
( طلع الصباح - لفريق كايروكى)
طلع الصباح كل الجمال في طلعته
والنور سرح كحل عينينا بفتنته
والطير صدح للمولي جلّت قدرته
الحان جميلة تنعش القلب الحزين
يسعد صباحكم كلكم يا شغالين
الشمس طالعه بابتسامة الأمل
شعلة ياقوت زي الخدود وقت الخجل
بتقول يا نايم قوم بدأ وقت العمل
دي الدنيا خيرها وعزها للشقيانين
يسعد صباحكم كلكم يا شغالين
يا ولاد بلدنا من جنوبها لشرقها
يا مشمرين عن السواعد كلها
النور حضن بلادنا و ضمّها
والشمس هلّت بالأمل علـ الشقيانين
يسعد صباحكم كلكم يا شغالين
طلع الصباح كل الجمال في طلعته
والنور سرح كحل عينينا بفتنته
والطير صدح للمولى جلّت قدرته
دي الدنيا خيرها وعزها للشقيانين
يسعد صباحكم كلكم يا شغالين
فى تلك الاونه من الزمن كانت تجلس بثينه لمحسن مثل المحقق كونان
بثينه: هو انا اخر من يعلم فى البيت ده يا سى محسن اتفضل فهمنى بنتك جابت عربيه منين
محسن: يا سيتى زى ما انتى عارفه انها الكل فى الكل و بقت دراع صاحب الشغل اليمين
فهو بدل ما يديها مرتب
قاطعته بثينه صارخه:يالهووى ادى البت عربيه مقابل ايه خد منها ايه
محسن: جرا ايه يا وليه بطلى التخاريف اللى فى دماغك دى يظهر المسلسلات خلاص اكلت نفوخك
هتسكتى و تسمعى ولا اقوم و اسيبك
سكتت بثينه و استدرك محسن كلماته: بنتك بدل المرتب بقا لها عموله تعتبر دلوقتى زى الشريك
فطبعا ده احسن لها من المرتب الف مره و الباشمهندس حسن جابلها العربيه و بيخصم تمنها منها
بثينه: قولتلى زى القسط يعنى
محسن يضحك على دماغ زوجته الصغيره: حاجه زى كده بس بدل ما من معرض العربيات بقت من صاحب الشغل
بثينه: بس انا قلبى واكلنى على البت دى
دى بقت زى الرجاله شفتها بتكلم الراجل ازاى
محسن: بنتك بتتعامل مع طبقه عمال يعنى لو مابقتش زيهم و راجل اكتر منهم يتخاف عليها
بثينه: يا خوفى
محسن: ارمى تكالك على الله يا ام نواره
فى تلك الاثناء كان يجلس على مكتبه البسيط المتواضع و امامه كوم من الاوارق
يجب عليه مراجعته و تسليمه لكنه شعر بالملل و الضيق اسند ضهره على كرسى مكتبه الخشبى
و عاد بذاكرته لاكثر من عاميين بشئ بسيط
تذكر تلك الحسناء التى كانت تجلس فى مكتبه على احدى قدميه و تطوق رقبته بذراعيها و هو الاخر يطوق خصرها بذراعيه و يهيمان فى قبله حميميه
لتفتح فى تلك الاثناء نواره و تدخل لترى هذا المشهد المقذذ للغايه امام اعينها
فها هو زوجها فى احضان اخرى لم تستطيع ان تنظر الى وجهه لتتركه و تذهب
خالد: قومى يا شيخه الله يخربيتك
الفتاه: يا سلام على اساس ان مراتك مش عارفه باللى بتعمله
خالد: اسكتى خالص حتى لو عارفه و عامله عبيطه بس مش لدرجه تشوفنى بعنيها
الفتاه بدلع : يا لودى سيبك منها بقا
خالد: غورى من وشى بقا
قامت و التقطت حقيبتها
الفتاه بغضب عارم: بكره تندم يا خالد ان ما ندمتك ما بقاش انا شاهى
خالد بأرف منها: بلا شاهى بلا ناهى فى ستين داهيه
جلس يفكر و يفكر الى ان توصل لحل يجعل نواره تأتى راكعه تحت قدميه ولا تستطيع البعد عنه
يفيق من شروده على صوت مديره و هو يرمقه بنظره غاضبه و كلام ليس يصح ان يتفوه به امام الزملاء
ليترك خالد المكتب و يخرج من عمله
فى تلك الاحيان بعد ان انهت اللف على المواقع جميعها و تفقدت كل شئ بنفسها عادت الى المكتب
اسراء: منوره يا هندسه
نواره: بنورك يا عسل الباشمهندس جوه
اسراء: اه ده مأكد عليا انه مستنيكى
نوراه: هدخله
اسراء: طيب لما تطلعى عايزاكى
نوراه هزت رأسها و هى تخبط على باب المكتب لكن لم يأتيها رد من الداخل
لتفتح الباب
لتصرخ بصوت يدوى فى ارجاء المكتب بأكمله و كل من به ينتفض اثر صوت صراخها
نواره بلهفه تجرى على حسن الملقى على الارض و كأنه فارق الحياه لكنها
حاولت ان تتحسس نبضه لتعلم انه مازال على قيد الحياه
اسراء : اطلبوا الاسعاف بسرعه
نواره بصوت صراخ باكى: اسعاف ايه احنا هنستنا لما يضيع من بين ايدينا
اى حد من الرجاله اللى هنا يشيلوه لحد عربيتى و انا هطلع بيه لاقرب مستشفى
نواره موجهه تعليم لاسراء: مكتب الباشمهندس يتقفل بالمفتاح و تجبهولى شخصيا يا اسراء و ماحدش يدخل لو حاجه حصلت فى مسئوليتك
و بالفعل ساندت نواره و بعض الموظفيين فى المكتب الى ان ابعدها احدهم
ابعدى يا باشمهندسه انزلى دورى عربيتك و احنا هنزله على طول
بالفعل ركضت على درجات السلم ولم تنتظر المصعد و اتت بسيارتها امام المدخل المؤدى للعماره
و ادخلوه الى السياره و انطلقت به نواره الى اقرب مشفى
نزلت لتصرخ ترووووووولى بسرعه بسرعه
اتاها العاملون بالترولى و وضعوا حسن عليه
و اغلقت سيارتها بجهاز التحكم عن بعد
و قفت حتى خرج الدكتور و طمئنها على حسن
الدكتور: حضرتك بنته
نواره: لا انا موظفه عنده هو ماله يا دكتور
الدكتور ببرود: انا عايز اكلم حد من عيلته
نواره: كلمنى انا مش انا اللى جيباه
الدكتور: حالته خطيره بصراحه سكره فوق ال 500
نواره : يالهوى ى و العمل
الدكتور : عايز راحه تامه
الا قوليلى انت مالك ملهوفه عليه كده
نواره : نظرت له نظره ناريه
ينفع ادخل اطمن عليه
الدكتور: اه بس بلاش ترهقيه
نواره تقدمت بضع خطوات الى ان دلفت داخل غرفه حسن النائم على السرير و هو لا زال لا يشعر بما يدور حوله
لكنها وجدته يفتح عينه ببطئ
تهللت اساريرها
نواره: الف الف حمد على سلامتك يا باشمهندس
حسن: هو ايه اللى حصل
نواره: انا جيت بسأل اسراء عليك قالتلى انك فى المكتب
جيت ادخل لحضرتك لقيتك واقع على الارض
حسن: و مين اللى جابنى هنا
نواره: انا يابشمهندس كانوا لسه هيطلبوا الاسعاف بس انا مارضتش قلت هتتاخر و علشان كده خليت الرجاله فى المكتب يساعدوك لحد ما جبت العربيه و جيت بحضرتك على هنا على طول و اهه الحمد لله اطمنت عليك و كمان مأكده على اسراء مكتبك ماحدش يدخله و يتقفل بالمفتاح
حسن: ربنا يبارك فيكى يا بنتى و يكفيكى شر المرض
نواره: و يقومك بالف سلامه لينا يا هندسه ده انت الريس و كلنا تلاميذك
حسن:و الله انتى احسن من عيالى ربنا يعوضك خير يا بنتى
ممكن اطلب منك طلب
نواره: انت تؤمر يا هندسه
حسن: كلمى محمد ابنى عرفيه باللى حصل يمكن يخلى عنده دم و يفتكر ان له اب يسئل عليه
نواره: ما بلاش تقلقه عليك و انا اهه معاك و اللى انت تؤمر بيه
حسن:ربنا يخليكى يا بنتى معلش اعملى اللى طلبته
همت بمسك هاتف حسن و اجرت مكالمه دوليه الى لوس انجلوس تحديدا
ليأتيها صوت محمد
محمد: يا بوب يا بوب واحشنى
تنحنحت نواره و قالت انا مش الباشمهندس حسن
محمد بخضه: انتى مين
نواره: انا موظفه عنده بس هو تعبان و فى المستشفى و انا اخدت تلفونه و حبيت ابلغ حضرتك علشان لو حبيت تنزل تطمن عليه
محمد بخوف: طيب هو كويس لو سمحتى طمنينى
نواره: الحمد لله احسن بس يفضل ما يبقاش لوحده الفتره الجايه
اغلقت مع محمد و نظرت لحسن ليقول لها
حسن: يسلم فومك كويس انك ما قولتلوش انى انا اللى طلبت منك كده
نواره: تربيتك يا كبير
ترك عمله و خرج ليذهب الى شط البحر ليرجع بذاكرته مره اخرى للخلف و هو يتذكر خطته الجهنميه فى الاوقاع بنواره
رفع سماعه هاتفه و حدث والدها بسرعه قبل ان تصل للمنزل و طلب منه ان يخرج معاها
محسن: هى مراتك يا ابنى وهو انا هقولك لا برضوا
خالد بخبث و انتصار: ماشى يا عمى قلت استأذن حضرتك الاول
و هم بقياده سيارته بسرعه جنونيه ليصل قبلها الى منزلها
و ينتظرها لياخذها معه بالعافيه بعد جدال طال على التلت ساعه و كثيرا تحاول ان تفلت منه
فهى لا تطيق حتى النظر اليه
ليجذبها من ذراعها و يأخذها الى سيارته و يتحرك بها الى

تلك الشقه........... الشقه المشئومه
شقه نزاوته
ياترى ماذا سيحدث فى الحلقه القادمه لنواره
منتظره التوقعات


الى اللقاء فى الحلقة القادمة

كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن