60

5.4K 106 0
                                    

الحلقه 60

عادت نواره الى غرفتها .. ارتمت على فراشها ...و شردت فى ادهم .. وفى مواقف شتى جمعتهم ببعضهم البعض ...بغيرته.. بحبه ...بشوقه.. بلهفته... مر اليوم بأكمله و هى تفكر... لتتوصل الى انها لابد ان تحكى معه و تخبره بشروطها كى ترضى بهذا الزواج التى دعت الله من اجله كثيرا ان يتم اجلا و ليس عاجلا
مر اليوم بغير احداث تذكر سوى ان ادهم سعيد جدا ..من انه كشف الى نواره انها لازالت تحبه بل تكابر .. و هو ايضا سعيد لان سيعود هو و حبيبته جسدين بروح واحده ...بعد عذاب فراق الامهم لعام بأكمله ....
فكل منهم عرف مكانته عند الاخر ...فالاثنين تأكدوا انهم لم يستغنوا عن بعضهم البعض ...لكن لابد ان تتنازل السيده نواره عن هذا العناد الذى سيؤدى فى مره الى تهشم رأسها على يد حبيبها...و هو الاخر يجب ان يترك غروره معها هى فقط ...
*******************************
كان يجلس اسر مع نفسه ..يحاول ان يكفر عن ذمبه ..فعقله يدور و يدور لابد ان يثبت حسن نيته لصديقه ... الى ان توصل الى ..
اسر: سااااره وحشانى جدا
ساره: اهلا يا حوت حمد لله على سلامتك ...
اسر: ربنا يخليكى يا شديده .. انتى عامله ايه .؟؟
ساره: اهه يا اخويا على حالى لا يسر عدو ولا حبيب
اسر: ايه ده ليه؟؟ مافيش .. حد كده .. ولا كده
ساره: لا اجوزت
اسر: اوبااا من غير ما تعزمينى ... و ده مين القادر اللى قدر عليكى
ساره بحزن: الزفت خالد
اسـر: هههههه مالاقتيش غير خالد يا ساره
ساره: بس بس ده طلع مريض نفسى ..ده اللى اسمها نواره دى عملتله عقده فى حياته ...
اسر: لا حول ولا قوه الا بالله ... طيب و ايه الحال دلوقتى
ساره: سرق كل حاجه بتاعتى ..صيغتى ..و عربيتى .. و فلوسى ... و كل حاجه ..ماسبليش غير الشقه الايجار الجديد اللى انا اعده فيها
اسر: طيب و انتى دلوقتى عايشه ازاى
ساره: اهه بشتغل فى محل ملابس بياعه
اسر: ياااه يا ساره للدرجادى .... الحال ادحدر بيكى
ساره: اه والله يا اسر... ما هو ذمب ادهم و مراته ... فعلا ربنا مش بيسيب... خد حقهم منى ..خراب بيتهم ده جه على دماغى
اسر: يمهل ولا يهمل ...بس الحمد لله على كل حال ..المهم تكونى اتعلمتى من غلطك
ساره : انا عايزه اقابل ادهم
اسر: ساره سيبى ادهم فى حاله ...ده لسه فايق من غيبوبه من 5 ايام و لسه دراعه فى الجبس
ساره: صدقنى انا بس عايزه اقوله كلمتين و وعد مش هضايقه ولا هقرب منه بعد كده تانى
اسر و قد استشعر صدق كلامتها: خلاص يا ساره بس لازم اقوله الاول ...
ساره: ماشى بس ياريت قبل ما اسافر
اسر: هتروحى فين ؟؟
ساره بحزن ههرب فى اى حته ..خلاص مابقتش مستحمله الاعده فى البلد دى..هحاول ابدء حياه جديده و نضيفه ...
اسر: تمام ربنا يوفقك و استنى منى تلفون ...اكيد هبلغك بالمعاد..
***************************************
شريف: بت يا سوسو ... جهزتى كل حاجه ليوم الخميس
اسراء: اه بس نواره راكبه دماغها ... لسه و مش راضيه تنزل تشترى اى حاجه ..ولا حتى فستان .. و كل ما اقولها يا بنتى ده كتب كتابك تقولى مش هتجوز
شريف: صبرنى يارب .. بصى يا قلبى عموما احنا هنعمل كل اللى ادهم طلبه و انا كده كده معايا اسر برضوا هيصد بدل ما يبقى الحمل كله عليا لوحدى
اسراء و هى تقترب منه و تطوق رقبته بيدها الاثنين: ربنا يقويك يا حبيبى .
شريف: احم احم ... انا نازل و عندى شغل و مش هينفع كده خالص ..اظبطى ادائك بقى
اسراء: ايه يا شوشو مش انت جوزى ولازم ادلع عليك ..
شريف: طبعا يا حبيبتى ..بس انا عارف اخره الدلع ده مش هروح الشغل ..
اسراء ببرائه: ليه يا بيبى بس
شريف: بصى انتى عماله تجرجرينى للرزيله .. و انا مؤدب اهه ... علشان ما تجيش بعد كده تقوليلى انت قليل الادب
اكتسى وجهها بحمره الخجل .. قالت .. شريف انت قليل الادب علشان مش قصدى كده خالص .. و اتفضل يالا امشى من هنا
شريف: خلاص بقيت بكرش من بيتى
اسراء: اطلع بره مش فاضيالك ورايا مليون حاجه
شريف: ماشى يا موزتى ..لما اجيلك .. هييييح ماحدش هيرحمك من ايدى يا ابيض يا حلو انت
************************************
دخلت الى مكتبها منذ الصباح الباكر .. و كأنها لم تكون عروس الغد ... فلا تعطى الموضوع اى اهميه...
ليدخل عليها فى مكتبها ادهم
ادهم: ايه اللى جابك النهارده ... انتى مش فرحك بكره
رمقته بأحتقار: ايه ده بجد ماحدش قالى
دخل و اغلق الباب خلفه و انزل الستائر التى تكشف للخارج ...بدء القلق يأخذ مساره بداخلها
نواره بخوف ملحوظ: انت بتقفل الستاير ليه كده
ادهم و هو يقترب منها و هى تجلس على مكتبها : اصل فى كلمتين بينا لازم يتقالوا النهارده ..
نواره: طيب اعد زى الناس على الكرسى .. و ابعد عنى لان كده ما يصحش..
وقف امامها فيد يستند بها على مقعدها و الاخرى على مكتبها ...
رفعت بصرها له .. و هو يلحظ نظره الخوف فى عيناها ... انتى خايفه منى ليه
حاولت ان تستجمع قوتها التى تركتها و هربت ... انا مش خايفه هخاف من ايه ..
اقترب منها اكثر كاد ان يلتصق بها ... اشتمت رائحه عطره التى اذابتها ... و اغمضت عيناها و تنهدت بهدووء
رفع اليها احدى حواجبه ...و ده من ايه بقى
حاولت ان تدارى فضيحتها امام عيناه التى تتفرسها بوقاحه ....
ادهم: و هو يمسك بيدها و يقفها امامه...و يضمها بيده الى صدره و يحتضنها بقوه ..كادت ان تكسر ضلوعها ...
نواره بصوت ضعيف وهن: سيبنى .. ...ادهم ( كانت خارت قوها و هى تنطق اسمه .. وكأنها تطلب منه الا يتركها )
همس فى اذنها بشوق.... وحشتينى اوى ... وحشيتنى كل حته فيكى ... ريحتك .. حضنك ... صوتك ... شفايفك ...كلك وحشتينى ... انا مش قادر اعيش من غيرك....ارجوكى حسى بيا
تحدثت و هى فى حضنه تشتم رائحته و كأنها تريد ان تملئ رئتيها بتلك الرائحه التى اذابتها لحد العشق ..
خايفه اقرب .. اجرح منك تانى .... بجد مش هستحمل ..انت كل دنيتى ... و انا مش عايزه اخسر دنيتى
شعر بدموعها تبلل عنقه ..اخرجها من حضنه ..و مسح دموعها بيده ..من النهارده انا بوعدك تكونى حبيبتى و كل قلبى عشق عمرى .و اللى له هعيش .. ده انتى اكتر قلب عارف قد ايه انا دوبت فيه ..
نواره بضعف امام اسهم عيناه ... توعدنى انك مش هتسيبنى تانى
ادهم .. قلبى ممكن تيجى معايا نتكلم براحتنا شويه ....
هزت رأسها بالايجاب ... اخذها من يدها و خرج بها ليقود سيارته فى اتجاه الساحل الشمالى .. كانت لا تعرف الى اين ذاهبه
نواره: هو انت مودينى على فين
ادهم بحب: خاطف روحى ..
نواره: بجد احنا هنروح فين ؟؟
ادهم هاخدك فى حته تتكلمى فيها براحتك و ماحدش يسمعك حتى لو صرختى صوطى .. اعملى كل اللى انتى عايزاه... المهم نبدأ حياتنا من جديد...و كأنها نقطه و من اول السطر... كل اللى فات نقفله ... من النهارده انا ليكى و انتى ليا ...
هزت له رأسها بالايجاب...
صف سيارته ... بجانب شاطئ البحر .. فما اجمل نسمات الهواء العليله المحمله باليود .. و زرقه المياه .. مع السماء الصافيه ... سبحان الله فى ملكوته .. خلق فأبدع ...
ترجلت من السياره و صارت فى اتجاه البحر ... لتلفحها نسمات الهواء .. و تحرك شعرها بأنسيابيه...وقفت امام البحر...
ادهم: حبيبتى ..مالك البحر اخدك منى ولا ايه ؟؟
ظلت كما هى واقفه ... انت عارف انى كنت بموت بسببك و انت فى الغيبوبه ... اتمنيت ان اكون انا اللى مكانك ..عارف ليه كل ده .. علشان انا حبيتك ..بس للاسف كان نفسى انت كمان تكون حبيتنى زى ما حبيتك ..
انت عارف كان ايه احساسى لما شفتك نايم فى حضن عشيقتك ...لا و ايه رافض الاسم اللى بناديلك بيه ..و تقولى مش بتحبه و مش بتحس انك راجل لما بيتقالك ..و اعرف انك كنت سايبه ذكرى من العزيزه الغاليه ... انت كنت بتحكى عنى ليها و كأنى سرقتك منها او خطفتك ... عارف انا حسيت ان الدنيا كلها ضاقت بيا .. ماكنتش اتمنى اللى حصل ده ابدا... هو انا عملتلك ايه علشان تخونى
ادهم..حبيبتى ... و الله انا ما خنتكيش... ماحصلش بينا اكتر من بوسه
نواره بعصبيه و دموع : و هى تهجم عليه و تمسكه من ملابسه... يعنى انت لو شفت طليقى بيبوسنى هتقولى ايه ... عادى مش مشكله اصل دى مش خيانه ... انت ليه ضيعت كل فرصك .. نفسى اسامحك.. بس مش عارفه .. انا ليه واقفه بكلم معاك دلوقتى ... على قد ما بحبك و بتمناك و بدعى ربنا انه يجمعنى بيك ... على قد ما انا حاسه انى مش طيقاك ولا عايزاك علشان ما عرفتش تحافظ عليا ... ليه وصلتنى للحاله دى ... سامحتك فى كل القديم ... بس انت دبحتنى بخيانتك دى ليا ...
بدئت تخور قواها و تسقط ارضا على ركبتيها ....و تخبط بيدها الاثنين على الرمال ..
نزل جلس بجانبها ..و ضمها الى صدره و تركها تبكى و تبكى الى ان هدئت نوعا ما ... لكنها ظلت تتحدث من بين دموعها ..
عارف لما ابويا مات .. اتمنيت الاقيك جمبى تاخدنى فى حضنك ... و تقولى انا ابوكى ... ما تخافيش من حاجه انا جمبك.. حتى لو الدنيا كلها سابتك .. بس للاسف .. مالقتكش يا ادهم..ليه كل ما بحتاجك مش بلاقيك ...ياريتك قلبك حس بيا .. فاكر يوم ما اجهضت .. اتمنيت انك تخفف عليا اللى انا فيه.. و لو بكلمه واحده .. كانت هتفرق معايا اوى .. لكن اخر حاجه توقعتها هجومك ده عليا ... ليه وصلت انك ماكنتش بتسمعنى .. كنت مستنى منى ايه غير انى افهم انك مش عايزنى معاك ..صبرت روحى كتير .. و اقول انك راجع و هتجيلى ... ليالى كتير استنيتك ..بس اخرتها خنتنى يا حبيبى ...
ضمها الى صدره بقوه ...و بكى الاثنين بحرقه ... ادهم: نواره انا غلطان فى حقك اه بس انتى ما كنتيش حاسه بيا ..عارفه يعنى ايه كنت بتمناكى .. و كل شئ جه عكس ما كنت بتمنى ... اصعب شئ عليا .. انك كنتى حرمانى منك ..صعب على اى راجل انه يتحرم من مراته .. و انتى كنتى بتستفذى رجولتى بتصرفاتك ...
نواره: بس انت شكيت فيا .. و تخيلت انى بخونك .. و ان انت
وضع يده على شفتيها.. انا اسف بس والله ما كنت قادر اسيطر على اعصابى ..لما لقيته ماسكك .. و فى حضنه ..فى نفس الوقت اللى انا ما كنتش قادر المس شعره منك...حسيت انى ولا حاجه فى حياتك ....
نواره: توعدنى قدام ربنا .. انك هتحافظ عليا
ادهم بصدق: و الله العظيم ...اعاهدك قدام ربنا .. ان مش هيكون فى حياتى غيرك انتى و امى و شغلى ..و بيبى صغير شبهك..و انى مش هزعلك تانى ..
نواره: ابتسمت له و الدموع تسقط من عيناها... و انا كمان اوعدك.. انى هبطل عناد و نشوفيه دماغ معاك ..
ادهم: هتقبلى تتجوزينى...
نواره : مقدرش ارفض ابدا...علشان انت وحشت قلبى ..ووحشتنى اوى .. وبدئت الدموع تنزل من عيناها مجددا..
ضمها الى صدره ....مش متخيله انا مرتاح قد ايه ..بقرارك ده ...حاسس انى مالك الدنيا و ما فيها
نواره بطفوله: بس ماليش دعوه اعملى فرح و لبسنى عروسه
ادهم و هو يشدها من وجنتيها برقه : و كمان هتكونى احلى عروسه فى الدنيا ..
نواره بتفكير: ماشى و ليك مفأجأه ان شاء الله هتعجبك
ادهم: ايه هى ؟؟
نواره بمرح: تؤ بعينك بقى .. امال ازاى هتكون مفاجأه... و قامت من امامه و جرت الى السياره ..
طوقها بذراعيه من ظهرها و احتضنها ..و همس فى اذنها..
(مغرم ..انا ..بيك..على ..طول..)
استدارت وتقابلت اعينهم ...لتقول اجمل كلمات الحب...و تنتهى بقبله ...للتصديق..على كل الوعود

و الى اللقاء فى الحلقه القادمه .. و الاخيره .. ان شاء الله


كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن