51

4.6K 100 9
                                    

الحلقه 51 كانت تجلس على طاوله هشام و ليان و تأكل معهم فى هدوء حتى أتى هو الاخر بصحنه و جلس يتناول معهم و هو ينظر لها شذرا
حقا كانت لا تعرف ما المغذى من تلك النظره المرعبه لكنها فضلت تجاهله
هشام : بس سيبك يا نواره جو الوصيفه ده لايق عليكى
نواره: ليه يعنى ما هى ليان اهى زى القمر
هشام : بس قمر عن قمر يفرق .. ده كفايه بطنها اللى عشره متر قدامها دى
ليان و هى تصطنع الحزن و تشاور على بطنها المتكور: و انا كان مالى يعنى .. اصلا انت السبب
ضحكت نواره من قلبها على براءه ليان و هى تأنب زوجها .... لكن سرعان ما لحق بها الماضى الاليم لذكراها الوحيده عن الزواج و كيف كان السبيل الى حملها حتى مصرعه
تلاشت الابتسامه من على وجهها و حل محلها العبوس والشرود .. فكانت تتمنى انه يكون مثل اى زوج حتى و لو انه يحافظ عليها او يعامل ربنا فيها لكن قدر الله و ما شاء فعل
ادهم: نواره
رفعت بصرها له وعيناها تلمع بالعبرات داخلها لتجده يقف خلف مقعدها و شبه ملتصق بها : نعم فى ايه
ادهم : ممكن كلمه على انفراد
نواره: احنا مابقاش بينا كلام .. و بعد اذنك ما يصحش انك تقف و انت مقرب منى للدرجادى
ادهم: و ماتنسيش انى ..
نواره: انك ايه .. اقولك .. انك ولا حاجه
نظر لها نظره لم تستطيع تفسيرها ... لكن حتى التجاهل رفض ان يتجاهله
فكيف له ان يتصرف و ان لم يكن شئ صار .. انه حقا مختل عقليا
لم تنبه من شرودها تلك المره الا على اسمها و هو يذاع بالمذياع
( نواره ... ايوه انتى و مافيش غيرك .. ولا قبلك ولا بعدك .. انا مش بحب حد غيرك فى الدنيا دى كلها ... ارجوكى سامحينى ... و انا اهه بعتذرلك قدام كل الناس دى ... و بقولك حقك عليا و الله ما هزعلك تانى ... و كل الناس دى تشهد عليا
تقبلى تتجوزينى ..من جديد )
تقدمت منه بخطوات ثابته ووقفت امامه و عيناها فى عينيه ....و اقتربت منه الى حد كبير لدرجه انه تخيل انها ستلقى بنفسها فى احضانه لكن خاب ظنه.. عندما وجدها تتحدث فى المذياع و هو بيده
( انا لما اتف تفه ما الحسهاش تانى )
و رمقته بأحتقار و التفت و تركته بل و تركت الزفاف بأكمله و خرجت لتتعالى اصوات شهاقات الحاضريين
دى مجنونه ازاى تعمل كده ده الواد قمر ...
يا بختها حد يلاقى الحب ده كله و يسيبه غبيه ...
يا ترى عملها ايه قسى قلبها كده ......
كانت اقوايل الحاضريين جميعها تنم عن الاستفسار و التساؤل الا واحده شعرت و ان الكره بداخلها يتضاعف تجاه نواره
ترك هو الاخر الزفاف و خرج خلفها ..
ادهم و هو يجذبها من كتفها العارى ... لتكون بمواجهته مباشرته : انا بالنسبالك مجرد تفه
كانت تنظر له ببرود الثلج و عيناها تسرج فى ظلمه عيناه و لم تنطق حرف
اصبح يهزها بين يديه و هى لازالت تنظر فى عيناه و لم تسمع ما يقوله .. فكم اشتاقت لحنان تلك العيون ...ودت لو ان احتضنتهم
ادهم: ما تردى عليا ولا شيفانى مجنون قدامك
اخرجت نفسها من قبضه يده المحكمه عليها و...وقف هو الاخر يخبط كف بأخر من تصرفتها الغبيه التى لم تفسر
استدارت و توجهت الى سيارتها و قالت: الكلاب تعوى و القافله تسير
استشاط غضب من كلمتها اتقصد انه كلب ام ماذا
اتجه اليها بسرعه بالغه و اغلق باب سيارتها بيده و وقفت محاطه فخلفها باب السياره .. و هو شبه طابق عليها من جميع الاتجاهات
ادهم و هو يجز بأسنانه: انتى تقصدى ايه .. الاولى و عديتهالك .. انما التانيه دى لو اتكررت تانى قسمأ عظمأ لاضربك فى اى مكان .. حتى لو قدام اهلك
نواره بأحتقار: فهموك الرجوله غلط خالص على فكره
ادهم: انا راجل و ما تخلينش اثبتلك
لم تستطيع كتم ضحكتها الرنانه التى تحمل كل معانى السخريه و الهزل على كلمته: هتعرفهالى اكتر من كده ايه ... اولا يا محترم مش من الاخلاق انك تقف مع وحده غريبه عنك بالمنظر ده فى مكان عام
ثانيا: اتفضل ابعد عنى لان عايزه اروح
ادهم: هسيبك تروحى دلوقتى بس حسابنا بكره ...و اياك ماتجيش الشغل هاجى اجيبك من شعرك .. و التقط من يدها هاتفها المحمول و حاول ان يضغط كلمه السر فلم تضبط معه اول مره لكن الثانيه ضبطت
ابتسم بجاذبيه شديده لها .. طيب طلما لسه بتحبينى اوى كده ..سيبانى ليه فى البلاك ليست .. و فك رقمه من الحظر
لما اتصل بيكى تبقى تردى ..بدل ما انتى عارفه جنانى
نظرت له و هى تلعن نفسها .. لكونها تاركه كلمه السر تاريخ مولده حتى الان
قادت سيارتها حتى وصلت منزلها
حاول ان يعود لاصدقائه فى الزفاف مجددا لكن استوقفه هذا الصوت الانثوى
شاهيناز: باشمهندس ادهم
ادهم: شاهيناز فى حاجه ولا ايه
شاهيناز: انا جايه اقولك ماتضايقش نفسك .. من اللى نواره قاتهولك .. انت الف بنت تتمناك .. بس انت بص حواليك كويس...و انا لو مكانك كنت رديت اعتبارك بعد اللى عملته و اللى قالته جوه .. مش حضرتك اللى وحده لا راحت ولا جت تتعامل معاك بالاسلوب ده
ادهم: خلصتى كلامك
شعرت بالاحراج من كلمته .. تخيلت انه سيصدق على كلمتها : اه خلصت
ادهم: طيب اتفضلى على جوه علشان ما تصحش الوقفه دى يا باشمهندسه .. اللى هيشوفنا هيفهمنا غلط.. و ده حرام و مايصحش...
شاهيناز بحقد داخلى اما نشوف مين فينا انا ولا الهانم بتاعتك
عاد ليأخذ سيارته و يعود الى منزله لكنه ود ان يستمع الى صوتها مسك هاتفه و ضغط ارقام هاتفها ..لكن الاجابه كانت غير متوقعه .. فلم ترد عليه
حاول مره اخرى لكن لا جدوى ... فقرر ان يرسل لها رساله ..
( افتحى شباك اوضتك هتلاقينى ...و لو ما فتحتيش هطلعلك دلوقتى و هصحى طنط و انتى حره )
فلا جدوى ...
كانت هى غارقه فى نومها .. فاليوم كان بالنسبه لها ..اصعب مما تصورت .. خلعت حذائها و نامت بفستانها
سمعت بثينه رنين باب الشقه .. قامت منتفضه فلم تتوقع من الذى يأتى فى هذا الوقت المتأخر
بثينه بخضه: ادهم
ادهم: انا اسف يا طنط لو كنت ازعجتك .. بس حبيت اطمن على نواره وصلت ولا لا
بثينه: طيب اتفضل ادخل .. ده الفجر قرب يأذن و مايصحش لو حد شافك فى وقت زى ده
ادهم: لا بس انا جاى اطمن عليها ..هى وصلت
بثينه: ابدا اتفضل يا بنى
دخل ووقف امام باب الشقه
استيقظت على الصوت بالخارج .. فركت عيناها و خرجت بمنظر لا تحسد عليه
فشعرها مبعثر من اثر النوم و بقايا المكياج اختلطت ببعضها البعض .. و الفستان اصبح غير مهندم بالمره
نواره و هى تتأوب : فى ايه يا ماما ..لتفاجئ به يقف امامها و لم يستطيع كتمان ضحكته على منظرها
زعرت من رؤيته ... نواره: انت ايه اللى جابك هنا
ادهم : انا جيت اطمن عليكى ... بس انا كده اطمنت يالا عن اذنكم
فى تلك اللحظه اعلن اذان الفجر ..ليعلن على بدء يوم جديد
هربت نواره من امامه و دخلت ابدلت ملابسها و ازالت مكياجها و توضئت و ارتدت اسدالها .. يالا يا ماما نصلى
ادهم: تسمحى يا طنط ائمكم فى الصلاه ..
بثينه : طيب و مالو يا بنى .... اتفضل اتوضى
خلع ستره حلته .. و كشف عن ساعديه و تقدم الى المرحاض ليتوضء
ادهم: يالا بينا
وقف الجميع فى خشوع بين ايادى الله فجميعهم يناجون ربهم فى اناء الليل
انتهى الجميع من الصلاه ..
بثينه: ثوانى و الفطار يكون جاهز
ادهم : لا لا يا طنط انا اتأخرت اوى ولازم اروح زمان ماما قلقانه
بثينه: لا ازاى ما يصحش
نواره بضيق: خلاص يا ماما سيبيه براحته ... و تقدمت امامه لتفتح الباب
ادهم: حتى لو عملتى ايه ماحدش غيرى عارف تفصيل نفسك اللى داخل و اللى خارج غيرى ...
( مغرم ... مغررررم ..انا بيك على طول ... وانا صابر ...و صااابر ... )
نواره: اتفضل يا ادهم امشى ..
ادهم: هستناكى بكره الصبح فى المكتب ..ما تتأخريش عليا
نواره: انا هاجى شغلى فى معادى ... و هاجى علشان شغلى مش علشان حاجه تانيه .. عن اذنك ...و اغلقت الباب خلفه
دخلت و استلقت على فراشها .. و هى تسبح فى خيالها .. فى فارسها المغوار .. فى معشوقها ...

و الى اللقاء فى الحلقه القادمه

كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن