55

4.8K 91 0
                                    

الحلقه 55

عاد الى منزله و هو يشعر بأنه اقترب من هدفه بشكل كبير ... كانت ابتسامته تزين وجهه.. تذكر قول الله تعالى (( فأن ينصركم الله فلا غالب لكم ))... دخل الى حجرته توضء و صلى شاكرا الى الله ...نعمه الهدايه
ثم دخل الى شرفه حجرته ..ووقف ينظر للسماء رافعا يديه .. يدعى الله فى غسق الدجى ... بأن يجمع شمله مع محبوبته .. و يوعد الله انه سيحافظ عليها .. و يصونها و ستكون قره عينه ...
***************************************
تجلس فى حجرتها تلعن ادهم .. فما دخله فى حياتى .. انه حقا شخص متطفل
ليعلو صوت محتج بداخلها : بطلى كدب على نفسك بقى تعبتينى معاكى
العقل: اخرس انت انت بتفهم ايه مش مكفيك جروح منه .. كمان عايز تسامح
القلب بأنكسار: انا بحبه و مسامحه من قبل اى حاجه ... انا مش قاسى زيك
العقل: خليك عبيط كده تصدق اى حاجه قدامك .. اوعى تكون مصدق انه بيحبك و هيبقى مخلصلك .. تبقى مجنون
القلب: لا انا بحبه وواثق فيه .. اسكت انت خالص .. و سيبنى انا اتصرف
لتخرج من صراعها الداخلى بصريخ : اسكتواااااااااا بقا ...
تنتفض بثينه من نومتها .. و تهرول الى ابنتها
بثينه: فى ايه يا نواره
تجلس مغمضه عيناها ..وواضعه يديها على اذنيها
بثينه: فى ايه يا بنتى .. ريحينى ربنا يريح قلبك..
كمجرد ذكر كلمه قلب .. بدئت فى البكاء..ثم ارتمت فى حضن امها
بثينه: يا بنتى فى ايدك .. انك تريحى نفسك من كل اللى تاعبك ده
قلتى مش عايزاه سبتيه ..و بعدتى عنه ..لكن ايه اللى حصل .. انتى بتقتلى نفسك بالبطيئ.. يا بنتى .. انا مش هسيبك لحد ما تضيعى من ايدى .. مش هقدر .. لو حكم الامر .. هجيب ادهم و هخليه يتجوزك و ساعتها .. هتخلصوا كل اللى بينكم لوحدكم .. الهروب عمره ما جاب نتيجه ...
نواره : هو انا لسه بحبه !!!!!
ضمتها بثينه اكثر الى صدرها ... يا حبيبتى يا بنتى .. انا عارفه ان اللى شوفتيه من ادهم من سهل انك تنسيه فى يوم و ليله .. بس لازم نسامح علشان الحياه تمشى ... لكن لو كل الناس هتعمل زيك ... يبقى كله هيفضل محلك سر.. ماحدش هيخطى خطوه واحده لقدام...
و انا مش هقدر اقولك .. انتى بتحبيه ..ولا لا .. بس هقولك اسألى قلبك
نواره من بين دموعها : قلبى بيحبه .. بيحبه اوى ... ثم زادت فى بكائها .... لكن عقلى رفضه بشكل كلى
الام: انتى عايزه ايه ... لو مشيتى ورا عقلك الجزمه ده.. يبقى هتخسرى بنى ادم حبك و بيحبك و هيفضل يحبك لاخر نفس فى حياته ....لكن لو مشيتى بقلبك الطيب... هتكسبى حاضرك و مستقبلك ...
يا بنتى العمر بيجرى .. و انتى بتكبرى قدام عينى .... مش عايزه اموت و اروح لابوكى قبل ما اكون مطمنه عليكى
نواره و هى تمسح دموعها بطريقه طفوليه : بعد الشر عليكى يا ماما ما تقوليش كده ... هو انا ليا غيرك
الام: ما انا علشان كده عايزه اطمن عليكى و انتى مع غيرى .. نفسى يا بنتى اشيلك عيل ... مش كفايه ابوكى الله يرحمه .. كان امله يا حبه عينى يشوف حفيده ...بس قضاء ربنا بقى ..ربنا يرحمه
نواره بعد ان استجمعت قوتها من جديد : منه لله ابويا مات بقهرته عليا ...و بعد كل ده عايزانى ارجعله
بثينه: لا ده الظاهر ان نفوخك فوت يا بت انتى ...تركتها و قبل ان ترحل من امامها... خليكى كده لحد ما تلاقى نفسك لوحدك لا اب ولا ام ولا جوز ولا يعل تتسندى عليه لما تكبرى ...عقلك فى راسك تعرفى خلاصك
غادرت حجره ابنتها ... و هى لا تعرف كيف لها تقنع تلك المتمرده ...
*******************************
اسدل قرص الجوناء ...اشعته الذهبيه على مدينتنا الجميله
استيقظ من نومه ... و هو يشعر بأرتياح لا مثيل له .. و كأنه لم يعرف معنى هذه الكلمه الا فى هذا اليوم ... اغتسل و توضء و صلى الضحى .. ثم قرء ورده .. ثم ارتدى ملابس كاجوال .... و خرج قبل يد والدته ..
فريده: ربنا يباركلك يا بنى .. و يهدى سرك
ادهم: ادعيلى يا ست الكل ... ادعيلى انا محتاج لدعاكى ده اوى
بعد ان خرج من المنزل .. ظلت فريده تدعو له .. و تدعو الله ان يتقبل دعائها ..
كان يشعر بالامل .. ولا يعرف من اين الطريق ...لكن ثقته فى الله جعلته يتيقن .. من انه اصبح على بعد خطوه من هدفه ..
********************************
استيقظت بعد معاناه طويله مع الصراع فى التفكير.... كانت عيناها متورمتان من كثره البكاء ...ويظهر على محياها الارهاق و بشده ... اصبحت دائما متوتره... و اعصابها مشدوده على اقل شئ... فكوب القهوه لم يفارق يدها .....
استيقظت من نومها و ارتدت ملابسها دون عنايه .... فما وجدته امامها ارتدته ...و استلقت سيارتها ....و ذهبت الى عملها ....
الاء:مالك يا نواره فيكى ايه ...
نواره: ابدا مرهقه بس يا الاء..
الاء: باشمهندس ادهم بيقولك لما تيجى .. ياريت تجيله بالمشروع اللى كان عندك
نواره: طيب .. هو جه
الاء: اه .... لا و ايه مش قادره اوصفلك... فاكره البغاشه بالقشطه
ابتسمت نواره ... ابتسامه تحمل كل معانى الالم .. لما رأته من هذه البغاشه بالقشده...
تقدمت الى مكتبها و اخذت اوراق المشروع و توجهت الى مكتب ادهم ... لكنها لم تجد الاء...ففتحت الباب و دخلت دون ان تدقه ...لتجد تلك البغضيه ...شاهيناز
نواره: سورى يا باشمهندس .. اتفضل ورق البروجيكت اللى مطلوب منى ...
ادهم: ثوانى يا نواره و ابقى معاكى
شاهيناز ببرود لاغاظه نواره: ها يا بشمهندس .. زى ما اتفاقنا.... و شويه بقى و هعدى عليك .. تكون فضيت من الدوشه اللى عندك دى
ادهم: اتفضلى يا شاهيناز ... على مكتبك
نواره بضيق : اللهم ما طولك يا روح
لتقل شاهيناز و هى تتحرك لتخرج من المكتب ...قصف عمرك يا بعيده ...
لتهجم عليها نواره من الخلف و تجرجرها من شعراتها العيره و تسقط بها ارضا و تنهال عليها بالضرب..
ادهم بغضب: نواره انتى اجنيتى... قومى و سيبيها ... انتى ايه اللى عملتيه ده ... انا متأسف يا باشمهندسه ... معلش يا شاهيناز ..اتفضلى على مكتبك حقك ...عليا
وقفت نواره .... لتشاهد هذا المنظر ... فهو يحايل فيها لينول الرضا ... و يتركنى كالغريب الذى يعتدى على ملكيته الخاصه ...
لم تستطيع ان تقاوم كل هذه الضغوط.... فسقطت ارضا هى الاخرى لكن مغشيأ عليها ...
هرول ادهم فى اتجاهها...
ادهم بخضه :نواره ... نواره ... حاول كثيرأ افاقتها لكن دون جدوى ... حملها بين ذراعيه .. و ذهب بها لاقرب مشفى
كانت فاقده الوعى ... و الطبيب بجانبها يعلق لها المحلول ...و بعد وقت ليس بقليل افاقت و عادت لوعيها
الطبيب: و اخيرا فوقتى ...ده اللى جايبك بره كان هيموت عليكى من الخضه .... خدى بالك من صحتك
حاولت ان تتذكر اخر شئ حدث لها ... لكن سرعان ما فرت دمعه هاربه من مقلتيها ...
يخرج الطبيب من حجره نواره
ادهم بلهفه : مالها يا دكتور... نواره فيها ايه اروجوك طمنى
الدكتور: هى الضغط عندها مش متظبط .. خالص ياريت تاخد بالك منها اكتر من كده ....لان كمان من الواضح انها مش بتاكل خالص ... هى محتاجه مراعيه اكتر من كده .. و ياريت بلاش اى ضغط عصبى عليها الفتره دى
ادهم: الف شكر لحضرتك
تقدم من حجرتها ..ليجدها نائمه و معلق لها الجولوكوز ...
ادهم: حبيبتى بعد الشر عليكى .. انشالا انا و انتى لا
نظرت له بحقد: انت ايه اللى موقفك هنا ... فرحان فيا صح .... ايه اللى جابك علشان تروح.. تروح تحكى لست الحسن بتاعتك اللى حصلى ... اتفضل روحلها ايه اللى مأعدك جمبى ... انا اصلا مش محتجالك ...
ادهم بعيون باكيه: بس انا محتاجلك ... انا ضايع من غيرك ... انا مش لاقى نفسى غير بيكى .... انا عايش زى اللى عايش من غير روحه ... نواره .. انتى قلبى و روحى .. انتى النفس اللى انا عايش بيه ...( احتضن كفها بيده ) انا بحبك .. انتى و بس مش هعيش غير بيكى ... و ليكى
سحبت كفها من بين يديه بعد ان انتابتها القشعريره
نواره : لو سمحت اخرج من هنا ..و سيبنى لوحدى
ادهم: انتى ليه كده .. بقولك بحبك و مش هعيش من غيرك ... انت ليه مصره تعذبينى ... سامحينى بقا ... حرام عليكى .. حرام ... اعملك ايه علشان اثبتلك انى اتغيرت ... انا ماخنتكيش ..والله ما خنتك ...هو اللى بيغلط ده مش المفروض ياخد فرصه يكفر عن ذمبه..حتى لو الغلط مش جسيم زى ما فى خيالك ..ولا خلاص الدنيا كلها تتقفل فى وشه ... و يبقى مطلوب منه طول عمره يفضل عايش بالذمب ده ... سامحى بقا ده ربنا جل جلاله بيسامح
نواره بأسلوب اشبه للاحتقار و الاستهزاء : ما خنتنيش .. امال لو ما كنتش شايفاك بعنيه... كمان عايز تطلعنى عاميه
ادهم بعصبيه من كثره الاتهامات الموجه له ظلم: شفتى ايه .. انطقى قولى شفتى ايه
نواره: شفتك انت و حبيبه القلب فى سرير واحد
ادهم بعيون باكيه : حرام عليكى .. والله حصل حاجه .. بينا زى اللى فى خيالك ... انا لعدت عنها فى اخر لحظه لانى بحبك انتى و بس
نواره بعصبيه: اسكت خال و امشى اطلع بره
تركها و خرج من غرفتها ...و خرج من المشفى بأكمله و اخذ سيارته ... و قادها بلا هدف... كان فى مخيلته كل ما حدث فى الماضى ..تمر امامه كل لحظه سعيده جمعته بها... الى ان حجبت الدموع رؤيته. ... الى ان اظلمت الدنيا امام عيناه فجأه ...

و الى اللقاء فى الحلقه القادمه



كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن