10

7.1K 171 3
                                    


الحلقه 10

اذان الفجر يعلو صوته فى ارجاء الاسكندريه لتتملل بطلتنا فى فراشها
و تقوم تغتسل و تتوضئ و تصلى و تدعى ربها بأن يحفظها و يحميها و يوفقها فى عملها الجديد
انهت صلاتها و فتحت شرفه حجرتها لتشتم رائحه النسمات البارده المحمله بيود البحر
و تنظر الى سعد زغلول و تلقى عليه التحيه العسكريه و هى تبتسم على عادتها منذ الطفوله
الام: هههههه لسه العاده دى فيكى مش هتبطليها ابدا
نواره بضحك: ما هو انتى السبب مش كنت كل ما اسألك تقوليلى ده هيدخل معاكى المدرسه
الام: اه ما انتى اللى كنتى على طول تقوليلى يا ماما الدنيا ساقعه و سعد لوحده هيبرد
نواره:ههههههههههه كنت عبيطه اوى و انا صغيره
الام: هههههههه لا ولا لما روحتى اول يوم مدرسه
نواره: اه فاكره و جيت اعيطت و اقولك ماما سعد ماجاش و جريت على الشباك اشوفه
الام من بين ضحكاتها: وانا مستغربه و اقولك سعد مين
نواره: ده انا كنت مسخره
الام: خدتينى فى دوكه انتى يا بت يالا اجهزى علشان مافيش نزول قبل الفطار
نواره: سمعا و طاعه يا ست الكل بس قهوتى ماتنسيهاش
الام: صبرنى
كان ينتظر ان يذهب الى عمله لا يعلم لماذا هل لانه يحبه ؟؟؟ ام لان يوجد به شئ جديد ؟؟
شارد الذهن فهو كان لم يفكر فى ساره انما كان يفكر فى تلك المغروره المتكبره
فأدهم كان يفكر فى نواره و يحاول ان يستنبط اسلوبها يكتشف سلوكها كان يود لو يعلم كل شئ عنها
فريده: ادهم
ادهم
ادهم
يوووووووووووووه هو انا كل يوم ادخل افوقك كده
ادهم و هو يفيق من شروده على هزه امه له
ادهم: ايه يا ماما مالك حد يدخل كده
الام بضيق: خبط 3 مرات و نديت 3 مرات فى الاخر خبطك فى درعك مالك مسهم ليه كده
اعتدل فى فراشه بعد ان قام توضئ و صلى و قرء ورده اليومى
ادهم: مافيش يا ست الكل كنت سرحان
الام: ارحم نفسك يا ضنايا حرام عليك ارمى تكالك على الله و هو هيعوضك باللى احسن منها
كهفر وجهه ادهم فهو كان لم يريد حتى ان تذكر سيرتها و ليس اسمها
فريده: مالك يا ادهم انت مخبى ايه عنى
ادهم: هخبى عنك ايه اللى فى بطنى مثلا
ادهم بتمثيل( الخاين عمل عملته و سابنى و هرب خد غرضه منى و رمانى )
الام:هههههههه خدك لحم و رماك عضم
ادهم و امه : هههههههههههه
الام بطيبتها: مش هتفرحنى بيك بقا
ادهم: ممممم نفسى اشيل عيالك قبل ما اموت ده اللى باقى فى العمر معدود
الام: بطل يا واد انت لماضه مش هخلص منك
ادهم: لا اعد على قلبك يا ابيض يا حلو انت
الام: انا عارفاك غلباوى مش هخلص منك ابدا
ادهم: مافيش فطار النهارده و شكلنا هنقضيها كلام
الام: لا يالا قوم الفطار على السفره
ادهم: اممممم ميت من الجوع
كان لازال نائما فالوقت لم يتجاوز السادسه و النصف صباحا
تقلب فى مضجعه ليفتح اعينه ليجدها مستلقاه بجواره
فهو لم يذكر ما حدث ليله امس فأخر ذكرياته عن اليوم انه ذهب معها الى احد الملاهى الليليه
تقلب بجوارها شعرت به
ساره بصوتها النائم الناعم: مالك ايه اللى مصحيك دلوقتى
خالد : هو ايه اللى حصل امبارح
ساره: اممممممم انت مش فاكر يا شقى ده انت بهدلت الدنيا امبارح
خالد: احكى ايه اللى حصل و من ايه الصداع اللى عندى ده انا مش قادر افتح عينى
ساره: انت شارب ازازتين وسكى ده انا خفت عليك يجرالك حاجه
خالد بخضه: ايه ازازتين
ساره و قد بدء وجهها يتغير : و طول الليل تقولى يا نواره انا بحبك ما تسيبنيش
و انا اقولك اسمى ساره
تسكت و ترجع تقولى يا نواره انتى ليه نضيفه كده
اقولك انا ساره
لحد ما لقيتك ............
خالد: لقتينى عملت ايه ؟؟؟ هه انطقى عملت ايه
ساره: قمت قطعت كل هدومى و كنت متوحش خالص يا خالد خوفتنى منك
ادار وجهه فى الجهه اخرى كى لا يراها
ساره بتساؤل: برضوا مش هتقولى مين نواره دى
خالد : ميت مره قلتلك ماتنطقيش اسمها على لسانك
ساره: اه لا ما واضح انها كانت عامله الشريفه العفيفه
علشان كده بعد ما خلصت اللى عملته امبارح
قلتلى ( احسن اهه بقى زيك زيهم علشان ما تعمليش محترمه عليا )
خالد: انا قلتلك كده
ساره: و انا هكدب ليه عليك و هو انا كنت اعرفها حتى
بس شكلها مغلباك اوى ههههههههههه
خالد: انتى هتمشى امتى
ساره: لحقت تزهق من سرسورتك يا لودى
خالد: ساره انا هنام و مش هروح الشغل و بجد تعبان مش قادر حتى اتكلم
ساره: مممممم طيب انا كمان هنام لان مصدعه و مش قادره اقوم
و خلدوا لنومهم مره اخرى لكن كل منهم كان عقله فى اتجاه
قامت ارتدت ملابسها ووضعت زينتها الخفيفه التى ابرزت جمال وجهها الفاتن
فهى بدت كالقرص الذهبى فأنعكاس الوان الطبيعه عليها جعلها كلوحه فنيه لاحرف الرساميين المشاهير
استلقت سيارتها بهمه و نشاط
و ادارت مسجلها لتستمع الى منير و هو يقول
( الدنيا ريشه فى هوا...... طايره بغير جناحين..... احنا النهارده سوا .....و بكره هنكون فين... فى الدنيا... فى الدنيا )
وصلت الى مقر عملها الجديد
الاء بأبتسامتها المعتاده: صباح الخير
نواره: صباح النور
الاء: باشمهندس ادهم مستنى حضرتك جوه
نواره: ادخله ولا هتبلغيه احسن يكون عنده اجتماع زى امبارح
الاء: لالا والله هو اللى قالى اقول كده انا ماليش دعوه
اندهشت نواره من سرعه الاء فى الكلام و تبريرها لموقفها و رفعت احدى حاجبيها: قولتيلى ماشى يا انسه
الاء: الاء
نواره: وانا يا سيتى نواره بقا
الاء: حلو اوى اسمك
نواره : مرسيه هدخل انا للباشمهندس
ارتسمت الجديه على ملامحها و اتخفت ضحكتها الجميله التى تحمل ابتسامه الامل
دقت الباب ليأتيها صوته الرخيم
ادهم: اتفضل
تدخل نواره: السلام عليكم يا باشمهندس
ادهم بأبتسامه كبيره: و عليكم السلام يا باشمهندسه اتفضلى
يظهر ان مواعيد حضرتك مضبوطه
نواره: الشغل مافيهوش هزار
ادهم: و انا....
ليقاطع كلمته خبط على باب مكتبه
ليدخل شريف: سلامو علـ.....
لتنقطع الكلمه من منتصفها و تجحظ عيناه التى كادت ان تقتلع من وجهه عند رؤيته لها
حاولت ان تخفى ابتسامتها لتذكرها موقفها له
ادهم: طيب اتفضلوا ده اول اجتماع لينا
احب اعرفكم ببعض باشمهندسه نواره باشمهندس شريف
شريف ضاغط على اسنانه: مش مستاهله تعرفنا سبق و اتعرفنا قبل كده
نواره: لا مش واخده بالى من حضرتك
ينظر لها شريف بغيط: نعم يا ختى و كوبايه الشربات اللى قلبتيها على بنطلونى
نواره: انا ماسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب ده و لو ده اسلوبك يبقى يفضل ما نتعاملش مع بعض
ادهم: اهدوا اهدوا يا جماعه و صلوا على النبى مالكو بس
شريف: انت مش شايف بجاحتها
نواره: لا انت كده زودتها عن حدك اوى انت لو ما اتعلمتش الذوق و الادب انا ممكن اعلمهولك بس انا هسكت و هطلع احسن منك لانى فى مكان محترم و اهلى عرفوا يربونى كويس
ادهم بغضب : بـــــــــــس مش عايز اسمع صوت حد منكوا انتم الاتنين دلوقتى نواره هتشتغل معايا انا مباشره و انت يا شريف مش هتقرب من شغلها الا فى حالات الضروره
و اظن ان كلامى واضح و مش عايز نقاش فيه
نواره بغضب اكثر منه : اظن انى قلت لحضرتك قبل كده اسمى باشمهندسه نواره مش نواره و بس
ادهم : انا اقول اللى انا عايزه انتى مش هتحكمينى يا انسه
نواره بضيق: لا يظهر ان الشركه كل اللى فيها دماغهم على قدهم و مش بيعرفوا يحترموا الناس انا مستقيله قبل ما اشتغل
و قامت لتأخذ حقيبتها
ادهم بصوت قوى و اجش: مافيش حاجه اسمها مستقيله يا باشمهندسه و اتفضلى اعدى ده مش لعب عيال
شريف: انا هرجع على مكتبى بدل حرقه الدم
غادر شريف المكتب
ادهم : بصى يا انسه انا هنا صاحب المكتب و اللى اقوله يمشى
على الكبير قبل الصغير لان يوم ما المكتب ده هيقع انا اللى بيتى هيتخرب مش حد تانى و اظن كلامى واضح
نواره بغضب و صوت مرتفع : ما هو اللى بنى ادم مستفذ
ادهم: اولا و انتى بتتكلمى معايا صوتك يوطى احنا مش فى عركه
ثانيا انا مافيش حد بيعلى صوته عليا ولا بيزعق فيا
ثالثا لما انا ابقى ما اعرفش اجيبلك حقك ساعتها تبقى تتكلمى
نواره بتحدى : وانا بعرف اجيب حقى كويس اوى انا لا ناقصه دراع ولا رجل و مش مستنيه خدمات من حد
مرسيه
و تركته ولفت لتأخذ حقيبتها ليشتم رائحه عطرها الهادئه التى اذابته
فأغلق عيناه بسيطا للاستمتاع بتلك الرائحه الهادئه
ليجلس على مكتبه
مره اخرى
نواره : الاء فين مكتبى
شاورت لها الاء على تلك الغرفه فهى صغيره عن مكتبها فى مكتب حسن لكنها تتميز بأساس مودرن و جميل حتى تناثق الوانه كما تحب هى
جلست لا تعلم ماذا تفعل فلم احد يكلفها بأى شئ
لتدخل عليها الاء و هى محمله بأوراق و لوح و ملفات
نواره: ايه ده
الاء بتعب من تقلهم على يدها النحيله: الباشمهندس باعتلك بيقولك الروسمات تتجهز و الالوان تتصمم و دول تراجعى البيانات مع الرسومات
و التفت لتخرج
اه و بيقولك الحاجات دى تبقى على مكتبه زى النهارده
نواره استشاطت غضبا : فهمت واقفه ذاهبه الى مكتبه تطرق بابه
ادهم ببرود: ادخل
نواره: بالنسبه الشغل اللى محتاج 3 او 4 شهور مطلوب اخلصه فى اسبوع ازاى و فى فوق الاربع رسومات
ادهم ببرود: ماليش فيه الشغل يخلص علشان العملا مش هتستنى لما حضرتك تخلصى على مهلك
شعرت بالدماء تضخ فى مقدمه رأسها من تلك الابله
و تركته و ذهبت الى مكتبها لتجلس خلف مكتبها لتبدء بمراجعه ما هو مصمم بالفعل فعدلت بعض الاشياء
و وضعت لمسات لها مما زادت انبهارا بما تفعله
و بدئت ان تجهز لوحتها لتبدء بخط اولى السنون فى لوحه عملها الجديد اغلقت باب المكتب
و ادارت اللاب توب الخاص بها على احد اغانى ( الكينج محمد منير)
مر وقت لم تشعر به ليخرج اخر واحد من مكتبه ليرى نور مكتبها مضيئ فلا يعلم اهى موجوده حقا ام نسيته لكنه ظن بأنها نسيت فالساعه تجاوزت التاسعه مساءا لا يمكن ان تكون هنا الى الان
قادته ارجله للتاكد من ظنونه ليقترب من المكتب و يستمع الى
انا قلبى برج حمام هج الحمام منو
يالى عنيكى كلام ليه الضلوع انوا
انا قلبى كان شباك بس الهوا شباك
يا بكره بستناك ليا العيون حنوا
انا قلبى زى فانوس بس الغنا محبوس
(برج حمام محمد منير)

فتح الباب ببطئ و دخل ليجدها جاسه خلف لوحتها و تخط بقلمها و مسطرتها و هى رافعه شعراها و وقعت منه بعض الخصلات مما اعطاتها جمال لم يكن موجود
وقف ينظر لها وقت ليس بقليل ليستمع الى همسات صوتها و هى تدندن مع محمد منير
لترفع بصرها تجده امامها
نواره بجمود: هو مش الذوق والادب ان الناس تستأذن ولا عادى انك تقتحم خصوصيات غيرك لكونك صاحب الشغل
ادهم ظل صامت ينظر لها فمستحيل كل هذه الرقه تكون بتلك الوحشيه و البشاعه
نواره: على فكره انا بكلمك
ادهم: واللى حضرتك مش واخده بالك منه ان مواعيد العمل انتهت من 4 ساعات و مش فاضل حد فى كل المكتب غيرى و كنت همشى و اقفل على حضرتك
كنتى هتضطرى تباتى هنا لان مافيش حد معاه المفتاح غير الساعى اللى بيجى الصبح الساعه 7
نواره نظرت فى ساعه يدها لتتأكد من كلامه
فأيقنت انه على حق
نواره ببرود: سورى لتعطيلك عموما انا ماشيه اهو
ادهم : حد هيوصلك ولا هتروحى لوحدك
نواره: اكيد مش محتاجه
g.p.s علشان ارجع بيتى عن اذنك
فأغلقت لابتوبها الخاص و اخذته كما هو و الاغانى دائره فقط اغلقت شاشته على ازاره
و سحبت هاتفها و حقيبتها و مفتاح سيارتها و تركته واقف مكانه و ذهبت الى ان اختفت عن انظراه
لتعود الى بيتها


الى اللقاء فى الحلقه القادمه

كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن