52

4.8K 95 2
                                    

الحلقه 52

عادت لتنام لكن النوم خاصم جفونها ... فلم يمر القليل الا و الشمس قد كست المدينه بلونها الذهبى
كانت لا تعرف ماذا تفعل معه .. فهى امام كل هذا الاصرار ..تقابله باللا مبالاه ...شلت عن التفكير ..جلست تسكت الصوت الذى يعلو بداخلها ... يعلن حبه و اشتياقه له ..يؤلمها لفراقه ..لكن صوت كرامتها و كبريائها كان اعلى من اى صوت بداخلها... فأنا لم اكن لعبه بيدك ايها الادهم ...
قامت توضئت وصلت ..استراحت كثيرا ..ثم ارتدت ملابسها السوداء
بثينه تدق باب غرفتها: نواره انتى بتلبسى
نواره: اه يا ماما ..ثوانى و هجيلك
خرجت لامها بتلك الملابس الحزينه ... نظرت لها بثينه بأشفاق
بثينه: بصى يا بنتى ..انا هطلب منك طلب و اتمنى انك تنفذيه علشان خاطرى
نواره: انتى تؤمرى يا ست الكل
بثينه: ممكن تقومى تقلعى الاسود ده و تلبسى حاجه فاتحه ... انتى ليه مصره تدفنى شبابك فى الاسود ده ..ابوكى الله يرحمه لو كان موجود ..ماكنش هيسيبك تلبسى الاسود كل ده ..
نواره: بس يا ماما مايصحش...لسه ماعداش سنه على بابا
بثينه: حبيبتى انتى صغيره .. انتى المفروض من بعد الاربعين بالكتير كنتى بدئتى تفتحى .. و كمان ما انتى امبارح كنتى لبسه ملون
نواره: ما انتى عارفه يا ماما اسراء اتحايلت عليا قد ايه علشان ابقى وصيفه .. والله ما كنتش عايزه علشان الازرق اللى لبسناه ده
بثينه: ده يا زين ما فعلت اسراء ..انها قلعتك الاسود ..ممكن تقومى تغيرى
نواره: حاضر يا حبيبتى ..
عادت الى حجرتها و ابدلت ملابسها بجينز ازرق داكن و عليه بلوزه شيفون من اللون البصلى الفاتح بأكمام طويله و حذاء عالى الكعبين من اللون ذاته و حقيبه مختلطه كحلى ببصلى ..و ضفرت شعرها بطريقه جذابه على احدى جوانبها ... و رشت عطرها الهادئ و وضعت القليل من مستحضرات التجميل لتخفى ارهاق وجهها من ليله امس
و استلقت مفتاح سيارتها و هاتفها و خرجت لوالدتها
نواره: تمام كده يا ست الكل
بثينه: الله اكبر عليكى اللهم ما صلى على النبى
نواره: عليه افضل الصلاه و السلام... انا هنزل بقى ما تنسينيش فى دعوتين حلوين من بتوعك هه
خرجت نواره... و جلست بثينه تدعى الى ابنتها ..بأن الله يرزقها ابن الحلال الصالح و غالبا كان تدعى لعودت ابنتها لادهم ..لكن كان بشكل ضمنى و غير صريح .. فهى تعلم مدى حب ابنتها له حتى و ان كانت لا تبوح بذلك ...
وصلت بسيارتها الى عملها صفت السياره ... و دخلت المكتب فكانت الاء اول من دهش لهيئه نواره
الاء: ايه الحلاوه دى كلها يا نونو
نواره بمرح لم احد يعتاد عليه فى الاونه الاخيره : من بعض ما عندى .. شفتى التواضع
الاء: لا ربنا يزيدك من التواضع
فى تلك اللحظه تدخل المكتب شاهيناز و تلحظ نواره و هى تمزح مع الاء ..
شاهيناز بعبوس : صباح الخير يا الاء
الاء: و دول بيطلعوا امتى .. صباح النور يابشمهندسه
دخلت نواره الى مكتبها و هى فى قمه السعاده ولا تعرف ما السبب فيها
مر اكثر من ساعتين و الكل منهمك فى عمله ... ليدخل شاب فى هيئته الرسميه يقف امام مكتب الاء
لو سمحتى هو مكتب الباشمهندسه نواره محسن فين ؟؟
رفعت الاء بصرها لتدهش من شده الوسامه و المنظر الرجولى الجذاب و النظاره الطبيه التى زادته وسامه و جاذبيه
و نظرت الى بوكيه الورد الكبير الذى يحمله على يده و شنطه من افخم محلات الشوكلاته فى الاسكندريه
الاء: اتفضل ابلغها اقولها مين حضرتك
هو: ممكن بس ادخل من غير ما تبلغيها ..لانها اكيد هتكون مفأجئه لها
الاء بأستسلام ..بس ماليش فيه لو زعقت
هو: لالا انا واثق مش هتزعق
دقت الاء الباب
نواره: ادخل
الاء: باشمهندسه فى حد عايز حضرتك
تقدم تيمور و هو يضع بوكيه الورد امام وجهه
نواره بفرحه: لا مستحيل دكتور تيمور بجلاله قدره فى مكتبى
اتفضل يا تيمور نورت ...
نواره ل الاء: احلى عصير فى المكتب كله للدكتور
الاء مصدومه من المفاجأه : حاضر حاضر
تيمور: اتفضلى الورد ده علشانك
نواره: مرسيه يا تيمور كلك ذوق ... بس انا شايفه كيسه شوكلاته هى دى مش ليا
تيمور متأسف: سورى بجد مش اخد بالى اتفضلى .. و قدم لها الشوكولاته
نواره: معلش بقى اصل الشوكولاته دى عشق لا و كمان دى مش من اى حته
تيمور: ما تغلاش عليكى
نواره: بس ماقلتليش ايه سر الزياره السعيده دى ..
تيمور: انا خلاص ان شاء الله هسافر بعد بكره لندن علشان الماجيستير ... فكان لازم اجى اسلم عليكى
نواره: بجد ربنا معاك و يوفقك
تيمور: كان لازم اجى اسلم عليكى .. و اشوفك قبل السفر.. و اتمنى انى ما كونش ازعجتك
نواره: كلك ذوق ...و الله انت من الناس القليله فى الدنيا دى.. ازعاج ايه بس عيب عليك ده مكتبى المتواضع نور بزيارتك
كان يخرج من مكتبه فوجد الاء تمسك بكوبين من العصير و تتقدم بهم الى مكتب نواره
ادهم: ايه العصير ده ..
الاء: اصل الباشمهندسه عندها ضيف جوه
ادهم : ضيف.. و ده مين ان شاء الله
تقدم هو الاخر من المكتب و استمع الى صوتهم ... فتقدمت الاء و قدمت العصير و هى عيناها معلقه بتيمور
دخل ادهم خلفها المكتب : ايه ده يا باشمهندسه انتى بتعملى مقابلات فى مكتبك
نواره ببرود واضح فيه التحدى : دكتور تيمور مش حد غريب ...
ادهم بضيق واضح به انه يكظم غيظه: اه طبعا لا و من الواضح انه عارف انك بتحبى الورد كل ما اشوفه معاكى اشوفك ماسكه ورد ..
نواره ببرود: طبعا و هى الدنيا فيها حد فى ذوق دكتور تيمور.. والله كتر خيره كل مقابله ببوكيه ورد
تركهم و خرج من المكتب و هو يلعنها و يلعنه و يلعن قلبه الذى جعله ذليل امام عيناها الى هذا الحد ..
لكنه ..لم يتنازل عنها لاى شخص ... لكن السعاده التى فيها هى اليوم ..فوق الوصف.. فهل تيمور هو سببها ..؟؟
استأذن تيمور و خرج من مكتب نواره و على موعد على اتصال ليودعها نهائى قبل السفر
جلست نواره ..و هى لازالت سعيده.. و رأت امامها علبه الشوكولاته لمعت فكره جهنميه فى عقلها و قررت ان تقدم عليها ..
اخدت علبه الشوكولاه .. و خرجت توزع منها على كل الزملاء لكن اول من ادهش كانت الاء
الاء: ايه ده يا باشمهندسه
نواره: شوكولاته
الاء: ما انا فاهمه بس انا قصدى دى بسبب ايه يعنى ..
نواره: اكيد سبب كويس علشان اوزع فيه شوكولاته
مدت يدها اخذت شوكولاته
دخلت الى شاهيناز
نواره ببرود: اتفضلى شوكولاته
شاهيناز بحقد: ايه اخيرا قبلتى عرض الجواز اللى اتعرض عليكى قدام الناس امبارح ... اما فعلا يدى الحظوظ لمكتكتين الرؤوس
نواره: مين دى اللى مكتكته ...انتى يا بت فوقى لنفسك الا والله العظيم ما يصبح عليكى نهار فى المكتب ده ... بلا قله ادب و تربيه ..
شاهيناز: خليكى انتى كده فرحانه بلمه الرجاله حواليكى ... مسيرهم بكره يطفشوا من خلقتك العكره دى
نواره: اما انتى صحيج بنى ادمه حقيره و سافله .... خدى بعضك و مش عايزه اشوف وشك فى المكتب ده تانى ... انتى فاهمه ولا لا
دخلت الاء لتحاول التهدئه بين الفتاتين .. فهى تعلم ان شاهيناز تربيه حقيره و دون المستوى بالنسبه لنواره
لكن الاء فشلت .. فقامت مهروله لتخبر ادهم
ليدخل ادهم و الاثنين اقتربا من ضرب بعضهم البعض
ادهم: فى ايه هو الشغل مالوش احترام عندكم
نواره: البت دى قليله الادب و لازم تمشى من هنا
ادهم: مش من حقك تكرشى حد من المكتب يا باشمهندسه الا بعلمى ...
استشاطت غضب من رده فعله ... و تركتهم و خرجت من المكتب
ادهم : شاهيناز ..التعامل فى حدود الاحترام مع الباشمهندسه نواره..
شاهيناز : اصل بصراحه انا مستخسراها فيك
ادهم: نعم ايه الهذيان اللى انتى بتقوليه ده يا باشمهندسه ... عيب و حاولى تحترمى نفسك
دقت نواره باب مكتبه ليأتى صوته الذى يحمل الضيق .. حاولت كظم غيظها .. لكنها اجيدت رسم الابتسامه السعيده امام عيناه
نواره تقدمت للمكتب بعد ان اذن للذى يطرق الباب: اتفضل يا باشمهندس شوكولاته
ادهم بضيق: و دى بمناسبه ايه ان شاء الله
نواره تكاد ان تفقد الوعى من الغيظ المكتوم بداخلها : اكيد مناسبه سعيده ليا .. علشان كده وزعت شوكولاته على المكتب كله ...و اكيد طبعا حضرتك منهم ..فلازم تاخد شوكولاته
قام من مجلسه و هو يستشاط غضبا من برودها ووقف امامها: انتى قصدك ايه هه ؟؟ انتى جايه تحرقى دمى ...
نواره ببرود: لا خالص و انا اقدر يا باشمهندس ..
ادهم : لا بس الظاهر ان تيمور غالى عليكى اوى .. علشان تقلعى الاسود ... لما تعرفى انه جايلك ... كنت مفكرك مش زى باقى الناس ..كنت مفكرك مختلفه ..ما توقعتش انك بالسهوله دى هتنسينى .. صح ما انا بالنسبالك ايه غير انى شخص عابر فى حياتك
نواره ببرود: تؤ تؤ تؤ ... ماتقولش كده يا باشمهندس انت ولا اكنك عديت على حياتى من اصله... اللى يصغرنى قدام حته بت لا راحت ولا جت و يقلل من قيمتى ما يستاهلش حتى انى افكر فيه
سحب علبه الشوكولاته من يدها ....و مسك يديها الاثنين ... و قبلهما برقه : انا اسف حقك عليا
.. اذابتها ..لكنها سرعان ما افاقت من تلك المشاعر الكاذبه ..
نواره بهجوم غير متوقع : على فكره انت انسان مش محترم .. كون انك تبوس ايدى بالمنظر القذر ده ... الظاهر انك نسيت ان ما بقاش فى اى حاجه تربطنا ببعض .. و انت بالنسبالى دلوقتى كشريك مش اكتر .. و ياريت ما تتعداش حدودك معايا تانى فى التعامل .. فهمت ولا اعيد من جديد
ادهم لازال ينظر لها بعشق: رغم كل اللى انتى بتقوليه ده ... انا حسيت بدقه قلبك اول ما مسكت ايدك و قربتها على شفايفى ... انتى ليه مش مقتنعه اننا اتكتبنا لبعض ...ليه مش متخيله انك ليا لوحدى ومش هتكونى لغيرى
نواره بضحكه ساخره رنانه: خليك عايش فى الوهم لحد ما تمسك فى ايدك دعوه فرحى يا باشمهندس عن اذنك
ادهم: لو تقدرى تعمليها ...اعمليها ... بس ساعتها هتبقى خاينه ..علشان قلبك و عقلك و روحك مع واحد و جسمك بس اللى هيكون مع واحد تانى
نواره: كويس انك فاهم اللى بتقوله ..بس قبل ما تقولى انا الكلمتين دول كنت قولهم لنفسك يا محترم ....لان اظن نفس المشهد بيكرر لتانى مره ..
ادهم: يعنى اهه اعترفتى انك لسه بتحبيبنى و انك لو اتجوزتى غيرى هتكونى معاه بجسمك بس... لكن قلبك و عقلك و روحك و تفكيريك هيكون فيا انا
نواره بتعلثم و هجوم: اصلا انت مجنون و عايش الوهم ..كفاياك بقى ... انا عمرى ما هكون ليك
ادهم و هو يلف ذراعيه امام صدره و ببرود تام: ولا هتكونى لغيرى يا حبيبتى
تركته و هى تشتعل غضبا و خرجت من مكتبه تلعن الغباء ...الذى اوصلها لهذا الحد امامه ....
جلس على مكتبه بأبتسمه نصر ... ثم لمح الشوكولاته امامه
اخذ العلبه و تقدم من مكتبها و فتح الباب دون ان يدقه ليجدها .. تلف فى الحجره مثل المجنونه و هى تتفوه بكلام غير مفهوم
ادهم يدخل ببرود: اه اتفضلى الشوكلاته بتاعه مناسبتك السعيده ... و عموما الف مبروك ...و ربنا يتمهالك على خير.. يا عروسه
نواره بصوت جهورى اشبه للمجانين : تدفعه بيدها خارج المكتب .. امشى اطلع بره... روح للهانم اللى دافعت عنها قصادى .. مش طيقاك..
خرج و يبتسم بداخله .. لان شكوكه تتأكد امام عيناه و كأنه يمحى الخطوط المهمشه الرفيعه و يبدء بسن خطوط عريضه لحياته الجديده

و الى اللقاء فى الحلقه القادمه


كبرياء أنثى / للكاتبة جوجو مصرية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن